Confederations CupGetty Images

ما هي الـVAR؟ تقنية حكم الفيديو المحتمل استخدامها في كأس العالم والدوري الإنجليزي

بعد عدة سنوات من المناداة باستخدام الفيديو في كرة لقدم لمساعدة الحكم، قرر الاتحاد الدولي الاستجابة أخيراً وقام باستخدام تقنية حكم الفيديو المساعد في كأس القارات 2017، وتبع ذلك إدخال هذه التقنية في الدوري الإيطالي والدوري الألماني.

استخدمت تقنية الفار في إنجلترا لأول مرة في نوفمبر 2017، عندما استضاف منتخب الأسود الثلاثة نظيره الألماني في مباراةٍ ودية، وبعد ذلك تم استخدامها رسمياً في 8 يناير 2018 في المباراة التي جمعت برايتون بكريستال بالاس في كأس الاتحاد الإنجليزي.

كان الهدف من إدخال هذه التكنولوجيا القضاء على الجدال وانتقادات قرارات التحكيم، لكن على عكس المتوقع زاد المناقشة ليس فقط على القرارات، لكن كذلك على طريقة استخدام الخدمة المساعدة الجديدة.

كانت هناك لحظات جيدة وسيئة مع الفار خلال هذا الموسم، وبالتأكيد لن يتوقف الحديث عنها في الأشهر القادمة، لكن ما هي هذه التقنية؟ وما هي الأهداف التي صممت لتحقيقها؟ وما هي البطولات التي استخدمتها حتى الآن؟

ستجد إجابة جميع الأسئلة المتعلقة بالتكنولوجيا التي ستغير عالم التحكيم في كرة القدم في هذا التقرير...


ما هي تقنية الفار 'VAR'؟


Confederations CupGetty Images

الأساسيات

تعني الفار وجود حكم مساعد بالفيديو؛ في الواقع لا يكون حكماً واحداً بل يكون فريق مكون من 3 حكام يعملون معاً ويقدمون المشورة لحكم الساحة إذا احتاجها، وذلك بمتابعة الإعادة بالفيديو للحوادث التي تضع الحكم في حالة شك.

يتكون الفريق من حكم حالي أو سابق ويكون هو حكم الفيديو الرئيسي، ومساعد له ومشغل للإعادات، ويتواجدون في غرفة عمليات الفيديو التي تتواجد بها مجموعة من الشاشات التي تعرض الحدث من عدة زوايا مختلفة.

هناك 4 أنواع من القرارات يمكن الاتعانة فيها بتقنية الفار هي: الأهداف والأحداث التي تؤدي لها، ركلات الجزاء، البطاقات الحمراء والتأكد من إعطاء اللاعب المقصود البطاقة الصفراء، وحتى يتم إلغاء قرار ما يجب أن يكون الخطأ فيه واضحاً.

تتم عملية مراجعة القرار بطريقتين، الأولى أن يطلب الحكم التأكد من قراره، والثانية أن يقوم فريق الفار بالتحدث مع الحكم عن طريق سماعات الأذن وتوصيته باتخاذ قرارٍ ما، إذا لاحظ حكم الفيديو وجود خطأ واضح لم يلحظه حكم الساحة.

هناك 3 خيارات للحكم عند استخدام هذه التقنية، الأولى أن يستمع لنصيحة فريق الفيديو ويلغي قراره أو يتخذ لإجراء اللازم للحادثة التي لم يلحظها، الثانية أن يذهب بنفسه لخط التماس ومشاهدة الإعادة للتحقق من الواقعة، والثالثة أن يتمسك بقراره ولا يستجيب لنصح الفار.

الاستخدام الحالي لتقنية الفار

لم تضف تقنية الفار في قانون كرة القدم حتى الآن، لكن تم تجربتها في عددٍ من الدوريات والبطولات حول العالم عن طريق مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم المختص بوضع قوانين اللعبة.

كانت التجربة الأولى للتكنولوجيا الجديدة في الدوري الأمريكي، وبالتحديد في لقاء جمع بين فريقين الفريقين الرديفين لنيويورك ريد بولز وأورلاندو سيتي في أغسطس 2016، وبعد هذه التجربة تم إحضار تقنية الفار للدوري الأسترالي ودوري المحترفين الامريكي.

تم استخدام تقنية الفيديو بعد ذلك في عدد من الدورات الدولية المجمعة، مثل كأس العالم تحت 20 عاماً وكأس القارات 2017، ثم استُخدمت في موسم 2017-18 من بعض الدوريات الأوروبية وهي الإيطالي والألمانيي والبرتغالي، كذلك لجأ الحكام إلى التكنولوجيا الجديدة في نصف نهائي كوبا ليبارتادوريس 2017.

أثارت تقنية الفار اجاب الحكم هاوارد ويب الذي سبق له إدارة نهائي كأس العالم ودوري أبطال أوروبا، وذلك عندما تم تجربتها في الدوري الأمريكي، وعبر عن إعجابه لإي إس بي إن قائلاً: "نشعر بالرضا عن الطريقة التي تعمل بها، كنا دائماً نعلم أنها مهمة صعبة لأي مسابقة تقرر استخدام الفار".

واستكمل: "إنها شئ كبير يجب تنفيذه، وهناك الكثير من العمل يجب أن يتم في تدريب الناس وإعداد الملاعب لاستقبال التقنية الجديدة؛ بالنسبة لي فإنني معجب بالطريقة التي تم وضعها بها في الدوري الأمريكي".


هل ستستخدم تقنية VAR في كأس العالم؟


Confederations Cup

الخطة السارية حتى الآن هي أن تقنية الفار سوف تستخدم في كأس العالم في روسيا، حيث أكد رئيس الاتحاد الدولي لكرة لقدم جياني إنفانتيو أن تقنية الفيديو ستضيف للنسخة القادمة من المونديال، وذلك بالرغم من الانتقادات التي تعرضت لها بعد تطبيقها في كأس القارات 2017.

وقد صرح رئيس الفيفا قبل نهائي الكأس في الصيف الماضي قائلاً: "لا شئ يقف في طريق استخدام تقنية الفار 'يقصد في المونديال'، لكنني أشعر بالقلق"، وأضاف: "حتى الآن نجحت التقنية، نحن نتعلم، نحن نتحسن، وسنتابع اختبارها".

وأكمل إنفانتينو: بدون تقنية الفيديو كنا سنعيش بطولةً مختلفة، وكانت المسابقة ستكون أقل عدلاً".

كان أسطورة الحكام الإيطالي بيرلويجي كولينا رئيس لجنة الحكام في الفيفا سعيد أيضاً بنجاح التجربة، حيث قال: "نحن نحرز تقدماً ونرى نتائج إيجابية، لكننا مازلنا حريصون على التحسن".

يتوقع رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم تأكيد استخدام تقنية الفار في كأس العالم 2018 في الربيع، ويعتقد أن الأمثلة التي ظهرت في الدوريات الكبرى الثلاثة هذا الموسم تؤيد هذا الرأي.

وقال إنفانتينو في حفل توزيع جوائز الأفضل عام 2017: "نحن نحتاجها، كل بطولة تحتاجها، وهذا ما أظهرته تجربة الدوري الإيطالي والبرتغالي في استخدامها".

وأضاف: "سيصل القرار النهائي في مارس، لكننا لا نستطيع تصور كأس العالم 2018 بقرارات خاطئة من الحكام، يمكنك مساعدة هؤلاء الحكام عن طريق التكنولوجيا، إنها خطوة للأمام، أنت لا تستطيع تخيل كرة القدم الآن بدون الفار، إنها ستنهي لعديد من المشاكل".


متى تُستخدم تقنية VAR في الدوري الإنجليزي؟


Confederations CupGetty Images

لا توجد أي تأكيدات تشير إلى أن رابطة الدوري الإنجليزي تخطط لإدخال تقنيية الفار، ما يعني أن استخدام هذه التكنولوجيا في موسم 2018-2019 قد يبدو بعيداً حتى الآن.

كشف مايك ريلي رئيس المنظمة المئولة عن البريميرليج أن تقنية الفيديو تم تجربتها خلال مباريات المسابقة، لكن بدون تواصل مباشر مع حكام الساحة.

وهذا التصريح قد يُفهم أن الدوري الإنجليزي لن يستخدم الفار إلا بعد التأكد من نجاح تجارب مجلس الاتحاد القومي المختص بوضع قوانين اللعبة.

وفي هذا الصدد قال ريلي للديلي ميل في مارس 2017: "التزم مجلس الاتحاد الدولي لكرة القدم بتجربة التقنية سنتين على الأقل، ومن المهم مواصلة استخدامها خلال هذه الفترة لتحديد الطريقة المثلى في استعمال التكنولوجيا في المباراة".

وأضاف: "لقد قمنا بتجربة استخدام حكم الفيديو المساعد في عدد من مباريات الدوري الإنجليزي الممتاز في هذا الموسم، لكن هذا حدث دون التواصل مع المباراة بصورة رسمية، وسنواصل هذه التجارب خلال الموسم الحالي".

استخدمت تقنية الفار لأول مرة في 8 يناير 2018 في مباراة برايتون ضد كريستال بالاس في كأس الاتحاد الإنجليزي، ثم استخدمت بعد هذا التاريخ بيومين في مباراة نصف نهائي كأس الرابطة بين تشيلسي وآرسنال.

شهد البلوز تجربةً ثانية للفيديو في إعادة مباراتهم ضد نورويتش سيتي في الدور الثالث من كأس الاتحاد، وخلال هذا اللقاء سقط ويليان في منطقة الجزاء وطالب بركلة جزاء لكن الحكم منحه البطاقة الصفراء بداعي التمثيل، فاستشاط أنطونيو كونتي غضباً وطالب الحكم باستخدام تقنية الفار لكنه لم يستجب.

وقال المدرب الإيطالي بعدها: "اعتقد أنا نحتاج أن نتحسن إذا أردنا مواصلة استخدام النظام الجديد؛ اليوم وفي هذه المباراة، كان موقف ويليان واضحاً في بداية الفترة الأولى من الأشواط الإضافية، اعتقد أن الموقف كان واضحاً جداً، لقد شاهدت اللقطة ومتأكد أنها ركلة جزاء واضحةً تماماً، نحن نستخدم هذه التقنية في إيطاليا منذ 6 أشهر، وكان لها دوراً في تقليل أخطاء الحكام".


كيف تحسن العمل بتقنية الفيديو؟


Confederations CupGetty Images

تعتمد الإجابة على هذه السؤال على متلقيه، فمثلاً يرى إنفانتينو والفيفا أن تجربة الفار ناجحةً حتى الآن على الرغم من عدم اكتمالها، ويقولون أنه في دور مجموعات كأس القارات في الصيف الماضي اتخذت 6 قراراتٍ غيرت مجرى المباريات بمساعدة الفيديو، وتمت الاستعانة بالتقنية الجديدة في 29 حادث آخر كذلك.

وهذا الموقف مبني على أن كأس القارات كانت ستكون مختلفة إذا لم يتم الاستعانة خلالها بالفار، وكانت ستكون أقل عدلاً إذا لم يرجع الحكام للفيديو.

بالنسبة للاعبين والمدربين فإنهم يمتلكون قدراً أقل من الإعجاب بالتكنولوجيا الجديدة، وسر امتعاضهم هو الوقت الذي الطويل الذي يتخذه الحكم للرجوع للفيديو قبل اتخاذ قراره النهائي، كذلك تسببها في حالة من الارتباك وتوقف اللعب كثيراً.

هناك مشكلةً أخرى وهي أنه لا يتم إخضاع كل قرار خلافي للمراجعة، فمثلاً خلال مباراة تحديد المركز الثالث في كأس القارات 2017 بين المكسيك والبرتغال، قام بيبي بدفع هيكتور مورينو في منطقة الجزاء، لكن على الرغم من اعتراض لاعبي المنتخب الأمريكي الشمالي ثم إعادة الشاشة الكبيرة في الاستاد للقطة أكمل الحكم المباراة.

وتعليقاً على هذه الحادثة قال حار التريكولور جيليرمو أوتشوا: "بعض الألعاب نعم، والبعض الآخر لا 'يشير إلى استخدام الفار'، يجب عليهم إيجاد طريقةً عادلة".

هناك حقيقة بسيطة وهي أنه على الرغم من أن تقنية الفيديو صممت لمساعدة الحكام على اتخذا القرارات الصحيحة، إلا أنها لا تضمن لهم ذلك دائماً، حيث أن القرار النهائي يعود لتقدير الحكم، وبعودتنا لنهائي كأس القارات 2017 سنجد دليلاً على ذلك، حيث قام التشيلي جونزالو خارا بضرب الألماني تيمو فيرنر بمرفقه في وجهه، وبعد أن أخذ الحكم جميع الإجراءات اللازمة اكتفى بمنحه بطاقة صفراء.

في الدوري الألماني، انتقد الجماهير الوقت الطويل الذي كان يستغرقه الحكم عند الرجوع لتقنية الفار، ولهذا السبب صوت 47% بإلغاء حكم الفيديو وفق استطلاع رأي أجرته صحيفة كيكر.

وبهذا الشأن صرح المدير الرياضي لباير ليفركوزن رودي فولر لشبكة سكاي في ديسمبر قائلاً: "الآن، وبعد نصف موسم، فإن رأيي أنها ليست جيدة، وأشك في أن الأمر سيتحسن".

انتقد حارس مرمى يوفنتوس جيانلويجي بوفون التكنولوجيا أيضاً في الأيام الأولى من تنفيذها في الكالتشيو، وبدوره قال: "إنهم يبالغون في استخدامها ويقعون في الأخطاء، لا أحبها بهذه الطريقة، إنها ليست جيدة".

وأضاف: "سيكون الأمر مختلفاً إذا تم استخدامها بشكل مقتصد، سوف تعطينا نتائج مذهلةً وستكون شيئاً جيداً لكرة القدم".

وبالرغم من هذه الاعتراضات، تعود الألمان والطليان على استخدام هذه التكنولوجيا بعد ذلك، فقامت البوندسليجا بمساعد لحكم الفار يقوم بتحليل القرارات لتسريع عملية الاستعانة بالفار.

Roman Torres Panama Costa Rica 11102017

من المأمول أن تنتهيي هذه المشاكل قبل كأس العالم 2018، خصوصاً بعد إدعاء إنفانتينو أن تقنية الفيديو ستضمن عدم تكرار حادثة بنما في مرمى كوستاريكا الشهير، الذي حرم الولايات المتحدة من الوصول لمونديال روسيا.

وقد صرح رئيس الاتحاد الدولي لكرة القدم قائلاً: "عندما تلعب مباراة في تصفيات كأس العالم ويتم تقرير مصيرها بقرارٍ خاطئ من الحكم، فإن هذا الأمر وارد الحدوث لأن الحكام بشراً وطبيعي أن يخطئوا، لذا لجأنا إلى الفار لتصحيح الأمر".

وأضاف: "عندما يرى العالم الحالة في غضون ثوانٍ معدودة ولا يراها لحكم، ليس لأنه لا يريد بل لأنه محظورٌ عليه فعل ذلك، ويتوفر لنا تغيير الأمر فيجب علينا على ما اعتقد التحرك واتخاذ خطوة للأمام".

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0