GOAL ONLY Salah Carragher gfxGoal AR

ملك الأهداف العكسية | حينما يعظ "حمار" ميسي.. دع صلاح وشأنه يا كاراجر فسجلاتك لا تتناسب مع عقلانيتك المصطنعة!

لم يعد خافياً على أحد أن الساحة الرياضية الإعلامية في إنجلترا باتت تعج بالضجيج الذي يفتقر في كثير من الأحيان إلى الموضوعية، ولعل أبرز رواد هذا النهج هو جيمي كاراجر، مدافع ليفربول السابق.

لقد دأب هذا الرجل في السنوات الأخيرة على تنصيب نفسه وصياً على أساطير اللعبة، موجهاً سهام نقده السام نحو قامات كروية لا يطالها تاريخه المتواضع، وكان آخر ضحاياه النجم المصري محمد صلاح. 

إن ما يفعله كاراجر يتجاوز حدود التحليل الفني المقبول؛ إنه نهج مدروس لإثارة الجدل والبقاء تحت الأضواء من خلال التسلق على أكتاف العمالقة، متناسيًا أن بيته من زجاج، وأن تاريخه يعج بالثغرات التي تجعل منه آخر شخص يحق له تقديم دروس في النجاح أو الولاء أو حتى الأخلاق الرياضية.

وبناء على تصرفات المحلل الإنجليزي دعوني أرد عليه كمشجع أمسك بالقلم، لا كصحفي يملك توازنات الحيادية المصطنعة ولا كموقع يمسك العصا من المنتصف.

  • Salah-Messi-Liverpool-MiamiGetty/GOAL

    سقوط الهيبة أمام ملوك اللعبة

    قبل أن نتناول مغالطات كاراجر بشأن محمد صلاح، يجدر بنا أن نتأمل في المكانة التي يضعه فيها عظماء كرة القدم عبر التاريخ. 

    فالمحلل الذي يحاول أن يبدو حكيماً اليوم، هو نفسه الشخص الذي لم يجد ليونيل ميسي، أسطورة الأرجنتين وأفضل لاعب في التاريخ، وصفاً يليق به سوى كلمة واحدة. 

    فبعد أن انتقد كاراجر انتقال ميسي إلى الدوري الفرنسي، تلقى رسالة خاصة ومباشرة من ميسي، وصفه فيها بكلمة إسبانية تعني الحمار، في إشارة واضحة وصريحة إلى ضحالة فكره التحليلي وعدم اكتراث الأسطورة برأيه، بالإضافة لمدى ضعف بصيرته، فالرجل ينطق بما لا يعلم عنه شيئًا.

    المضحك هنا أن كاراجر لم يشعر بالضيق قط، بل تداول القصة كنكتة أو شيء يتفاخر به، بل حتى ادعى وقتها أنه لا يعلم إذا ما كان الأرجنتينيين يتحدثون الإسبانية!

    ولم يكن البرتغالي كريستيانو رونالدو أقل قسوة في حكمه على كاراجر، ففي مشهد شاهده الملايين حول العالم على الهواء مباشرة، تعمد رونالدو تجاهل وجود كاراجر تماماً أثناء مصافحته للطاقم التحليلي قبل إحدى المباريات الكبرى.

    لم يكن ذلك مجرد سهو، بل كانت رسالة صامتة ومدوية مفادها أن النقد عندما يصدر من شخص لا يمتلك الرصيد الكافي من الإنجازات والمصداقية، فإنه يصبح والعدم سواء. 

    فإذا كان هؤلاء الأساطير يرون كاراجر نكرة لا يستحق الالتفات إليه، فبأي حق يحاول تقييم محمد صلاح وإن أخطأ النجم المصري؟!

  • إعلان
  • salah(C)Getty Images

    تزوير التاريخ وسردية الفشل المزعوم

    يعتمد هجوم كاراجر الأخير على محمد صلاح على سردية مضللة وتجافي الحقيقة تماماً، حيث يحاول الترويج لفكرة أن ليفربول التقط صلاح بعد فشله في تشيلسي، وكأن النجم المصري جاء إلى "أنفيلد" من الباب الخلفي.

    إن هذه محاولة بائسة لتزوير التاريخ القريب الذي عاصره الجميع، الحقيقة الدامغة هي أن ليفربول لم يتعاقد مع صلاح الذي جلس احتياطياً في لندن، بل تعاقد مع النجم الذي أبهر الدوري الإيطالي وأعاد اكتشاف نفسه كواحد من أخطر المهاجمين في أوروبا.

    لقد تناسى كاراجر عمداً فترة صلاح مع فيورنتينا، حيث قلب موازين الفريق وسجل أهدافاً حاسمة جعلت جماهير الفيولا تتغنى باسمه، وتجاهل موسمين من التألق الصارخ بقميص روما، حيث كان صلاح الكابوس الأول لمدافعي الكالتشيو، مسجلاً وصانعاً للأهداف بغزارة مدهشة.

    لقد دفع ليفربول حينها مبلغاً قياسياً في تاريخ النادي لضم صلاح، ليس لأنه لاعب منبوذ يبحث عن طوق نجاة، بل لأنه كان نجماً ساطعاً تتسابق عليه الأندية. 

    إن اختزال رحلة صلاح في تجربة تشيلسي القصيرة وتجاهل نجاحاته الساحقة في إيطاليا، هو تدليس لا يليق بمحلل يدعي المهنية، ولكنه يليق بشخص يبحث عن أي ذريعة للتقليل من شأن الآخرين.

  • Jamie CarragherCBS Sports Golazo

    تاريخ ملطخ بالأخطاء والكوارث الأخلاقية

    من المثير للسخرية أن تأتي المحاضرات عن الأداء والالتزام من لاعب كان، طوال مسيرته، يمثل خطراً على شباك فريقه لا يقل عن خطر المهاجمين المنافسين.

    إن الأرقام لا تكذب، وكاراجر يحتل المركز الثاني في القائمة التاريخية لأكثر اللاعبين تسجيلاً للأهداف في مرماهم بالدوري الإنجليزي.

    لقد اهتزت شباك ليفربول بأقدام كاراجر سبع مرات في الدوري فقط، ناهيك عن البطولات الأخرى، فكيف لمن كان عبئاً دفاعياً في كثير من المناسبات أن يلقي بالأحكام على هداف حطم كل الأرقام القياسية؟

    ولا يقتصر الأمر على الأداء الفني، بل يمتد إلى السلوك الأخلاقي والاحترافي، لا ينسى جمهور كرة القدم واقعة عام 2002 المخزية عندما قام كاراجر برمي عملة معدنية بقوة تجاه الجماهير في المدرجات، في تصرف همجي كلفه الطرد والفضيحة.

    ولم يتوقف سلوكه العدواني عند الخصوم، بل طال زملاءه في الفريق، حيث شهد العالم اشتباكه بالأيدي مع زميله ألفارو أربيلوا في وسط الملعب، في مشهد ينسف كل مفاهيم القيادة وروح الفريق.

    ولعل الواقعة الأشد سوءاً كانت بعد اعتزاله، حينما بصق على سيارة مشجع كان يوجه له الانتقادات، لتصيب فعلته الشنيعة طفلة صغيرة كانت تجلس بجوار والدها، هذا السجل الأخلاقي الملطخ يجعل من كلمات كاراجر جوفاء، بلا أي قيمة أو وزن أخلاقي.

  • ENJOYED THIS STORY?

    Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

  • Jamie Carragher CBS SportsGetty Images

    بيت القصيد: الفرق بين من يصنع المجد ومن يثرثر حوله

    في الختام، تتجلى الحقيقة ناصعة أمام كل ذي عينين، إن الفارق بين محمد صلاح وجيمي كاراجر هو الفارق بين من يصنع التاريخ ومن يكتفي بالحديث عنه. 

    محمد صلاح هو الأسطورة الحية التي أعادت تعريف دور الجناح الهداف، وهو الرجل الذي حمل آمال ليفربول على كتفيه لسنوات، محطماً الأرقام ورافعاً الكؤوس وإن تراجع مؤخرًا، وإن كانت طريقة حديثه مع الإعلام فيها شيء من الخطأ، لكنك ككاراجر لا تعلم أي شيء عن الكواليس، لذلك ربما لا يحق لك أن تهاجمه بتلك الطريقة.

    نعم هاجم تصرفاته، لكن لا تهاجم "هوسه بالأرقام"، فرونالدو مهووس بالأرقام ولا بأس في ذلك فهو أحد أعظم اللاعبين في التاريخ، كذلك ما دخل فشله في تشيلسي بأي شيء؟

    كاراجر، رغم سنواته الطويلة في الملاعب، سيظل التاريخ يذكره كلاعب مجتهد محدود الإمكانيات، وكمحلل رياضي وصفه أفضل لاعب في العالم بصفة "الحمار".

    إن مشكلة كاراجر الحقيقية ليست في مستوى صلاح أو تصريحاته، بل تكمن في عجزه عن استيعاب أن هناك لاعبين تجاوزوا في عظمتهم كل ما حققه هو وفريق جيله.

    لذا، النصيحة الوحيدة التي يجب أن توجه اليوم ليست لصلاح، بل لكاراجر نفسه: توقف عن محاولة جذب الانتباه بالإساءة للأساطير، لأنك مهما صرخت، سيظل صوت إنجازاتهم أعلى من ضجيج كلماتك.

0