الأرقام تنصفه والمواقف تخذله.. هل استحق فالفيردي الإقالة؟

في نهاية الأمر يبدو أن المدرب القادم لديه الكثير ليقدمه للفريق والأمر لا يتمحور حول الألقاب فقط ولكن الأمر يدور حول طريقة اللعب وإعادة الروح لأصحاب القمصان الزرقاء والحمراء، والفوز بدوري أبطال أوروبا بعد غياب طويل عن التتويج به.

واحدة من أكبر المشاكل التي كانت عاملاً في علاقة فالفيردي وجماهير برشلونة هي غياب "الكاريزما" في شخصيته كمدرب وتصريحاته المستفزة عقب الهزائم وغياب الروح التنافسية لديه، فالفيردي كان دائماً ما يبرر الهزائم لفريقه في أوقات كان ينبغي عليه الصمت فيها أو طلب دعم الجمهور، وأبرز مثال على هذا الأمر كان بعد مباراة أتليتكو مدريد في نصف نهائي السوبر الإسباني عندما حمل تقنية الفيديو خسارة فريقه، وفي مباراة ليفربول عندما اتهم لاعبيه بالخوف من لاعبي الريدز.

الجميع يشهد لإدارة برشلونة على أنها لم تقصر في إبرام صفقات ممتازة للفريق في السنوات الأخيرة ولكن الفريق لم يستفد من أي من الصفقات وظل يعتمد على الحرس القديم، ويعد الأبرز هو الاستبعاد المتكرر للاعب البرازيلي الشاب آرتور ميلو والاعتماد بشكل كامل على الثنائي راكيتيش وسيرجيو بوسكيتس الذان تقدما في العمر وقل مجهودهما في الملعب، في نفس الوقت الذي أهدر فيه إرنستو مجهود أنطوان جريزمان القادم هذا الموسم من أتليتكو مدريد في اللعب كظهير أيسر بدلاً من اللعب بجوار سواريز أو كصانع ألعاب.

يبدو أن فالفيردي ساهم بشكل ما أو بأخر في تدمير هوية برشلونة من حيث طريقة اللعب الفريق الذي بنى له هويته الخاصة بعد عصر كرويف وأضاف لتلك الهوية في عصر جوارديولا، جاء فالفيردي لطمسها، الجميع اعتاد أن يرى برشلونة يلعب تمريرات قصيرة والاختراق من العمق واللعب السريع بعرض الملعب في مساحات قصيرة، أصبحنا نراه يلعب على الأطراف والاعتماد على العرضيات ومهارة ميسي فقط وهو ما جعل الجماهير تتسائل عن اختفاء برشلونة الذي يعرفوه.

مما لا شك فيه أن تفوق ميسي وأداءه المذهل منع إدارة برشلونة من إقالة فالفيردي في العديد من المناسبات، ميسي سجل أكثر من نصف أهداف الفريق في فترة إرنستو، ليصبح ميسي هو "سوبر مان" الفريق في عهد فالفيردي، غياب ميسي عن مستواه في بعض المباريات كشف عورات المدرب التكتيكية وأنه عاجز عن التصرف في حل أزمات الفريق في الملعب.

في موسم 2017-2018 أول مواسم المدرب رفقة برشلونة خلفاً لمواطنه لويس إنريكي، خاض فالفيردي 59 مباراة فاز في 41 وتعادل 13 وخسر في 5، الأمور تبدو رائعة للغاية حتى الآن ونسبة الخسائر مقبولة بالنسبة لعدد الانتصارات ونجاح الفريق في التتويج بلقبي الدوري والكأس، ولكن أول موسم تبقى هزيمة روما بثلاثية نظيفة في إياب ربع نهائي دوري الأبطال هي أول طعنة في جسد "برشلونة فالفيردي"، الفريق ظهر بدون شخصية في ذلك الموسم ولكن التبريرات كانت كثيرة بأن اللاعبين لم يعتادوا على أسلوب اللعب الجديد. الموسم الثاني كان أسوأ الفريق توج بلقب الدوري فقط وخسر من ليفربول برباعية وريمونتادا مرة أخرى في نصف نهائي الأبطال وخسر لقب الكأس لصالح فالنسيا.