احتل نادي أونيون برلين العناوين الأولى في الإعلام الألماني والعالمي في مطلع الموسم الحالي بعد إعلانه عن مبادرة فريدة من نوعها، النادي قرر طبع صور جماهيره التي توفت ورفعها في المدرجات أثناء اللقاء الأول له في البوندسليجا أمام لايبزج حتى يتسنى لهم أن يكونوا جزءاً من اللحظة الأهم في تاريخ النادي، والتي لم يتح لهم العمر فرصة معايشتها.
علاقة الحب والوفاء منقطع النظير بين أونيون برلين وجماهيره قصة فريدة هي أكثر ما يميز النادي الذي أول من يمثل برلين الشرقية في دوري أضواء الكرة الألمانية، فما هي قصة هذا النادي؟
تأسس أونيون برلين عام 1906 تحت مسمى "أوليمبيا أوبريشونفيده"، ثم تحول في 1966 لمسماه الحالي، لم يكن ذو تاريخ يذكر حتى نجح في 2009 بالترقي إلى دوري الدرجة الثانية، واستمر يحاول الصعود حتى نجح العام الماضي في التغلب على العملاق شتوتجارت في الملحق وانتزاع ظهور تاريخي في البوندسليجا.
على الصعيد الكروي لا يملك الفريق الكثير ليتفاخر به، ولكن على صعيد الجماهير، فالفريق يملك جمهوراً يضرب به المثل في الوفاء والمساندة، ليس فقط في المدرجات، ولكن لإبقاء النادي حياً.
المباراة التالية
عانى أونيون برلين على مدار تاريخه في أكثر من مناسبة للاستمرار وعدم الإفلاس والاختفاء من على الساحة، ودائماً كانت جماهيره من تنقذه. أولى تلك المرات كانت في 2004 عندما دشن الجمهور حملة "النزيف من أجل أونيون"، إذ دعت للتبرع بالدم من أجل توفير سيولة مادية تساعد على منع إفلاس النادي، وهو ما قد كان.
ولكن الموقف الأشهر كان في 2008 عندما قررت إدارة النادي تجديد ملعب الفريق "أندير ألتين فورستيراي"، ولكن غياب السيولة المادية عرقل العملية، فقررت الجماهير العمل بنفسها بدلاً لتوفير الرواتب التي كانت ستدفع للعمال.
ويحكي أحد قادة أولتراس الفريق عن تلك الأيام في حوار مع "جارديان": "كان يعمل بجواري أشخاص من كل الوظائف، ممرضات، معلمات، بائع سيارات، وحتى فناني سينما، الكل أراد العمل من أجل فريقه".
ألفا شخص من مشجعي الفريق عملوا قرابة 140 ألف ساعة فيما بينهم لتطوير الملعب وجعله أكبر ملعب مخصص لكرة القدم فقط في برلين، بل وأضافوا اللمسة الخاصة بهم، فخصصوا جزءاً منه خلف المدرجات للشواء والمشروبات على الطريقة الألمانية التقليدية، واحتفلوا في 2013 بافتتاحه بعد التحديثات بلقاء ودي أمام سيلتيك.
جماهير أونيون استمرت في إبهار العالم بعدما دعت لمبادرة مساندة ألمانيا في كأس العالم 2014 عبر مشاهدة المباريات من أرضية الملعب، وقامت بدعوة الجمهور لإحضار "الأثاث" الخاص بهم من منازلهم، والذي وصل إلى 800 أريكة وُزعت داخل الميدان لمشاهدة تتويج المانشافت باللقب العالمي.
Social
مبادرة أونيون برلين وجمهوره حظت بإعجاب عالمي كبير وتم تكريمهم عليها في قمة الملاعب ببرشلونة عام 2015 وفازت بجائزة "أفضل تجربة جماهيرية".
هذا الموسم وجد جمهور أونيون برلين نفسه أمام اللحظة التي لطالما حلم بها، وهي رؤية فريقه يقارع كبار القوم في البوندسليجا ويحظى بفرصة لعب الديربي أمام الند الغربي هيرتا، وحتى الآن وبعد مرور 25 جولة، قدم الفريق عروضاً مقبولة ويقبع في الترتيب الثاني عشر برصيد 30 نقطة، وسيكون على موعد مع استضافة العملاق بايرن ميونخ، فهل تكون مفاجأة جديدة لأبناء الشرق؟