إيجابيتان و5 سلبيات لرفض أحمد فتحي تجديد عقده مع الأهلي

يُقال دومًا أنه ليس من "العيب" أن نُخطئ بل أن نُكرر الخطأ!

الأهلي أخطأ في ملف تجديد عقد عبد الله السعيد قبل عامين حين أجله حتى الموسم الأخير مما كلفه خسارة اللاعب بعد جدل كبير، وكاد أن يخسره لصالح المنافس التقليدي "الزمالك" لولا تدخل تركي آل الشيخ.

الأهلي كرر نفس الخطأ في ملف تجديد عقد أحمد فتحي بترك الأمر مفتوحًا للنقاش حتى الأشهر الأخيرة في عقده، كان لابد من حسم الملف مبكرًا جدًا وقبل دخول الموسم الأخير في العقد.

موقف الأهلي كان سيكون أقوى كثيرًا حال لم يكن في الموسم الأخير من عقد فتحي، لأنه كان إما سيمتلك الوقت اللازم للحصول على بديل مناسب، وإما سيستفيد ماليًا من اللاعب.

هيبة الأهلي وشخصيته لعبت مرارًا دورًا حاسمًا في حسم العديد من الصفقات لصالحه، أسطورة "مكالمة مع الخطيب أنهت كل شيء" ليست أسطورة كاذبة بل حقيقية وتحدث عنها العديد من اللاعبين.

لكن ! الزمن اختلف كثيرًا الآن ولم تعد تلك المكالمة الهاتفية ذات مفعول سحري في وقت سيطرت خلاله الأرقام على كل شيء.

الأهلي خسر جزءً من هيبته التفاوضية في ملف عبد الله السعيد ولكن الأمر كان مبررًا نسبيًا لأن عرض الزمالك كان لا يُرفض، لكن الأمر مختلف الآن وهو استمرار لبعض حوادث سوق الانتقالات في السنوات الأخيرة.

النادي ربما يكون بحاجة لتغيير في استراتيجية التفاوض مع اللاعبين، وربما النزول لأرض الواقع قليلًا واستشعار الفارق الموجود في شخصية وعقلية اللاعبين الآن، إذ لم يعد "اللون الأحمر" كافيًا لإغرائهم للتوقيع بل هو بحاجة لدعم بعدد من الملايين.

لا أجد شخصيًا أن قيمة أحمد فتحي الفنية كبيرة جدًا أو يصعب تعويضها في الأهلي، لكن ما سيكون صعبًا جدًا تعويضه هو قيمة وحضور الجوكر في المباريات الكبيرة.

أحمد فتحي لم يلعب كثيرًا في الموسم الجاري لكنه كان موجودًا وحاسمًا في المباريات الكبيرة، نظرًا لما يمتلكه من خبرة وشخصية وعقلية وروح قتالية ومرونة تكتيكية.

فتحي هو آخر لاعب من الجيل الذهبي للأهلي والذي عاش فترات المجد ويصعب عليه جدًا الشعور بالخسارة والانكسار، ولذا وجوده في المباريات الكبيرة كان مهمًا.

كما أسلفت، أحمد فتحي كان آخر عناصر الجيل الذهبي للأهلي، ولذا وجوده كان مهمًا في غرفة ملابس الأهلي واستمراره لمدة عامين قادمين كان بالتأكيد يُمثل إضافة قوية لغرفة الملابس.

فتحي قد يُصبح غير مؤثر فنيًا مع الأهلي الموسم القادم، وقد يضم النادي لاعبًا أفضل على أرض الملعب، لكن ضم عنصر مثله لغرفة الملابس وخارج الملعب هو أمر يقترب من المستحيل، لأن مثل فتحي لا يتوفرون في السوق كثيرًا.

شخصية وعقلية وروح وحماس اللاعب وما يحمله من خبرة دولية هائلة كان سيكون لها دور في الحفاظ على استقرار غرفة الملابس وحمايتها، الآن لم يعد هناك قائد فعلي في الأهلي وتلك مشكلة كبيرة.

ليس سرًا أن بيراميدز حاول ضم أحمد فتحي خلال سوق الانتقالات الصيفي الماضي وكرر المحاولة في يناير، وهو ما كان سيُفيد الأهلي ماليًا ... الآن خسر النادي لاعبه بالمجان.

ملف التجديد لأحمد فتحي كما أسلفت كان يجب أن يُحسم نهائيًا قبل دخوله الموسم الأخير في عقده، وبحد أقصى في ديسمبر الماضي.

كان يجب على الإدارة أن تحسم موقف فتحي في ديسمبر، بالبقاء وتجديد العقد أو الرحيل وبيعه في يناير للاستفادة منه ماليًا أو ضمن أي صفقة تبادلية.

دومًا رحيل لاعب بالمجان يندرج تحت بند الخسائر بالنسبة للنادي، ما بالك بلاعب كبير مثل أحمد فتحي كان يُمكن أن يُباع بمبلغ جيد جدًا.

الأهلي سيمتلك فرصة جيدة لدعم الفريق بظهير أيمن أفضل فنيًا وأصغر سنًا من أحمد فتحي وهذا سيُمثل إضافة فنية للفريق وفرصه في المنافسة على الألقاب.

النادي كان سيمنح فتحي 22 مليون جنيهًا مصريًا بجانب أموال أخرى لتجديد عقده، وفي النهاية فتحي سيكون لاعبًا بديلًا في الفريق يلعب عددًا من المباريات الكبيرة والصعبة.

نعم الأهلي خسره في تلك المباريات، لكنه سيضم بالتأكيد لاعبًا قويًا في يمين الدفاع يلعب المباريات كافة ولو أحسن الاختيار سيخفي تلك السلبية خلال الموسم القادم.

الأهلي كان مرنًا للغاية مع أحمد فتحي ونفذ له الكثير من طلباته ومنحه عرضًا مميزًا باعتراف وكيله السابق نادر شوقي، لكن اللاعب طلب 16 مليون جنيهًا مصريًا في الموسم وهو ما يُعد خرقًا لسقف رواتب اللاعبين المصريين في الفريق.

رفض مجلس الإدارة بقيادة الخطيب ذلك الأمر وهو انتصار لمبدأ موجود في النادي، ولو كان الأهلي قد منح فتحي ما يريد لفتح على نفسه بابًا صعبًا ولسمح لعدد من اللاعبين بالتمرد والمطالبة بتعديل عقودهم.

قرار النادي حمى غرفة الملابس من شرخ كبير وذلك يُحسب له.