12 عامًا ورونالدو نفسه.. يركض كالفهد في المرتدات!

في الظروف الطبيعية، يكون بلوغ السادسة والثلاثين عامًا بالنسبة للاعب كرة القدم بمثابة إعلان للاعتزال، لكن بالنسبة لكريستيانو رونالدو، يظهور وكأنه شاب في بداية مسيرته بأفضل أحواله البدنية والنفسية.

تلقى منتخب البرتغال هزيمة على يد منتخب ألمانيا في يورو 2020 برباعية، لكن الحقيقة أن تلك الهزيمة لا تقلل أبدًا من رونالدو، بل إن النظر لما قدمه خلال المباراة وسيلة لتأكيد مدى أسطورية الدون حقًا.

قبل المباراة كان الحديث عن أن رونالدو لم يسبق له التسجيل في شباك منتخب ألمانيا أبدًا، كالعادة الأمر استفز نجم يوفنتوس، وأتى الرد بإسكان مرمى مانويل نوير هدف المقدمة لمنتخب البرتغال.

لكن ماذا يأتي خلف هذا الهدف؟ ليس فقط كسر لما قالوا أنه عقدة، بل يمكن القول إنه تأكيد على أن سن 36 عامًا هو مجرد رقم في الأوراق الرسمية ولا يعبر أبدًا عما يفعله رونالدو في أرض الملعب.

كم عدد أهداف كريستيانو رونالدو في مسيرته حتى الآن؟

ذكريات تلوح في الأفق

Getty

في الخامس من مايو 2009، التقى آرسنال مع مانشستر يونايتد في نصف نهائي دوري أبطال أوروبا، وكان حينها رونالدو يرتدي قميص الشياطين الحمر.

أحرز الدون آنذاك هدفًا استثنائيًا لا ينسى من ركلة حرة في شباك مانويل ألمونيا، ثم عاد وأحرز هدفًا ثانيًا لا ينسى أبدًا أيضًا من مرتدة سريعة بدأها هو وكان نفسه من أنهاها في شباك الجانرز.

في ذلك التوقيت كان رونالدو يبلغ 24 عامًا فقط، أن يتحول من الدفاع إلى الهجوم بهذه السرعة الكبيرة لم يكن أمرًا مفاجئًا لواحد يصنف بأنه أحد أفضل اللاعبين في العالم وفي رعيان شبابه.

دائمًا ما كان رونالدو رمزًا للسرعة في كرة القدم عندما كان شابًا، في الأساس بدأ مسيرته كجناح بسبب المهارة والسرعة اللتين يمتلكهما، ولكن هل تبقى السرعة مع التقدم في العمر؟

العمر مجرد رقم

Getty Images

أثبت رونالدو أن العمر مجرد رقم وأن بالتدريب والعمل الشاق يمكنك الحفاظ على لياقتك وأنت في السادسة والثلاثين وكأنك لم تتخط عامك الخامس والعشرين بعد.

أمام ألمانيا في عام 2021، وبعد مرور 12 عامًا على هدف آرسنال، كرره رونالدو ثانيةً، بعدما تسلم الكرة في منتصف ملعب البرتغال ثم ركض كـ"الفهد" إلى الأمام.

ثوانٍ معدودة لم تتجاوز 5، ووصل رونالدو إلى منطقة جزاء ألمانيا، ركض كالفهد حقًا وكأنك تشاهد عداءً في ذروة مسيرته، لا لاعب يُكنى من قبل كارهيه بـ"المنتهي".

من مناطق البرتغال إلى منطقة الستة أمتار لمانويل نوير، ثوانٍ معدودة قطعها رونالدو واستغل تمريرة ديوجو جوتا ليضع هدفًا يسكت به منتقديه بأنه لا يظهر أمام الألمان.

أسكت المنتقدين من جهة، ومن جهة أخرى ذكّر الجميع بتحوله وهو في الرابعة والعشرين مع مانشستر يونايتد أمام آرسنال، وكأنه أراد إرسال رسالة للجميع "أنا لم أنتهِ حتى وإن كان موسمي سيئًا مع يوفنتوس".

رونالدو مع يوفنتوس والبرتغال

Getty

في النهاية، وجبت الإشارة إلى أن رونالدو لم ينجح "جماعيًا" مع يوفنتوس بالموسم المنقضي وإن نجح فرديًا، اللاعب البرتغالي هو هداف الدوري الإيطالي وهداف البيانكونيري إجمالًا برصيد 36 هدفًا.

والآن مع البرتغال، يواصل تربعه على عرش الأكثر تهديفًا بقميص المنتخب وثاني أكثر من سجلوا في المباريات الدولية حول العالم كله، بجانب انفراده بصدارة هدافي كأس الأمم الأوروبية عبر التاريخ.

حقًا العمر مجرد رقم تتحكم فيه العزيمة والإصرار، ولا يوجد رمز لها أكثر من كريستيانو رونالدو.