Mohamed Ounajem

نهائي دوري أبطال إفريقيا | لماذا إصابة أوناجم هو أفضل خبر يتلقاه الأهلي والبدري؟

تلقى فريق الوداد المغربي ضربة موجعة جدًا خلال ذهاب نهائي دوري أبطال إفريقيا الذي جمعه على أرضية ملعب برج العرب بالأهلي المصري وانتهى بهدف في كل مرمى، حيث تعرض نجمه محمد أونّاجم إلى إصابة بكسر في قدمه منتصف الشوط الأول أجبرته على الخروج وترك مكانه لعبد العظيم خضروف الذي ورغم كفاحه لتقديم يد العون لفريقه إلا أنه لم يرتق للمستويات التي كان يقدمها فريقه.

مُدرب الفريق المغربي الحسين عمّوتة تلقى خبر غياب أوناجم عن لقاء الإياب ساعات بعد الوصول إلى العاصمة الاقتصادية للمملكة، ما جعله يسارع للبحث عن حلول بديلة تمنح فريقه الضمانات الهجومية الكافية من أجل اختراق جبهة علي معلول وأجايي التي تبقى أهم جبهة للأهلي على الصعيد الهجومي، غير أنها كثيرًا ما تجلب له المتاعب الدفاعية، كما حصل في مباراة الذهاب حينما استغل أوناجم غياب عليلو الدفاعي ليتوغل ويمرر عرضية بالمقاس لأشرف بنشرقي الذي عدّل الكفة.

ربما لم يكن بإمكان عمّوتة أن يتلقى خبرًا أسوأ، ولا للبدري أن يتلقى خبرًا أفضل، فالأمر يتعلق ببساطة بلاعب أظهر أنه من بين الأهم في تشكيلة الفريق الأحمر خلال دوري أبطال إفريقيا هذا الموسم، حيث تطور مع مرور المباريات وتخلى عن بعض الأنانية التي كانت تشوب أداءه، كما أنه بات أكثر قدرة على الوصول وإيصال زملائه للمرمى، ذلك ناهيك عن المهارات الفردية الكبيرة التي يتمتع بها والتي كانت تمكنه من فتح أنفاق في دفاعات الخصوم، كما فعل مرارًا في الفترة الأخيرة، بما في ذلك خلال الدقائق القليلة التي لعب فيها في ملعب برج العرب.

أما إن ألقينا نظرة على أرقامه، فلن نتأخر في معرفة دوره المحوري في منظومة عموتة الهجومية، فهو ممول الفريق الأول بكرات أمامية خطيرة، حيث يعد إلى اليوم المرر الحاسم الأول في البطولة بخمس تمريرات حاسمة وصنع إلى جانها 15 فرصة سانحة للتسجيل، كما أنه تطور كثيرًا في الشق الدفاعي، وهو أمر كان محتومًا عليه للتماشي مع أفكار حسين عمّوتة الذي يبني فرقه على الصلابة الدفاعية قبل أي شيء آخر، ويطالب من كل اللاعبين القيام بعمل دفاعي بعد فقدان الكرة.

أونّاجم استرجع 6 كرات وقام بـ10 انزلاقات دفاعية ناجحة، وهو رقم معقول بالنسبة للاعب في مركزه، وذلك ناهيك عن منح فريقه خاصية اللامركزية الهجومية كونه يتبادل المراكز مع الحداد وبنشرقي باستمرار ويستطيع اللعب في الجهتين معًا، ما يخلق في كثير من الأحيان مشكل للدفاع الخصم الذي يفقد المراجع المحددة قبل ذلك في التغطية على الخصوم.

وفي رأيي، إن كان هناك شيء أخطر على الوداد من غياب أونّاجم نفسه، فهو عدم وجود بديل يقدم ولو قليلًا من الضمانات التي كان يقدمها، ومباراة الذهاب منحتنا فكرة واضحة عن ذلك، حيث باتت الجهة اليمنى شبه غائبة هجوميًا، ما جعل الوداد عاجزًا تمامًا عن الوصول لمناطق شريف إكرامي طيلة الشوط الثاني، مكتفيًا بالعمل الدفاعي الذي جعله يحل عبء المباراة كاملًا، ويتلقى بعض الفرص الخطيرة التي كادت تكلفه كثيرًا.

ربما قد نتابع الخضروف بشكل أفضل في مباراة الإياب، خاصة أن وداد الأمة ستُحاول احتكار الكرة أكثر بكثير مما فعلت في مباراة الذهاب، لكني أشك كثيرًا في أن يكون قادرًا على استغلال سوء الأهلي دفاعيًا من  جهة الظهير الأيسر كما كان سيفعل أونّاجم، فيما قد تكون إمدادات عبد اللطيف النصير هذه المرة مهمة جدًا من أجل استغلال هذا العامل، وهو الذي اعتاد على المشاركة في حملات فريقه الهجومية رغم تحفظه الدفاعي في برج العرب بتعليمات صارمة من عموتة.

الآن يبقى أن نعرف الحل الأنجع الذي سيلجأ لع مدرب الفريق الأحمر، لكن في جميع الأحوال، تبقى إصابة أوناجم خبرًا لا يُمكن لحسام البدري سوى أن يرحب به، وسيجعل أقل انشغالًا بمشكلة الجهة اليسرى الدفاعية.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0