"من الصعب أن تكون ابن زين الدين زيدان" .. مدرب فرنسا للشباب يُطالب بالصبر على نجل الأسطورة بعد تألقه في المونديال

لم تكن البطولة سهلة بالنسبة لزيدان. فقد عاش المدافع المولود في مارسيليا بداية متذبذبة، بعدما تسبب في ركلة جزاء خلال مباراة فرنسا الافتتاحية أمام اليابان. لكن بدلاً من استبعاده، تمسّك المدرب برنار ديوميد بمدافعه الشاب، محافظًا عليه في التشكيلة الأساسية. وقد أثمر هذا الدعم عن نتائج إيجابية، إذ ازداد زيدان ثقة بنفسه ليصبح أحد أكثر لاعبي فرنسا ثباتًا في الدفاع، ويسهم في بلوغ الفريق نصف النهائي.

شارك زيدان أساسيًا في جميع مباريات فرنسا خلال البطولة، حيث جعل حضوره القوي، وتفوقه في الكرات الهوائية، وتمركزه الذكي منه عنصرًا محوريًا في خط دفاع المنتخب الفرنسي.

مدرب منتخب فرنسا تحت 20 عامًا، برنار ديوميد، كان صريحًا بشأن الموهبة الكبيرة والضغوط المحيطة بزيدان الابن، داعيًا إلى التحلي بالصبر مع الإقرار بالتوقعات المرتبطة باسم عائلته. وفي مقابلة مع صحيفة ليكيب، تحدث ديو ميد بتعاطف وثقة بمستقبل مدافعه الشاب.

قال ديوميد "بما أنني لاعب أعسر، أعرف كيف أميز جودة القدم اليسرى، وإلياس يمتلك هذه اللمسة الفنية إلى جانب طوله. علينا فقط أن نتركه وشأنه. لقد عملنا طوال ثلاث سنوات لمساعدته على التحرر. من الصعب أن تكون ابن زيدان، فالتوقعات منه كثيرة، وربما أكثر من اللازم. يجب ألا ننسى أنه من مواليد 2005. أنا سعيد لأنه بدأ يعبّر عن نفسه داخل الفريق، رغم أن الأمر صعب جدًا بالنسبة له. لديه المؤهلات التي تمكنه من الوصول إلى أعلى المستويات، وكل ما عليه هو أن يلعب."

بينما يزدهر زيدان على الساحة الدولية، لا يزال مشواره مع الأندية في طور التطوير. فمنذ انضمامه إلى فريق الرديف لريال بيتيس قادمًا من أكاديمية ريال مدريد في يناير 2024، كان اللاعب البالغ من العمر 19 عامًا جزءًا من مشروع تطويري أكثر منه لاعبًا أساسيًا مع الفريق الأول. هذا الموسم، لم يشارك سوى في 180 دقيقة في الدرجات الأدنى في إسبانيا، وبدأ مباراتين فقط ضد تيرويل وريال مدريد ب.

يمتلك زيدان الأدوات البدنية والفنية التي يحتاجها المدافعون المركزيون في العصر الحديث، وما يحتاج إلى التركيز عليه هو الاستمرارية، وهو الأمر الذي قد تمنحه له عروضه القوية مع منتخب تحت 20 عامًا عند عودته إلى إسبانيا.

خرج منتخب فرنسا من نصف النهائي بشكل مأساوي أمام المغرب بركلات الترجيح، بعد تعادل مثير 1-1. ومع ذلك، أضاف هذا المزيد إلى خبرة زيدان المتنامية، إذ ظل هادئًا تحت الضغط، وقاد دفاعًا قلص إلى عشرة لاعبين، ونظم الركلات الثابتة بهدوء ملحوظ بالنسبة لعمره. وبفضل إرشاد ديو ميد والنضج الذي أظهره في كأس العالم تحت 20 عامًا، يبدو أن زيدان مستعد للخطوة التالية في ترسيخ نفسه كموهبة دفاعية أساسية.