عاشت جماهير الدوري الإسباني وخاصة برشلونة لحظات عصيبة جدًا حين أعلن عن رحيل النجم ليونيل ميسي بصورة مفاجئة وغير متوقعة، وتعيش جماهير الدوري السعودي حاليًا حالة قلق من إمكانية تعرضها لتلك اللحظات مستقبلًا.
ميسي وافق على تنازلات مالية كبيرة ليُجدد عقده ويُواصل رحلته مع البارسا، لكن قوانين الليجا الخاصة باللعب المالي النظيف جعلت تسجيل العقد الجديد دربًا من المستحيل، بل أن النادي لم يستطع قيد غيره من اللاعبين الجدد حتى بعد رحيله.
وزارة الرياضة السعودية أقرت قانون الكفاءة المالية عام 2020، والذي ينص على وجوب تسديد الأندية لديونها والتزاماتها المالية تجاه اللاعبين والموظفين والمدربين والأندية الأخرى في مواعيد محددة، وإلا لن تحصل على شهادة الكفاءة المالية وبالتالي لن تستطيع قيد لاعبيها الجدد.
الوزارة أعلنت في يونيو الماضي نتائج الكفاءة المالية للصيف الجاري، ولم يحصل على الشهادة إلا 3 أندية، وفشل جميع الكبار باستثناء الهلال الذي احتاج عدة أسابيع للحصول عليها.
الوزارة صدمت جماهير النصر والاتحاد والأهلي والشباب بالإعلان عن أرقام ضخمة مطلوب من الأندية الثلاثة سدادها قبل الـ21 من أغسطس الجاري، وإلا لن يُسمح لهم بقيد لاعبيهم الجدد في قوائمهم المحلية لموسم 2021-2022، وقد نجح النصر في تسديد ديونه والحصول على شهادة الكفاءة المالية قبل ساعات من مباراته الأولى في الدوري السعودي.
الاتحاد والأهلي والشباب لم يحصلوا على تلك الشهادة وبالتالي لم يستفيدوا من لاعبيهم الجدد في المباراة الأولى لهم في الدوري السعودي، وقد دفعوا ثمن هذا غاليًا بخسارة العميد والليوث وتعادل الراقي مع الفيصلي 1-1.
المصادر المتابعة تُرجح حصول الأندية جميعًا على شهادة الكفاءة المالية قبل انتهاء المهلة المحددة من وزارة الرياضة، لكن ماذا بعد ذلك؟ هل ستصمد تلك الأندية ماليًا في ظل التكاليف الباهظة لعمليات سوق الانتقالات؟
أندية الدوري السعودي تمنح سنويًا نجومها الأجانب رواتبًا مرتفعة جدًا، وقد لاحظنا جميعًا الارتفاع المهول في رواتب أولئك اللاعبين هذا الصيف تحديدًا، إذ سيحصل تاليسكا على 5.7 مليون يورو سنويًا، وماتيوس بيريرا على 4.8 مليون يورو، وباولينيو على 3.5 مليون يورو، وإيجور كورونادو على 5 ملايين يوو، وعقود الجميع ممتدة لموسمين على الأقل.
goalماذا سيحدث إن لم تستطع تلك الأندية تسديد تلك الالتزامات المالية خلال الموسم القادم؟ ستضطر للتخلي عن أولئك النجوم واحدًا تلو الآخر مما قد يُعيد الدوري السعودي خطوات كبيرة للوراء، خاصة أن هناك بطولات منافسة جاهزة لاستقطاب هؤلاء النجوم مثل الدوري القطري والإماراتي.
الدوري السعودي تطور وتحسن كثيرًا على جميع الأصعدة خلال السنوات الأخيرة، وقد كان لوجود الأجانب في أنديته دورًا بارزًا في ذلك، لكن قوانين الكفاءة المالية باتت سيفًا على رقاب الأندية، وقد تدفع رؤساء الأندية للتراجع عن ضم اللاعبين الأجانب الكبار خوفًا من عدم القدرة على الوفاء بحقوقهم مستقبلًا.
الجميع سعد بانضمام كورونادو وباولينيو للدوري السعودي الموسم القادم، ماذا لو لم يستطع الاتحاد والأهلي الحصول على شهادة الكفاءة المالية خلال الأسبوع القادم؟ سيضطر الناديان للتخلي عن اللاعبين كما فعل النصر في يناير الماضي بإعارة جلال الدين ماشاريبوف لشباب الأهلي الإماراتي .. المحصلة أن الدوري السعودي سيفقد نجمين كبيرين.
تُرى، هل الكفاءة المالية لصالح الدوري السعودي وتطوره وتحسنه وتحوله ليُصبح الأفضل في منطقة الشرق الأوسط؟ أم أنها ضد كل ذلك وستكون الخطوة الأولى لتراجعه خطوات كبيرة للخلف ورحيل النجوم الأجانب الكبار عنه وابتعادهم عن أنديته، ما رأيكم؟
