استسلام كلوب وعقد صلاح وصفقات فاشلة .. إليكم أسباب سقوط ليفربول!

ليفربول يحتل المركز العاشر بجدول الدوري الإنجليزي بـ29 نقطة، وبدلًا من تحمل المسؤولية عن ذلك، يورجن كلوب قرر لوم الجميع إلا نفسه.

حجج غريبة يخرج بها المدرب الألماني، كما يخرج كثيرًا للحديث عن إنفاق الأندية الأخرى والإصابات التي يعاني منها فريقه.

مبرره للمستوى المتواضع أمام تشيلسي في التعادل من دون أهداف على ملعب أنفيلد، كان بأنه أفضل حالًا من أرسين فينجر الذي خسر مباراته رقم 1000 كمدرب أمام البلوز بسداسية نظيفة!

هل استسلم كلوب للأمر الواقع بالفشل المستمر أمام مانشستر سيتي بالدوري الإنجليزي وخسارة النهائيات أمام ريال مدريد في دوري الأبطال؟ المهم هو أن الألماني ليس هو نفس المدرب الذي جاء إلى أنفيلد منذ سنوات وأشعل النادي بحماسه وتطلعه لتحقيق النجاحات.

صاحب الـ30 سنة يظل اللاعب الأفضل في ليفربول رغم كل الأزمات المحيطة به وتراجع مستواه هذا العام، حيث سجل 17 هدفًا وصنع 7 في كل البطولات هذا الموسم.

ومع ذلك يبدو أن المخاوف التي ظهرت بعد تجديد عقده كانت صحيحة، بسبب هبوط مستوى باقي نجوم الفريق مثل أندي روبرتسون وترنت آرنولد وفيرجيل فان دايك.

هل يشعر نجوم الريدز بالغيرة من صلاح بسبب الفجوة الهائلة بين راتبهم وأجر النجم المصري الأسبوعي الذي يصل إلى 400 ألف جنيه استرليني؟ بكل تأكيد أمر وارد لأن هذه المخاوف كانت السبب الرئيسي في طول مدة المفاوضات من أجل تجديد عقد اللاعب.

ظن ليفربول أن الأمور ستمر بسهولة على الفريق في حالة رحيل السنغالي ساديو ماني بعد التعاقد مع الكولومبي لويس دياز.

ولكن بعدها اتضح أن دياز أمامه الكثير للوصول إلى مستوى ماني، كما أن إصاباته تبدو مقلقة للغاية لجماهير الريدز.

ربما كانت تسير الأمور نحو ضرورة التخلي عن أي من صلاح وماني، ولكن بعد بيع السنغالي إلى بايرن ميونخ مقابل 32 مليون يورو فقط ظهر تأثيره الهائل على الفريق الإنجليزي.

الفراغ الذي تركه ماني على الجانب الأيسر من ناحية قدراته الفنية والبدنية، تسبب في ضعف الحالة الهجومية بصورة واضحة، حيث أصبح صلاح هو العنصر الوحيد على صناعة الفارق في غياب زميله السابق.

اشتهر ليفربول على مدار السنوات الماضية بالعين الثاقبة بالتعاقد مع اللاعبين المميزين ومحاولة نقلهم إلى مستويات أعلى من خلال قدرة يورجن كلوب على تطوير المواهب.

ولكن الفترة الأخيرة تغير الوضع تمامًا ببعض الصفقات الفاشلة عديمة الأهمية، وكان آخرها كودي جاكبو الجناح الهولندي الذي لم يقدم أي شيء حتى الآن منذ انضمامه بـ42 مليون يورو.

وقبلها تعاقد ليفربول مع داروين نونيز مقابل 80 مليون يورو من بنفيكا، وسط علامات استفهام حول قدرة الدولي الأوروجوياني على النجاح في الدوري الإنجليزي.

صفقة أخرى جاءت إلى أنفيلد رغم كل علامات الاستفهام، كانت بضم أرتور ميلو صاحب التاريخ المرعب من الإصابات، ليكون بمثابة الحاضر الغائب بالفريق.

وجدنا على مدار السنوات الماضية، أن السبب الرئيسي لنجاح مانشستر سيتي هو المخزون الهائل من المواهب الذي يمتلكه الفريق.

الرفاهية التي يتمتع بها بيب جوارديولا على دكة البدلاء، جعلته يتحكم في مسار المباريات ويتمكن من تغيير السيناريو عندما يكون فريقه متأخرًا، مثلما فعل بالضبط أمام أستون فيلا بالجولة الأخيرة من الدوري الإنجليزي الموسم الماضي، وهي المباراة التي منحته اللقب على حساب ليفربول.

من هو البديل المناسب لترنت آرنولد في حالة هبوط مستواه؟ لماذا لم يتم تجديد خط الوسط في ظل تراجع جوردان هندرسون ونابي كيتا وإصابات فابينيو؟ وإلى متى سيظل فيرجيل فان دايك يرتكب كارثة تلو الأخرى دون أي منافسة قوية على مركزه؟

هناك فجوة كذلك بين اللاعبين المتواجدين بخط الهجوم حاليًا، صلاح يغرد لوحده في مستوى مختلف تمامًا عن كل من حوله ولا يحصل على المساعدة الكافية!

ومع ذلك يبدو خط الوسط هو نقطة الضعف الأوضح حاليًا، والتي تحرم كلوب من تطبيق أسلوبه في الضغط الشرس على الخصم والسيطرة على الكرة لأطول فترة ممكنة.

قررت مجموعة فينواي سبورتس جروب "FSG" الأمريكية المالكة لنادي ليفربول الإنجليزي طرح "الريدز" للبيع في تغيير صادم وغير متوقع على موقفهم تجاه النادي.

مجموعة فينواي برئاسة جون هنري، والتي تملك ليفربول منذ عام 2010، قررت دعوة المهتمين بشراء النادي إلى تقديم عروضهم، وتم إعداد عرض مبيعات كامل للراغبين في ذلك.

البيان الذي تم الخروج به في نوفمبر الماضي تسبب في عدم وضوح الرؤية حول مستقبل ليفربول وهوية الملاك الجدد للنادي الإنجليزي.

أنباء عن مستثمرين عرب أو رجال أعمال من الولايات المتحدة الأمريكية، ولكن لم يتم حسم الأمر حتى الآن، ولا أحد يعرف ماذا ينتظر النادي الموسم القادم، وهو ما قد يكون أحد أسباب غياب الاستقرار عن الفريق.

التاريخ يخبرنا دائمًا أن من يتعالى على كرة القدم يحصل على عقابه بأسوأ طريقة ممكنة، وربما يكون الغرور أحد أسباب السقوط الحالي لليفربول.

حالة من الغرور ظهرت بشكل واضح طوال السنوات الماضية، بوضع نجوم الفريق مثل فيرجيل فان دايك وترنت آرنولد وروبرتسون وصلاح تحت مظلة "الأفضل في التاريخ".

المستوى الحالي لمعظم هؤلاء يهدم أي محاولة لوصفهم بالأفضل في التاريخ بمراكزهم، لذلك يجب العودة مرة أخرى إلى أرض الواقع لإنقاذ هذا الجيل!