Antony Real Betis 2025-26Getty

نجم مانشستر يونايتد السابق: دفعوا 100 مليون يورو لضمي.. لابد أن لديهم أسبابهم!

يسعى الجناح الموهوب لاستعادة بريقه الذي جعله يوماً أحد أغلى صفقات العالم، طامحاً للعودة إلى منتخب السامبا، حيث كشف في حوار مع صحيفة "ماركا" عن كواليس فترته الصعبة في إنجلترا مع مانشستر يونايتد، ونظرته الفلسفية لقيمة انتقاله الضخمة.

  • الانتقال "الكبير" إلى مانشستر يونايتد

    تطرق أنتوني بشجاعة إلى الضجة الكبيرة التي صاحبت انتقاله من أياكس إلى مانشستر يونايتد بصفقة قاربت 100 مليون يورو، مؤكداً أن هذا الرقم الفلكي لم يشكل ضغطاً إضافياً عليه ولم يجعله يشعر بالدوار. وفي تصريحه الأبرز، قال بثقة: "صحيح أن دفع 100 مليون يرفع سقف التوقعات، لكنني أعرف جودتي جيداً، وإذا دفعوا هذا المبلغ فذلك لأنني أمتلك الموهبة، لابد أن لديهم أسبابهم".

    وأوضح أنه لم يكن يركز على قيمة المال، بل كان يستحضر دائماً قصة كفاحه ورحلته الشاقة من أحياء البرازيل الفقيرة للوصول إلى تلك المرحلة: "لم أكن أنظر إلى الـ 100 مليون، بل كنت أنظر إلى القصة التي عشتها للوصول إلى تلك اللحظة، ودائماً ورأسي في مكانه لأن هذا هو الأهم".

    يرى أنتوني أن فترته في أمستردام كانت محطة انفجار موهبته عالمياً، ورغم الأضواء المسلطة عليه في الدوري الإنجليزي، إلا أنه حافظ على اتزانه الذهني، معتبراً أن المال لا يحدد قيمته كإنسان، بل التاريخ الذي صنعه والمصاعب التي تغلب عليها هي المعيار الحقيقي لنجاحه.

  • إعلان
  • FBL-ENG-LCUP-MANUTD-BURNLEYAFP

    فترة مليئة بالتناقضات

    اعترف الجناح البرازيلي بأن فترته في "أولد ترافورد" كانت مليئة بالتناقضات، حيث مر بلحظات عصيبة أثرت على حالته الذهنية، إلى جانب مشاكل خارج الملعب شكلت جزءاً من عملية نضجه.

    ورغم الصورة القاتمة التي رسمها البعض لنهايته مع الشياطين الحمر، أصر أنتوني على الجانب المضيء، مشيراً إلى تحقيقه للألقاب وتكوين صداقات قوية سترافقه مدى الحياة.

    وجاء قرار الرحيل نابعاً من حاجته الماسة لاستعادة شغفه، قائلاً: "في مانشستر لم أكن بخير، كنت بحاجة للعب أكثر، كنت بحاجة لأكون سعيداً. لم أكن صافي الذهن... أنا ممتن جداً لمانشستر على كل ما عشته هناك... المال ليس كل شيء. المال لا يشتري السعادة. من المهم امتلاك المال بالطبع، لكن السعادة بالنسبة لي هي الأهم. السعادة لا تكمن في امتلاك أشياء كثيرة، أحياناً تكون في أشياء بسيطة لا نراها".

  • ريال بيتيس.. خطوة تصحيح المسار

    وصف أنتوني قراره بالانضمام إلى ريال بيتيس بأنه "الأفضل على الإطلاق"، مشيراً إلى أنه استخار الله أولاً، ثم استشار أصدقاءه الذين لعبوا في النادي، مثل إيمرسون رويال، الذين شجعوه بقوة. ولعب المدرب المخضرم مانويل بيليجريني دوراً حاسماً في إقناعه، حيث أكدت المحادثة بينهما رغبته في القدوم للعمل تحت قيادة مدرب يمنحه الثقة ويتعلم منه يوميا: " "القدوم إلى بيتيس هو أفضل قرار اتخذته... نعم، تحدثت مع بيليجريني وعزز ذلك قراري بالقدوم... لم أكن أتوقع ذلك [الاستقبال في المطار]، كان هناك الكثير من الناس. أنا ممتن جداً للبيتيكوس (جماهير بيتيس). هذا يوم سيبقى معي لبقية حياتي".

    وأوضح أنه ضحى مالياً في البداية لأن موارد النادي كانت محدودة، لكنه فضل البيئة الأسرية، وثقافة المدينة، وشغف الجماهير "الأفضل في إسبانيا" على المكاسب المادية، مشيراً إلى أنه شعر وكأنه في منزله منذ اللحظة الأولى، حيث تذكره أجواء إشبيلية ودفء الناس بوطنه البرازيل.

  • Real Betis Balompie v Olympique Lyonnais - UEFA Europa League 2025/26 League Phase MD4Getty Images Sport

    هذا ما أريده..

    لم يخفِ النجم البرازيلي جانبه العاطفي، معترفاً بأنه "رجل كثير المشاعر" يبكي للحزن والفرح على حد سواء، كما حدث عندما ذرف الدموع لغيابه عن الديربي الأخير أو بعد خسارة نهائي المؤتمر الأوروبي.

    تعود هذه العاطفة الجياشة إلى طفولته القاسية في "الفافيلا"، حيث يستحضر ذكريات عدم امتلاكه لحذاء رياضي وكفاح عائلته، مما يجعله فخوراً بالرجل والأب الذي أصبح عليه اليوم.

    وعن طموحاته الحالية مع الفريق الأندلسي، أظهر أنتوني رغبة جامحة في حصد الألقاب، مؤكداً أنه لا يكتفي بالمشاركة بل يريد المنافسة على كل الجبهات، بدءاً من التأهل لدوري أبطال أوروبا وصولاً للفوز بالدوري الأوروبي وكأس الملك.

    واختتم حديثه برغبة واضحة في أن تتذكره جماهير "الفيامارين" كلاعب مقاتل قدم كل ما يملك من أجل القميص، مستمداً قوته من جذوره المتواضعة ليعود أقوى مما كان.