هل شعرت بالملل وأنت تتابع لقاء ريال مدريد وبوروسيا دورتموند بنهائي دوري الأبطال؟ لا بأس، لا تخجل من الإجابة، حتى لو كنت مشجعاً للملكي، فلست وحدك!
مباراة أخرى ونفس السيناريو، موسم جديد ونفس المواجهات، الجميع شاهد إضاعة دورتموند للفرص وتسجيل داني كاربخال لهدف ريال مدريد الأول وهو يعرف ما سيحدث، والإثارة الوحيدة في ليلة النهائي صنعتها إستوديوهات التحليل بقفشات ضيوفها، من جوزيه مورينيو تارة في TNT، إلى كيت عبدو وتيري هنري وجيمي كاراجر وميكا ريتشاردز في CBS.
حتى جمهور الميرينجي المحتفي بالخامسة عشر أصبح يبحث عن التحديات الجديدة ويرحب بالمنافسة في موسم كرر فيه مسلسل "شخصية البطل" ولم يقدم له برشلونة منافسة تذكر محلياً، وانتزع منه الليجا والسوبر دون عناء، فما بالك بالمحايد الذي مل مشاهدة قمم سيتي وريال، وبايرن ومدريد عام تلو الأخر، حتى لو كسر إنتر ودورتموند جمود المشهد في آخر عامين، ولكن الصورة العامة هي هي.
عند خروج فكرة "السوبرليج" للنور والحرب الشرسة عليها من الجمهور والإعلام وقتها، برر رئيس ريال مدريد فلورنتينو بيريز الفكرة بأن الجمهور الأصغر سناً، ما يعرف بالجين زي، يصاب بالملل من كرة القدم بشكلها الحالي، وأيده نجم برشلونة جيرارد بيكيه في تصريحات أخرى قال فيها إن المتابع يريد مشاهدة ملخصاً وليس 90 دقيقة من الكرة، ومن هنا فكرة "دوري الملوك" التي أسسها المدافع السابق.
ثلاث سنوات للأمام وتبدأ الصورة في الاتضاح، كلام بيريز وبيكيه عقب نهائي "ويمبلي" أصبح أكثر منطقية، ومن هاجم "السوبرليج" أصبح أكثر انفتاحاً عليها، وعلى رأسهم "يويفا" نفسه، أكبر أعداء التحالف الجديد، وإن كان يعبر عن رأيه بشكل مستتر تحت شعار "دوري الأبطال الجديد".
انتهت حقبة امتدت ل22 عاماً بداية من 1992 وحتى 2024 بنهائي "ويمبلي"، وبداية من الموسم المقبل تنطلق دوري الأبطال وبقية المسابقات الأوروبية بحلتها الجديدة، في محاولة من "يويفا" لبث الحياة من جديد في بطولاته ومسابقاته التي رغم كونها الأفضل عالمياً، ولكن أصابها عدوى "التقليدية" و"الروتين"، ومن هنا إطلاق بطولة قد تكون مجرد نسخة معدلة وأكثر شمولاً من "السوبرليج" ليس أكثر، بانتظار موقف مؤسسي الأخيرة عقب الحكم القضائي الذي يسمح لهم بالمضي قدماً في خططهم.
يورو، كوبا أمريكا، ألعاب أولمبية، كأس إفريقيا، وكأس العالم للأندية ودوري الأبطال بالشكل الجديد للبطولتين، موسم مقبل حافل بالمسابقات بداية من الصيف الحالي وحتى التالي دون توقف، أمر في الماضي كان بمثابة الحلم للمشجعين، وإن كان حلم أغلبهم الآن هو عودة الإثارة والتنافسية، وليس التنقل بين قنوات التلفاز ليلاً نهاراً لمتابعة 90 دقيقة تلو الأخرى يختلف فيها فقط الاسماء والقمصان.