هالاند يدمر صلاح ونونيز يبقى عاجزًا.. ماذا لو تبادل السيتي وليفربول صفقتي الصيف؟

لا نستطيع العودة بالزمن وتغيير مجرى الأحداث، لكن يمكننا تخيل ما كانت ستؤول إليه الأمور في حال إذا غيرنا ما حدث إلى ما نريد، ووضع النظريات المختلفة حول ذلك.

كمشجع لليفربول، في الصيف الماضي كنت أمني النفس بتعاقد فريقي المفضل مع إرلينج هالاند بكل تأكيد، أريد رؤية تلك الماكينة التي لا تتوقف عن التسجيل وهي تدك شباك فرق مانشستر بالثلاثيات رفقة صلاح ودياز.

ولكن الأمور حسمت في النهاية بالطبع لمانشستر سيتي، الفريق الذي لن يعاني إذا اشترى هالاند بأي ثمن، ودفع له الراتب الذي يريده، والعديد من الأموال الأخرى المتعلقة بإتمام الصفقة.

وفي نفس الوقت، حصل فريقي على داروين نونيز، الموهبة الرائعة التي انفجرت مع بنفيكا البرتغالي، وخطفها ليفربول بأقصى سرعة ليعوض غياب ساديو ماني بعد رحيله لبايرن ميونخ.

هالاند من أجل ليفربول أقوى!

لا شك أن النجم النرويجي كان ليمثل إضافة قوية لخط هجوم ليفربول، فنحن نتحدث عن لاعب يمتلك خصائص أعلى بكثير من الفئة العمرية التي يتواجد فيها، فلا يمكنك تصديق أن هذه الإمكانيات التي نراها تتواجد مع لاعب في سن الـ 22.

ولا شك أيضًا أن يورجن كلوب كان سيبحث عن الشكل الفني المثالي لمحاولة إنجاح هالاند من خلال تسهيل عملية تواجده قدر الإمكان أمام المرمى ليمارس هوايته المفضلة في التسجيل في شباك الخصوم.

Getty Images

نفس ما يفعله بيب جوارديولا حاليًا مع مانشستر سيتي، حينما غير من طريقة اللعب والتدرج بالكرة من أجل إيجاد المساحات خلف خط الدفاع واستغلال جودة لاعبيه في التمرير، وسرعة هالاند في الانقضاض على فريسته.

وبالتالي فإن نجاح هالاند مع ليفربول من حيث التسجيل والاندماج في العمل التكتيكي والفني كان مضمونًا، ولا أشك في أن كلوب كان ليجد الحل الأمثل لكيفية استغلاله.

ليفربول أقوى مع هالاند؟ دون أدنى شك، كان الوضع ليتغير كثيرًا عما نراه الآن، على الأقل ما كان ليصل مانشستر سيتي إلى ما هو عليه الآن، وهذا في حد ذاته إنجاز لليفربول.

تدمير صلاح

ذكرنا إيجابيات تواجد هالاند مع ليفربول، لكننا لا ننسى أن هناك سلبيات قد تدمر كل شيئًا امتدحناه، فنحن نتذكر علاقة محمد صلاح بساديو ماني، ونعلم أنها لم تكن جيدة وهادئة.

كل لاعب كان يريد أن يصبح الأفضل، وهذا حق مشروع، واستغله يورجن كلوب في العديد من المرات من أجل شحن الثنائي لمصلحة الفريق، وبالفعل نجحت المنظومة ككل في العمل.

لكن خروج السنغالي من المعادلة جعل صلاح يشعر بالراحة أخيرًا، حيث انفرد بكونه الرجل الأول للريدز، نعم، كان هو الأول وقت تواجد ماني، لكن ساديو لم يكن ليعيش في ظل المصري.

Getty Images

صلاح أسطوري بلا شك، لكنه ليس ميسي حتى يرضى من حوله بالعيش في ظله، بل أن هناك من تمرد على ظل ليونيل في الأساس، وخاب وخسر في النهاية، ولكن هذه قصة أخرى.

بالعودة إلى الملك المصري، سنجد أنه شعر بالاستقرار أخيرًا بعد رحيل ماني، واستتب له الأمر دون منافس، حتى مع قدوم نونيز، لأن داروين في الأساس ليس نجمًا بنفس حجم هالاند.

بل أن صلاح يخرج في المقابلات ليوضح أنه يعطي له النصائح التي تساعده على التأقلم والتكيف، أمر ما كان ليحدث مع هالاند في حال أن انضم النرويجي وسجل 20 هدفًا في 13 مباراة كما فعل مع سيتي.

وبالتالي فإن خروج ماني وقدوم هالاند كان ليجعل صراع النجم الأول مستمرًا بلا شك، وهو ما كان لينعكس على جودة الأداء داخل الملعب.

نعم، استطاع كلوب أن يستغل الأمر في السابق من خلال شحن ماني وصلاح، لكن هذه المرة كان سيفشل، لأن المصري قد سئم من تلك الحرب وأخيرًا شعر بالراحة، فلماذا نعود لها من جديد؟

نونيز لإفساد كل شيء في مانشستر سيتي

على الرغم من جودة هالاند الاستثنائية في الإنهاء أمام المرمى، وفي تحركاته المميزة طوال الوقت، إلا أنه ليس جيدًا بما يكفي حينما يتعلق الأمر بالاستحواذ على الكرة وصناعة الفرص.

أمر تحدث فيه جوارديولا نفسه وأوضح أن نجمه يحتاج إلى وقت أكثر للتطور والتكيف على طريقة اللعب.

وفي كل الأحوال، ينجح هالاند مع سيتي لأن بيب صنع له الإطار الذي يستطيع النرويجي السير بداخله والعمل على نقاط قوته، هو ليس رائعًا في حال امتلاك الكرة في منتصف الملعب، لكنه سفاح أمام المرمى، وهذا يكفي.

Getty Images

ماذا إذا انضم نونيز إلى سيتي؟ كان الوضع ليكون كارثيًا، فقط تخيل معي أن بيب تحصل على خدمات لاعب لا يجيد اللعب بين الخطوط، ويستلم الكرة في اللمسة الأولى بشكل متواضع، ولا يجيد التصرف تحت الضغط، وليس سفاحًا أمام المرمى.

بالطبع كان سيجلس على الدكة، وبكل تأكيد، كانت الصحافة لتهاجم بيب ليل نهار دون توقف أو ملل، فالأموال المتعلقة بالفريق السماوي هي أسهل ما يمكنك الحديث عنه إذا ما أردت أن تهاجم جوارديولا.

وبالتالي، ما كنا لنرى سيتي في هذه الحالة، بل كنا سنرى فشل تلو الآخر، وإضاعة الدقائق مع نونيز قبل التأكد من فشل الصفقة ووضعه في سوق الانتقالات القادم.

نونيز أم هالاند؟

في الحقيقة هي مقارنة ظالمة وليست منطقية، هذا النرويجي لا يقارن بلاعبي جيله، على الأقل يمكننا قول ذلك في الوقت الحالي قبل معرفة ما سيحدث في مسيرته مستقبلًا.

قد يظن البعض أننا نهاجم داروين ونعتبره لاعبًا متواضعًا، وهذه ليست حقيقة، نونيز لاعب موهوب ومميز بكل تأكيد، لكنه يحتاج إلى الشعور بالثقة أكثر وأكثر لكي يندمج في الأجواء.

Getty/GOAL composite

الأمور صعبة على الأوروجوياني، لكن عليه إدراك أنه عدو نفسه الأول، الكل يحاول إعطاء الثقة له في المنظومة لكنه لا يزال يخاف.

على الجانب الآخر، نرى هالاند وهو يتمتع بعقلية مختلفة، عقلية ستجعله على قمة اللعبة في السنوات القادمة، بالطبع هذا ليس مؤكدًا، ولكنه الأرجح.

وفي كل الأحوال، لا أزال أريد أن أرى هالاند بقميص فريقي، نعم، هي أمنية ليست منطقية، ولكن على الأقل تخيلتها معكم في هذا التقرير.