Pio Esposito Inter Italia GFX desktopGOAL

إيطاليا قد لا تتأهل للمونديال ولكن وجدت الفائز الجديد بالكرة الذهبية .. فرانشيسكو "بيو" إسبوزيتو نقطة الضوء في ظلام الأتزوري وإنتر!

حققت إيطاليا انتصارًا هامًا على إستونيا مساء السبت في العاصمة تالين بنتيجة 3-1، انتصار هام لأنه يقربها خطوة أخرى من الملحق المؤهل لكأس العالم 2026 وليس التأهل المباشر في ظل تفوق النرويج متصدرة المجموعة، سواء على صعيد النقاط أو فارق الأهداف، وحتى المواجهات المباشرة.

ولكن الأنظار في المواجهة توجهت نحو نجم إنتر الشاب فرانشيسكو "بيو" إسبوزيتو الذي هز الشباك للمرة الأولى مع الأتزوري، ليواصل صاحب ال20 عامًا بدايته المتوهجة للموسم التي جعلته مثار حديث الجميع في إيطاليا، بين إشادة وتضخيم وحتى سخرية من موهبة النيراتزوري الصاعدة بقوة.

  • إسبوزيتو للكرة الذهبية!

    يوم 22 سبتمبر الماضي كان شاهدًا على حفل توزيع جوائز "الكرة الذهبية" في العاصمة الفرنسية باريس، وفي ظل غياب ممثلي الكرة الإيطالية باستثناء ممثلي إنتر الثلاثي لاوتارو مارتينيز، يان سومر، ودينزل دومفريس، وجيجيو دوناروما عن دوره في ثلاثية بي إس جي، تحول الجمهور الإيطالي للسخرية من تغطية الحفل، ونصف النجم الشاب لإنتر هدفًا له.

    إسبوزيتو قبلها كان شارك كبديل مع إنتر ضد أودينيزي وساسوولو في الدوري، وكأساسي أمام أياكس في دوري الأبطال وقدم عروضًا جيدة ولكن لم يسجل أو يصنع، ولكن المستوى المقدم من طرفه دفع جمهور النيراتزوري والإعلام الإيطالي يكيل له المديح بشكل أثار حفيظة جماهير الأندية الأخرى بالتحديد، وحتى البعض من جمهور إنتر الذي لم يجد سببًا في المبالغة بالإشادة بلاعب قدم دقائق جيدة نعم ولكن لا يزال يافعًا ولم يثبت نفسه بشكل كامل، فاستغلوا حفل البالون دي أور ليكون منصة سخرية من إسبوزيتو، بين من نصبه فائزًا بالجائزة على حساب عثمان ديمبيلي ولامين يامال، وآخرون استعجبوا من غيابه عن القائمة!

  • إعلان
  • إسبوزيتو يجد طريق الشباك

    هدف إسبوزيتو الأول لم يتأخر كثيرًا، وجاء ضد كالياري في السابع والعشرين من سبتمبر، وإن كان هز الشباك بالفعل في مونديال الأندية الصيف الفائت ضد ريفر بليت، كما قدم تمريرة حاسمة في لقاء أوراوا، وفي مشاركته الثانية فقط مع الأتزوري وقع على هدفه الأول مع المنتخب الأساسي عقب سجل حافل مع الفئات السنية لبلاده بداية من فريق تحت 17 عامًا وصولًا إلى تحت 21 عامًا، إذ سبق وشارك في مونديال تحت 20 عامًا ويورو تحت 19 عامًا، وتوج بالأخيرة مع إيطاليا.

    أظهر إنتر إيمانًا كبيرًا في لاعبه الشاب هذا الصيف، إذ رفض عروضًا عدة وصلت قيمتها إلى 40 مليون يورو بحسب التقارير من أجل الحصول على إسبوزيتو من فرق داخل وخارج إيطاليا، ولعب وجود كريستيان كيفو كمدرب للفريق دورًا كونه من أشرف على إطلاق موهبته في المراحل السنية للنيراتزوري، ومنها أُعير إلى سبيزيا الموسم الماضي حيث أثبت قدراته التهديفية بتسجيل 20 هدفًا بكل المسابقات، ليفوز بجائزة أفضل لاعب شاب ويستحق عودته لإنتر، ليس لمجرد سد فراغ في الخط الأمامي وإكماله بل ليكون لاعب بدور مهم رفقة لاوتارو مارتينيز وماركوس تورام، والوافد الجديد الآخر الشاب أنجي بوني.

  • إسبوزيتو الوحيد الذي أقنع إنتر من ثلاثي!

    فرانشيسكو "بيو" هو أحد ثلاث أخوة ينشطون في الكرة الإيطالية، وكلهم انطلقوا من إنتر، ولكن لم يحظ أي منهم بنفس النجاح والهالة الإعلامية التي تحصل عليها الشقيق الأصغر حتى الآن.

    الشقيق الأكبر سالفاتوري، 25 عامًا، ترعرع في الفئات السنية للنيراتزوري حتى رحل مبكرًا في 2018 إلى سبال ومنه تنقل بين عدة أندية حتى حط الرحال في سبيزيا حيث جاور شقيقه الموسم الماضي، ولكن لم يعرف مشوار لاعب خط الوسط نفس النجاح السريع كشقيقيه المهاجمين.

    الشقيق الأوسط سيباستيان "سيبا"، 23 عامًا، جذب الأنظار بقوة عندما منحه أنطونيو كونتي الفرصة في موسمه الأول مع إنتر كمراهق لإكمال الخط الأمامي بوجود لاوتارو، روميلو لوكاكو، أليكسيس سانشيز، وماتيو بوليتانو وقتها، ولقطته مع لوكاكو في مباراة جنوى عندما ترك له النجم البلجيكي تسديد ركلة جزاء ليسجل ويحتفل مع والدته في لقطة هي الأبرز في مشواره مع النادي، إذ فشل في إثبات نفسه كلاعب أساسي وخرج في عدة إعارات، حتى انتقل هذا الصيف إلى كالياري، وإن حظي بفرصة اللعب مع أخيه الأصغر بقميص النيراتزوري في مونديال الأندية الأخير.

  • "بيو" إسبوزيتو، حقًا يستحق كل تلك الضجة؟

    من تابع اللاعب الشاب في مبارياته الأولى يدرك أن هناك مشروع للاعب كبير يطبخ على هدوء في إنتر، إمكانيات فنية وقدرات بدنية هائلة تجعله يشبه كثيرًا أسلوب إدين دجيكو، المهاجم فارع الطول ولكن يملك القدرة اللعب بقدميه وليس فقط ألعاب الهواء، ويتمتع بشخصية قوية وهادئة في الملعب رغم صغر سنه، والحديث الذي لا ينقطع عنه في الأسابيع الماضية من قبل الجمهور والإعلام، سلبًا أو إيجابًا، والدليل أنه لم يتأثر بعدم التسجيل حتى فعل وأثبت أن الأمر مسألة وقت.

    كما أشار كيفو وجينارو جاتوزو وغيرهم من زملاء إسبوزيتو، اللاعب الشاب ليس بحاجة لكل تلك الهالة الإعلامية في سنه الصغير، حتى وكيله رفض كل الضوضاء حوله وطالب بتركه يعمل في هدوء لأنه في بداية مشواره مع فريق بحجم إنتر وسط ظروف ليست بالسهلة، منافسة مع ثنائي من الأفضل في العالم وفريق قادم من هزيمة تاريخية يحاول التعافي منها، وفي دوري وبلد لا يؤمن كثيرًا بإعطاء الفرص للشباب مع الأندية الكبرى ويفضل الإعارات حتى يصبح في منتصف العشرينات "موهبة شابة جاهزة"!

    وحتى على صعيد المنتخب، إيطاليا تمر كعادته في آخر السنوات بفترة حرجة، البلد أمام سيناريو الغياب عن المونديال لنسخة ثالثة على التوالي، ورغم تألق الثنائي مويس كين وماتيو ريتيجي، ولكن يُنظر لإسبوزيتو كأنه المنقذ والحل بأهدافه، بينما الحل بأقدام هالاند والنرويج، وكابوس الملحق من جديد ضد أشباح الماضي السويد ومقدونيا الشمالية!

    حتى الآن يتعامل إنتر بالطريقة الصحيحة مع جوهرته، يشارك بصفة مستمرة وليس مجرد لاعب بديل لثنائية "التولا" الشهيرة، يدرك النادي أنه يملك مشروع نجم قادم بقوة ولكن لا يريد أن يصيبه نفس الداء الذي ضرب ماريو بالوتيلي في سيناريو مشابه، وإن كان فارق العقلية واضح بين "بيو" المتزن في تصريحاته، و"سوبر ماريو" الذي لا ينسى الجميع جنونه!

    منذ فترة وتعاني إيطاليا للعثور على مهاجم بحجم عمالقة الماضي، منذ اعتزال لوكا توني بطل مونديال 2006 ولم ينجح أحد في شغل المركز الذي أبدع فيه بالماضي أمثال كريستيان "بوبو" فييري وفيليبو "بيبو" إنزاجي، وحتى عندما فازت باليورو في 2020 كان هدافها شيرو إيموبيلي محل الانتقادات والسخرية، ولكن الآن يظهر الثلاثي كين وريتيجي، وبالتحديد إسبوزيتو ليعطوا الأمل، وقيادة أحدهم أو كلهم الأتزوري للمونديال سيفتح له الأبواب على مصراعيها لإثبات أحقيته بالمقارنة مع النجوم السابقة، ولإسبوزيتو لإثبات استحقاقه لذلك الزخم الإعلامي والتهليل الجماهيري.