تعاقد الشباب مع فهد المولد في صفقة انتقال حر عقب نهاية عقده مع الاتحاد وعدم تجديده، وهو مشهد أعاد لذاكرتي مشهد التعاقد مع نواف العابد نجم الهلال في أكتوبر 2020.
المولد والعابد يربط بينهما الكثير من الأشياء، أهمها أنه يمكن إدراجهما معًا تحت بند "المواهب الضائعة" .. المواهب التي انفجرت في وقت مبكر ولكن غياب الالتزام والمشاكل خارج الملعب بجانب الإصابات أثرت عليها سلبًا وحرمت المنتخب السعودي منهما.
اقرأ أيضًا | جنون المشجعين .. مواطن يطلب تغيير اسم زوجته إلى تاليسكا
العابد بدأ مسيرته مع الفريق الأول للهلال موسم 2008-2009 بعد تصعيده من الفئات السنية وقد لفتت موهبته أنظار الجميع وحازت إمكانياته الفنية والبدنية على إعجاب المحللين والصحفيين والجمهور السعودي بالكامل.
وصل اللاعب إلى ذروة مستواه بعد عقد تقريبًا ولعب الدور الأكبر في تأهل المنتخب السعودي إلى نهائيات كأس العالم 2018، حتى أن العديد صنفه باللاعب السعودي الأول والأفضل في جيله.
بدأ المستوى في التراجع فيما بعد لأسباب عديدة جُلها يتعلق باللاعب نفسه وعدم التزامه، لتنتهي الرحلة مع الهلال وينتقل للشباب بعدما كان يتمنى أن يختم مسيرته بالقميص الأزرق.
المولد لا يختلف كثيرًا عن العابد، إذ صعد للفريق الأول في الاتحاد موسم 2011-2012 بعد تألقه الملفت في الفئات السنية، ولم يلعب إلا للعميد باستثناء فترة قصيرة أعير خلالها إلى ليفانتي الإسباني قبيل كأس العالم 2018 في روسيا.
Goal Arموهبة المولد كانت طاغية على جميع أبناء جيله، وقد صنفه العديد بجانب النجوم التاريخيين في كرة القدم السعودية أمثال يوسف الثنيان وماجد عبد الله ومحمد نور، وتوقعوا أن يحمل راية الاتحاد والأخضر خلال السنوات القادمة.
كل تلك الآمال والطموحات تعرضت لصدمة قوية حين أوقف اللاعب لمدة عام بعد ثبوت وجود مادة منشطة في دمائه عام 2019، ولكن الصدمة الأقوى كانت بإيقافه مجددًا عن اللعب في إبريل الماضي بعد أن بدأ بالكاد يستعيد مستواه وقيمته الفنية داخل الملعب، وهو ما جعل الإدارة الاتحادية تتراجع عن تجديد عقده وينتهي الأمر به منتقلًا للشباب مجانًا وهو الذي كانت تُدفع ملايين الهلال والنصر تحت قدميه.
الشباب منح فرصة ثانية للعابد والآن يُكرر الأمر ذاته مع المولد، الأول أعطى بوادر جيدة الموسم الماضي وبدا وكأنه سيستعيد اسمه وقيمته الكبيرة في كرة القدم السعودية، والجميع ينتظر الآن رد فعل المولد والمستوى الذي سيظهر به هذا الموسم خاصة الفترة التي تسبق مونديال قطر.
العابد والمولد لديهما تحدٍ خاص وهو إثبات جدارتهما بالتواجد مع المنتخب السعودي في ملاعب الدوحة خلال الفترة من 20 نوفمبر حتى 18 ديسمبر القادمين، وهذا لو حدث وقدم اللاعبان المستوى المأمول قد يكون نقلة نوعية في مسيرتهما، قد يكون في الواقع بداية العودة لمكانتهما الطبيعية في كرة القدم السعودية مقارنة بموهبتهما وإمكانياتهما الفنية الهائلة، وإلا سيستمر المنحنى في الانخفاض أكثر وأكثر وستكون النهاية حزينة للغاية لكل عشاق النجمين الكبيرين.
إدارة الشباب بقيادة خالد البلطان كانت ذكية في اقتناص تلك الفرصة ومنح اللاعبان فرصة البدء من جديد، وقد فازت برهان العابد وتأمل بشدة أن تفوز برهان المولد الأقوى والأهم.
Goal Ar



