من تابع اللاعب الشاب في مبارياته الأولى يدرك أن هناك مشروع للاعب كبير يطبخ على هدوء في إنتر، إمكانيات فنية وقدرات بدنية هائلة تجعله يشبه كثيرًا أسلوب إدين دجيكو، المهاجم فارع الطول ولكن يملك القدرة اللعب بقدميه وليس فقط ألعاب الهواء، ويتمتع بشخصية قوية وهادئة في الملعب رغم صغر سنه، والحديث الذي لا ينقطع عنه في الأسابيع الماضية من قبل الجمهور والإعلام، سلبًا أو إيجابًا، والدليل أنه لم يتأثر بعدم التسجيل حتى فعل وأثبت أن الأمر مسألة وقت.
كما أشار كيفو وجينارو جاتوزو وغيرهم من زملاء إسبوزيتو، اللاعب الشاب ليس بحاجة لكل تلك الهالة الإعلامية في سنه الصغير، حتى وكيله رفض كل الضوضاء حوله وطالب بتركه يعمل في هدوء لأنه في بداية مشواره مع فريق بحجم إنتر وسط ظروف ليست بالسهلة، منافسة مع ثنائي من الأفضل في العالم وفريق قادم من هزيمة تاريخية يحاول التعافي منها، وفي دوري وبلد لا يؤمن كثيرًا بإعطاء الفرص للشباب مع الأندية الكبرى ويفضل الإعارات حتى يصبح في منتصف العشرينات "موهبة شابة جاهزة"!
وحتى على صعيد المنتخب، إيطاليا تمر كعادته في آخر السنوات بفترة حرجة، البلد أمام سيناريو الغياب عن المونديال لنسخة ثالثة على التوالي، ورغم تألق الثنائي مويس كين وماتيو ريتيجي، ولكن يُنظر لإسبوزيتو كأنه المنقذ والحل بأهدافه، بينما الحل بأقدام هالاند والنرويج، وكابوس الملحق من جديد ضد أشباح الماضي السويد ومقدونيا الشمالية!
حتى الآن يتعامل إنتر بالطريقة الصحيحة مع جوهرته، يشارك بصفة مستمرة وليس مجرد لاعب بديل لثنائية "التولا" الشهيرة، يدرك النادي أنه يملك مشروع نجم قادم بقوة ولكن لا يريد أن يصيبه نفس الداء الذي ضرب ماريو بالوتيلي في سيناريو مشابه، وإن كان فارق العقلية واضح بين "بيو" المتزن في تصريحاته، و"سوبر ماريو" الذي لا ينسى الجميع جنونه!
منذ فترة وتعاني إيطاليا للعثور على مهاجم بحجم عمالقة الماضي، منذ اعتزال لوكا توني بطل مونديال 2006 ولم ينجح أحد في شغل المركز الذي أبدع فيه بالماضي أمثال كريستيان "بوبو" فييري وفيليبو "بيبو" إنزاجي، وحتى عندما فازت باليورو في 2020 كان هدافها شيرو إيموبيلي محل الانتقادات والسخرية، ولكن الآن يظهر الثلاثي كين وريتيجي، وبالتحديد إسبوزيتو ليعطوا الأمل، وقيادة أحدهم أو كلهم الأتزوري للمونديال سيفتح له الأبواب على مصراعيها لإثبات أحقيته بالمقارنة مع النجوم السابقة، ولإسبوزيتو لإثبات استحقاقه لذلك الزخم الإعلامي والتهليل الجماهيري.