من هو هيرفي رينار مدرب منتخب المغرب؟ وهل يعيد المجد الآسيوي للأخضر؟

أحمد جمال

كثرت الأحاديث في الآونة الآخيرة حول المدرب الفرنسي لمنتخب المغرب المدرب هيرفي رينار، بسبب ما قدمة في سنوات توليه قيادة أسود الأطلس، والأداء الرائع الذي ظهر عليه المنتخب منذ تولي المدرب تدريبه في عام 2016، وخاصة في مبارياتهم في كأس العالم الآخيرة بروسيا 2018.

وتمكن المدرب بالفعل من لفت أنظار الكثير من مشجعي الكرة في أفريقيا والوطن العربي أيضاً، ومحاولة للتعمق أكثر حول طريقة لعبة وأسلوبه الذي دائماً ما أعتمد فيها على طريقة (4-2-3-1)؛ وما بين سلبيات وإيجابيات خاصة بعد خروج المنتخب المغربي من كأس الأمم الأفريقية الآخيرة على يد منتخب بنين من دور الـ16 عن طريق ركلات الترجيح والذي فتح مجالاً كبيراً للشك حول قدرات المدرب الذي كان يتغنى به الكثير من مشجعي ومحللي الكرة.

ولكن على الرغم من كل ذلك فكثير من المُتابعين لا يعلمون حقيقة المدرب هيرفي رينارالبالغ من العمر 50 عاماً، وكيف كانت بداياته في مسار التدريب، بل والكثير لا يعلم أن هذا المدرب الرائع كانت بدايته هي "جمع القمامة" في مكاتب فرنسا، بحسب ما كشفته وكالة رويترز عن أن المدرب الفرنسي كان يعمل لإحدى الشركات التي تقوم بتنظيف المكاتب في فرنسا، وهذا ما تحدث عنه المدرب بنفسه قبل خوض نهائي كأس أمم أفريقيا مع منتخب زامبيا عندما قال "كنت أجمع القمامة في فرنسا لمدة ثماني سنوات، والآن سأخوض نهائي كأس الأمم الأفريقية.

ولكن بعيداً عن كل ذلك فمشواره كمدرب كان مليئاً بالتحديات والنجاح الذي تستحق أن نُسلط عليها الضوء، ولذا ففي الأسطر التالية سيستعرض معكم جول Goal النسخة العربية السيرة الذاتية لهيرفي رينار مدرب منتخب المغرب، ما هو تاريخه التدريبي؟ وما هي إنجازاته؟

كأس أمم إفريقيا

المغرب

المغرب

26 ديسمبر 202515:00

مالي

مالي

• اقرأ أيضاً..  آلان جيريس: هناك منتخبات مثل المغرب تتمنى التواجد مكان تونس

ولد هيرفي رينار في مدينة لي بان الفرنسية يوم 30 سبتمبر عام 1968، وكانت بدايته كلاعب كرة يجيد الأدوار الدفاعية وبالتحديد كان يلعب كقلب دفاع لنادي كان الفرنسي والذي أستمر معهم لمدة 7 سنوات منذ عام 1983 وحتى 1990، قبل أن ينتقل إلى نادي فالوريس من عام 1991 وحتى 1997، ثم ختم مشواره كلاعب في نادي آس آر دراغينيان عندما انتقل إليهم لمدة موسم من 1997 وحتى 1998.

ثم بدأ الفرنسي مشواره التدريبي مع النادي الذي أعتزل به وهو نادي إس سي دراغينيان وأستمر معهم منذ عام 1999 وحتى 2001، قبل أن ينتقل لفريق جويزهو رينهي الصيني ليكون مساعد للمدرب كلود لوروا من عام 2002 وإلى 2003، ثم انتقل لتدريب نادي كامبريدج يونايتد كمدرب مؤقت في عام 2004 وهناك تعلم هيرفي رينار الحديث باللغة الإنجليزية، وفور تولي مدرب جديد للفريق الإنجليزي انتقل إلى نادي دا نام دينه في نفس العام ولكن سرعان ما تركهم أيضاً بعد عدة أشهر من توليه للمنصب ليتولى تدريب نادي تشيربورج في عام 2005 وحتى استقالته عام 2007  لوجود بعض الخلافات مغ إدارة النادي.

لم يكن كل ذلك سوى بداية لتكوين الفكر التكتيكي وأكتساب خبرات كثيرة للمدرب الذي أنتقل بعد ذلك للقارة السمراء، وخاصة المنتخبات الأفريقية والتي بدأ فيها بتدريب منتخب زامبيا منذ عام 2008 وحتى 2010، واستطاع فيها أن يصل بالمنتخب الزامبي إلى ربع نهائي كأس الأمم الأفريقية 2010 للمرة الأولى للمنتخب بعد 14 عاماً عندما وصلوا لربع نهائي كأس أمم 1996، ثم استقال المدرب الفرنسي حيث كان يآمل في التقدم بالمنتخب لما هو أكثر من ذلك وهذا ما دفعه للاستقاله قبل إنتهاء عقده بمدة شهرين، وفور صدور الاستقاله بيومين وقع المدرب هيرفي رينار عقداً جديداً مع منتخب أنجولا، ولكن استقال من منصبه لم يستمر أكثر من 6 أشهر واستقال أيضاً دون معرفة أسباب حقيقية.

ثم عاد مرة آخرى ليصبح مديراً فنياً لمنتخب زامبيا في عام 2011 ومن ثم عاد مرة آخرى إلى بلاده ليتولى تدريب فريق سوشو الذي كان يعاني طوال الموسم والذي كان يخوض معركة البقاء محاولاً تجنب الهبوط، وبالفعل هبط الفريق واستقال المدرب وانتقل مرة آخرى إلى القارة السمراء ليتولى مهمة تدريب منتخب ساحل العاج لمدة عام من 2014 وحتى 2015.

ثم عاد مرة آخرى ليتولى تدريب نادي ليل الفرنسي في مايو 2015، ولكن في نوفمبر من نفس العام أُقيل هيرفي رينار بسبب سوء النتائج خاصة وأن الفريق لم يجمع سوى 13 نقطة فقط من 13 مباراة خاضها الفريق في الدوري، ثم عاد مرة آخرى المدرب الفرنسي للقارة المحبوبة لديه ليصبح مدير فني للمنتخب المغربي في فبراير 2016، واستطاع في نوفمبر 2017 أن يتأهل بأسود الأطلس إلى كأس العالم 2018 في إنجاز تاريخي بعد غيابهم لمدة 20 عاماً عن البطولة العالمية الأكبر والأهم، وقبل خروج المنتخب من دور الـ16 من كأس الأمم المُقامة في مصر كان قد تم تجديد عقد المدرب الفرنسي ليستمر معهم حتى 2022.

ماني لا يخشى الموت وعرض ريال مدريد للشناوي.. أبرز أخبار أمم أفريقيا الكاذبة

الأندية التي قام هيرفي رينار بتدريبها:

رينارد مدرب السعودية المنتظر - من "جامع للقمامة" إلى بطل إفريقيا

المنتخبات التي قام هيرفي رينار بتدريبها:

استطاع المدرب هيرفي رينار أن يُحقق بطولة كأس الأمم الأفريقية مرتين في تاريخه، كانت الأولى عندما تولى تدريب منتخب زامبيا في عام 2011 لمدة عام، واستطاع حينها أن يقود المنتخب الزامبي للتتويج بطولة كأس الأمم 2012 للمرة الأولى في تاريخهم بعد انتصارهم على ساحل العاج في المباراة النهائية عن طريق ركلات الترجيح بعد إنتهاء وقت المباراة الأصلي والإضافي بالتعادل السلبي، وقبل إنتهاء عقد المدرب في 2012 أعلن شيشيمبا كامبويلي وزير الرياضة الزامبي رغبته في تجديد عقد المدرب مع المنتخب قبل إنتهاء عقده، ولكن لم يكن هذا العام كسابقه فقد تم إقصاء منتخب زامبيا من مرحلة المجموعات في كأس الأمم الأفريقية 2013، وأعترف حينها المدرب الفرنسي بخطأه وبأنه يتحمل كامل المسؤولية لخروج المنتخب بهذا الشكل.

بينما الثانية كانت مع الفريق الذي حرمه من حمل لقب البطولة في 2012، وهو منتخب ساحل العاج الذي قام بتدريبه لمدة عام من 2014 وحتى 2015 واستطاع أن يُتوج مع منتخب الفيلة بكأس الأمم الأفريقية 2015 بعد انتصارهم في المباراة النهائية على منتخب غانا بركلات الترجيح، ليصبح بذلك أول مدرب يفوز بلقبين من بطولة كأس الأمم مع منتخبين مختلفين.

الألقاب التي حصل عليها هيرفي رينار:

أنتشرت في الآونة الآخيرة أخباراً تؤكد اقتراب الفرنسي هيرفي رينار من تولي مهمة تدريب المنتخب السعودي، فبحسب ما نُشر عبر صحيفة "الرياضية" السعودية أن المدرب بالفعل من أكبر اهتمامات الاتحاد السعودي والذي يرئسه ياسر المسحل، خاصة وبعد تضاؤل فرص المدربين المرشحين من قِبل مجلس إدارة اتحاد كرة القدم السابق منذ إنتهاء عقد الأرجنتيني خوان أنطونيو بيتيزي في نهاية يناير الماضي وبعد نهائيات كأس آسيا 2019 بالإمارات، كما أشارت أيضاً بعض التقارير الفرنسية على أن المدرب قد وقع بالفعل على عقد تدريب المنتخب الأخضر ولم يتبقى سوى الإعلان الرسمي.

وبإقتراب المدرب هيرفي رينار لتدريب منتخب السعودية فيجب علينا أن نستكشف طريقة لعب المدرب الفرنسي وهل ستتناسب مع أسلوب المنتخب السعودي أم ستأخذ الكثير من الوقت حتى يعتاد اللاعبين على الأسلوب الجديد.

في البداية فنحن سنتحدث عن مجرد تشكيل على الورق لسنا بصدد التحدث عن الفنيات الدقيقة التي تُمرر للاعبين عبر كل مدرب، أو عن طريقة إكتساب اللاعبين لثقة المدرب والإنصياع لأوامره طبقاً لشخصيته القوية، ولكن سنتحدث عن طرق اللعب المعتادة للمدرب، فصاحب الـ50 عام له أسلوبه الخاص الذي يتميز به، ودائماً ما كانت إختياراته تتم لصالح خطة (4-2-3-1) الذي يخوض بها معظم مبارياتة، والتي لم يُغيرها سوى بطريقة (4-3-3) في بعض الأوقات القليلة جداً.

إذا نظرناً لطريقة المنتخب السعودي في عصر الأرجنتيني خوان أنطونيو فسنرى بأنه كان يلعب بطريقة (4-1-4-1) والاعتماد الكامل على عبد الله عطيف وحيداً في مركز خط الوسط الدفاعي، وهذا ما سبب الكثير من المشاكل الدفاعية خاصة أمام المنتخبات التي تستطيع شن المرتدات السريعة مثلماً حدث مع منتخب قطر والمنتخب الياباني في كأس آسيا الماضي.

ولكن إذا عدنا بالزمن لبعض الوقت وخاصة في عهد المدرب بيرت فان مارفيك الذي صعد بالخُضر إلى المونديال، فسنرى أنه كان يعتمد أيضاً على نفس طريقة لعب المدرب خوان أنطونيو بالإضافة إلى طريقة لعب المدرب هيرفي رينار المتمثلة في (4-2-3-1)، واستطاع المنتخب بالفعل أن يُحقق نجاحاً كبيراً بالخطة الثانية التي أستعملت في أغلب مباريات التصفيات المؤهلة لكأس العالم.

وإذا نظرنا في مباريات مونديال روسيا أيضاً فسنرى بأن المدرب قد أستعمل طريقة (4-1-4-1) في مباراتي روسيا ومصر، وبالطبع المباراة الأولى كانت كالكارثة على الجماهير السعودية حيث تلقى فيها المنتخب الأخضر 5 أهداف نظيفة دون رد، بينما استطاعوا أن يتفوقوا على الفراعنة بنتيجة (2-1)، ولكن إذا نظرناً بعمق إلى مباريات المنتخب في المونديال فسنرى أن المنتخب قد خاض أقوى أداء له ضد منتخب الأورجواي، والتي كان حينها يلعب بطريقة لعب (4-2-3-1) واستطاع أن يُوقف خطورة المنتخب الأوروجواني في أغلب أوقات المباراة رغم خسارتهم بنتيجة (1-0).

كل هذا يُشير أن هيرفي رينار سيستطيع أن يُطبق طريقته وأسلوبة بكل سهوله خاصة وأن لاعبي المنتخب السعودي معتادون على هذا الأسلوب، بل والأكثر من ذلك أنهم خاضوا آخر مباراتين وديتين في مارس الماضي بطريقة (4-2-3-1) والتي كانت بقيادة المدرب المؤقت يوسف عنبر، لم ينتصر منتخب السعودية في المباراة الأولى حيث هُزم بنتيجة (2-1) على يد المنتخب الإماراتي، بينما استطاع أن يُحقق النصر في المباراة الثانية ضد غينيا الإستوائية بنتيجة (3-2).