هاني سعيد، مدافع مصري من مواليد أبريل 1980، أحد أفراد الجيل الذهبي لحسن شحاتة الذي تُوج بأمم إفريقيا في 2008 و2010، وصاحب مسيرة مميزة تنقل فيها بين الأندية المحلية والأوروبية، ولكن كان له في إيطاليا تجارب ومحطات جعلته من قلائل المصريين الذين لعبوا وتركوا بصمة في الكالتشيو.
في 1998، وبسن الثامنة عشر، ترك سعيد مصر وناديه الأهلي ورحل لخوض فترة تجارب مع باري، وبعد أسبوعين فقط أعلن ضمه رسمياً بعدما أبهر في التدريبات، ولكن الأشهر الأولى كانت صعبة، ولم يحظ بفرصة اللعب، ليخرج مُعاراً إلى بيلينزونا السويسري منتصف الموسم، والذي شارك معه في لقاء وحيد.
عاد سعيد إلى باري في مطلع موسم 2000-2001، وقتها كان فريق ملعب "سان نيكولا" متواجداً بالدرجة الأولى ولكن الأجواء كانت متوترة بسبب الخلافات بين الجمهور ورئيس النادي فينتشينزو ماتاريزي، وهو ما انعكس على أداء الفريق وجعله مرشحاً للهبوط بسبب تردي النتائج.

ورغم الأوضاع السيئة، ولكن المصري نجح في تثبيت أقدامه أساسياً بدفاع الفريق بجوار المغربي رشيد نكروز بالنصف الثاني، وشارك في 20 مباراة، منها 13 أساسياً، وسجل هدفاً وحيداً بشباك فيرونا في الدور الثاني، ولكن رغم وجود أنطونيو كاسانو، فيل ماسينجا، ودانييل أندرسون، انتهى المطاف بباري في الدرجة الثانية بعد حلوله بالترتيب الأخير.
يتذكر هاني فترته في باري بحواره قبل أعوام مع "الكالتشيو مع المحمودي" قائلاً: "كنت صغير السن وقتها وسريع الحركة، أتذكر خصيصاً ذلك الموسم مباراة يوفنتوس في أرضنا، لعبت أكثر على الطرف ولكن المدرب طلب مني أن أراقب زين الدين زيدان".
وأضاف: "فكرة الرقابة رجل لرجل كانت قد تراجعت، ولكن لثقل زيدان طلب مني المدير الفني القيام بالدور، كنت أشعر بالرهبة في البداية، ولكن مع الوقت اكتسبت الثقة، زيدان لم يقدم أي شيء وقتها وشعر بالضيق مني لدرجة أنه قام بضربي على وجهي".
وواصل المصري: "كنا قريبين من الانتصار ورغم سوء النتائج قدمنا يومها عرضاً طيباً ولكن نزول ديل بييرو قلب الموازين وسجل هدفاً خطف به الفوز، امتلكنا نجوماً مثل زامبروتا، توماس دول، فيل ماسينجا وكاسانو، ولكن الأخير لم يستمر معنا كثيراً".
Gettyوعن علاقته الخاصة بكاسانو: "كان مميزاً داخل الملعب ولكن عشوائي خارجه، لم أكن أفهم ما يقول بسبب اللكنة المختلفة التي امتلكها، ولم يكن يتحدث سوى بتلك اللكنة، ولكنه كان شخصًا محبوباً ويتمتع بخفة ظل، علاقتي كانت جيدة به لأننا كنا نتدرب مع الناشئين ومع الفريق الأول معاً، وكنا في غرفة واحدة".
بعد الهبوط، استمر سعيد أساسياً مع الفريق وشارك في 34 مباراة بالسيري ب، وكان ضمن الفريق الذي بلغ ربع نهائي الكأس في 2003، وكان يلعب في مركزي خط الوسط المدافع أو كليبرو، المركز الذي اشتهر فيه وتألقه به، خصوصاً بعد ذلك مع المنتخب المصري، ولكن في انتقالات يناير قرر تغيير الأجواء وانتقل إلى ميسينا أيضاً بالدرجة الثانية، تجربة لم تستمر لأكثر من ستة أشهر.

ويسترجع المغربي نكروز فترته مع المصري في حوار مع "أخبار اليوم" قائلاً: "عندما جاء هاني سعيد إلى باري كان صغيرًا في السن ولكنه أعطانا انطباعًا رائعًا عن اللاعب المصري وكان محبوبًا من الجميع في النادي، وجمعتنا مباريات كثيرة في الكالتشيو خلال الموسم 2000-2001".
وواصل: "هاني سعيد أخي وصديقي العزيز، وله معزة خاصة عندي وعند كل المغاربة، لعبنا سويًا في باري الإيطالي وكنت قد سبقته بالانضمام لهذا النادي في العام 1997".
من ميسينا انتقل السعيد إلى فيورنتينا أيضاً بالدرجة الثانية، ولكن لم تكن أيضاً تجربة موفقة، إذ شارك فقط في ست مباريات، ومنه خرج مُعاراً إلى الدرجة الثالثة مع بيستويسي، والذي معه كتب نهاية مشواره مع الكرة الإيطالية وخرج لتجربة جديدة في بلجيكا مع مونز.
Socialكانت بلجيكا آخر تجارب الليبرو الأوروبية، وبعدها عاد لبلاده مع المصري، وتنقل منه دون أن يلعب إلى الجار الإسماعيلي، ثم الزمالك وسموحة ومصر المقاصة في فترتين، حتى اعتزل مع الأخير في 2019، واضعاً حداً لمشوار مميز كتب فيه قصة احتراف من الأنجح للاعبين المصريين في إيطاليا وأوروبا.


