نتيجة القرعة التي أجريت أمس الجمعة في الولايات المتحدة الأمريكية، لتحديد مجموعات بطولة كأس العالم 2026، لم تمنحنا مجرد مباريات، بل قصصًا ستُكتب على أرض الملعب منذ الجولة الأولى.
فما بين الرغبة بالثأر والصراعات المباشرة بين نجوم كرة القدم العالمية، تفرقت المواجهات المثيرة على 12 مجموعة، كل منها يحمل بين طياته حكايات من تاريخ كرة القدم.
وفي السطور التالية، نحاول أن نسلط الضوء على 10 مباريات يتوقع "Goal.com" أن تشهد إثارة من نوع مختلف ومستوى عالٍ من الندية والتنافس.
1- فرنسا – السنغال: ثقل التاريخ (المجموعة التاسعة)
الذاكرة تعود إلى 2002 حين أطاح أسود التيرانجا بأبطال العالم في الافتتاح. هذه المرة، المواجهة تحمل طابعًا أخويًا لكنه مضطرب نوعًا ما، مع روابط وثيقة بين المنتخبين.
فبالنسبة لفرنسا بقيادة ديدييه ديشان، الذي يخوض آخر بطولة له، إنها بداية اختبار شخصية لفريق لا ينظر إلا للكأس الذهبية، بعدما حققها في 2018 وأفلتت من بين يديه في نهائي 2022.
في المقابل، ترى السنغال بمواجهة فرنسا فرصة لتأكيد زعامتها الأفريقية وباب جديد من المجد قد يفتحه جيل ساديو ماني، مثلما فعل الحاج ضيوف ورفاقه في 2002.
2- فرنسا – النرويج: صراع الملوك (المجموعة التاسعة)
العملاقان وجهًا لوجه، المواجهة التي انتظرها العالم: كيليان مبابي ضد إرلينج هالاند، تتحقق على أرض الأحلام وفي أهم حدث كروي بالعالم.
هل تتفوق سرعة المهاجم الفرنسي الذي يعبث بالأرقام هذا الموسم في مواجهة قوة العملاق النرويجي، الذي لا يقل وحشية أمام المرمى على الإطلاق.
كلاهما مرشح للكرة الذهبية، لكن المباراة أكبر من مجرد صراع فردي؛ فالنرويج لم تعد فريقًا صغيرًا، بل منظومة جماعية قادرة على قلب الموازين وتصفيات المونديال تشهد على ذلك.
إذا سارت الأمور وفقًا للتوقعات، فإن هذا اللقاء سيحدد الصدارة ويُخلّد في ذاكرة البطولة.
3- المغرب – البرازيل: التأكيد من طنجة (المجموعة الثالثة)
لن نبالغ إذا قلنا أنها المباراة الأكثر ترقبًا في دور المجموعات، وربما من أهم المباريات في البطولة كافة، مواجهة قمة فنية بين الانضباط التكتيكي المغربي و"اللعب الجميل" البرازيلي.
فمنذ الفوز التاريخي في طنجة عام 2023، لم يعد المغرب يخشى السيليساو، أما بالنسبة للبرازيل، إنها فخ حقيقي أمام منتخب يسعى لتصفية حسابات قديمة تعود إلى مونديال 1998.
يمكن وصف هذه المباراة بأنها معركة النجوم، ليس فقط داخل المستطيل الأخضر لكن أيضًا على الخطوط، حيث نرى المخضرم كارلو أنشيلوتي يمسك بعصا قيادة السحرة، بينما سيكون أمامه ساحر آخر مغربي يعرفه العالم جيدًا اسمه وليد الركراكي.
Getty Images
4- إنجلترا – كرواتيا: الكلاسيكية الحديثة (المجموعة الثانية عشر)
مواجهة أصبحت تقليدًا أوروبيًا، وآن لها أن تنتقل إلى مستوى أعلى من الإثارة في المونديال من أجل تصفية حسابات سابقة لدى المنتخبين.
كرواتيا التي أفسدت حلم إنجلترا في 2018، ردّت عليها الأخيرة في يورو 2020، واليوم، الصراع بين خبرة مودريتش واندفاع بيلينجهام وفودن وساكا.
وقبل هذا اللقاء، هناك درس دائم يجب أن يضعه توماس توخيل في حساباته: "لا تأمن كرواتيا ما دمت لم تسمع صافرة النهاية".
5- الجزائر – الأرجنتين: قمة الإثارة والحماس (المجموعة العاشرة)
في الملعب والمدرجات لن تكون الأمور هادئة على الإطلاق، فنحن مع مباراة استثنائية بين شعبين يعيشان كرة القدم بشغف لا مثيل له، لذلك لا تفوت على الإطلاق رؤية الأرجنتين تواجه براعة محاربي الصحراء.
بالنسبة لمحرز ورفاقه، إنها فرصة العمر أمام أبطال العالم والدليل موجود منذ 4 سنوات عندما فعلتها السعودية وقهرت كتيبة ليونيل سكالوني، وفي الأساس الجزائر غالبًا ما تتألق ضد الكبار، وقد تحسم المواجهة بلحظة عبقرية من أي طرف.
لكن كل ذلك مرهون بأن تكون الأرجنتين في غير يومها، لأن أي حل غير ذلك ستعيش الجزائر ليلة عصيبة أمام منتخب يجمع ما بين كل العناصر الممكنة للحفاظ بجدارة عن كأس العالم.
6. ألمانيا – كوت ديفوار: صدام القوى (المجموعة الخامسية)
ضغط ألماني عالٍ في مواجهة قوة بدنية هائلة للأفيال، بينما اللقاء يحمل بعدًا شخصيًا للمهاجم المقاتل سيباستيان هالر، الذي يعود لمواجهة البلد الذي تغلب فيه على المرض اللعين.
أنت على موعد مع مباراة مفتوحة على الجانبين سواء من أحد الأبطال التاريخيين للمونديال أو بطل أمم إفريقيا، قوية فنيًا وبدنيًا، وقد تتحول إلى مهرجان هجومي من الطرفين.
7- إسبانيا – الأوروجواي: حرب الأساليب (المجموعة الثامنة)
"تيكي تاكا" إسبانية في مواجهة شراسة الأوروجواي، هذا هو العنوان الفرعي لذلك اللقاء والذي يأتي بعده الكثير والكثير من المتعة والمهارات والإثارة في عالم كرة القدم.
اختبار صعب لجيل إسباني شاب بقيادة بيدري ولامين يامال أمام ضغط بدني وحيل لاتينية لا تنفد من جراب داروين نونيز ورفاقه، لذلك فهي مباراة قد تُحسم بالأقدام كما تُحسم بالأعصاب. .
8. هولندا – اليابان: السريعة (المجموعة السادسة)
مواجهة بلا وقت ضائع، الكرة الشاملة الهولندية ضد الانضباط الياباني والانطلاقات الخاطفة.
اليابان أسقطت ألمانيا وإسبانيا في 2022 بنفس الأسلوب ولا يوجد أي مانع من تكرار الأمر أمام هولندا، لكن هنا سيكون التحدي: كيف تكسر الكتلة اليابانية دون أن تدفع ثمن المرتدات؟ خصوصًا مع طواحين لا تتوقف بقيادة كودي جاكبو وفرينكي دي يونج.
9. البرتغال – كولومبيا: العرض الكلي (المجموعة الحادية عشر)
هجوم ضد هجوم ولا مجال لأي تحفظ أو كرة حذرة أوبطيئة، البرتغال بتنوعها الهجومي بقيادة كريستيانو رونالدو ورافائيل لياو وبرناردو سيلفا، في مواجهة الحماسة الكولومبية بقيادة لويس دياز.
لذلك انتظروا مباراة من صندوق إلى صندوق، مليئة بالفرص والأهداف المتوقعة، في عرض كروي مبهر لا يقل متعة عن الكثير من صدامات كبار أوروبا ضد نظرائهم في أمريكا الجنوبية.
10. بلجيكا – مصر: فخ الفراعنة (المجموعة السابعة)
كيفين دي بروينه ضد صلاح، مواجهة بين أسطورتين في نهاية المسيرة، جمعتهما الصداقة داخل تشيلسي وفرقهما مورينيو ليصنع منافسة ذهبية بين مانشستر سيتي وليفربول.
الحسابات النظرية تقول إنها مواجهة في المتناول لبلجيكا، لكن الواقع أن "الشياطين" سيكونوا أمام اختبار صعب ضد منتخب مصري يجيد المرتدات القاتلة، وسبق أن نفذ ذلك بعناية في ودية قبل أيام من مونديال 2022.
هذه المباراة مثالية لعشاق التحديات والمفاجآت التي تقلب الموازين، وقد تكون خاتمة درامية لثنائية صلاح ودي بروينه من أعلى مستوى ممكن.
لا تنس : إذا تأهلت إيطاليا من ملحقاتها، قد تواجه سويسرا في المجموعة B. انتقام مثير بعد تصفيات مونديال 2022 التي تحولت إلى كابوس للنزاتسل.
