Bev-Priestman(C)Getty Images

نساء في كرة القدم | بيف بريستمان .. الإنجليزية التي تحترف "التجسس" في كرة القدم

كرة القدم كانت ومازالت في نظر العديد لعبة الرجال، إذ رغم التقدم الكبير في الكرة النسائية وتواجد لاعبات بجودة عالية، إلا أن مقاليد الحكم خارج الملاعب ظلت بأيدي الرجال .. مع هذا، فهناك عدة نساء اخترقن ذلك الحاجز وفرضن أنفسهن على اللعبة الأشهر في العالم. جول النسخة العربية يُطلق سلسلة جديدة تتحدث عن أبرز النساء في عالم الساحرة المستديرة.

حلقتنا اليوم عن بيف بريستمان .. الإنجليزية التي تحترف "التجسس" في كرة القدم

لم تبدأ النسخة الحالية من دورة الألعاب الأولمبية الصيفية إلا وكانت أولى القضايا الجدلية قد انفجرت بالفعل، وأبطالها أفراد الجهاز الفني لمنتخب كندا للكرة النسائية.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

القصة بدأت يوم 22 يوليو الماضي، حيث لاحظ الطاقم الفني لمنتخب نيوزلندا النسائي لكرة القدم وجود طائرة دون طيار "درون" تتجسسن على الحصة التدريبية في سانت اتيان، وقد أبلغت الشرطة الفرنسية التي تمكنت من إلقاء القبض على شخصين حددت هويتهما أنهما جوزيف لموباردي، محلل الفيديو، وجاسمين ماندر، مساعد المدرب، عضوي الجهاز الفني للمنتخب الكندي.

هنا ظهر اسم بريستمان وبدأ يُتداول بقوة في الإعلام وبين الجمهور كونها المسؤول الأول عن المنتخب، حيث تشغل منصب المدير الفني، وقد تحملت هي المسؤولية وتقدمت باعتذار للمنتخب النيوزلندي، وأعلنت إبعاد نفسها عن مواجهة المنتخبين في أولمبياد باريس 2024، وتم كذلك إعادة عنصري الجهاز الفني المتهمين عن الأولمبياد.

بريستمان هي مدربة إنجليزية درست في جامعة جون موريس في ليفربول وعملت مع فريق إيفرتون للكرة لنسائية قبل أن تنتقل عام 2013 لتدريب منتخب كندا تحت 17 عامًا ثم تحت 20 عامًا، عادت بعدها إلى بلادها لتعمل كمدرب مساعد مع فيل نيفيل في تدريب منتخب إنجلترا للسيدات، ومن ثم وتحديدًا في أكتوبر 2020 أصبحت المدير الفني لمنتخب كندا للسيدات.

وحققت بريستمان نجاحات كبيرة مع المنتخب الكندي، حيث فازت بالميدالية الأولمبية في دورة طوكيو 2020، التي أقيمت عام 2021 بسبب جائحة كورونا، وقد وصلت في العام التالي، 2022، إلى المباراة النهائية لبطولة كونكاكاف للسيدات.

مسيرة صاحبة الـ38 عامًا كانت تنتقل من نجاح إلى نجاح حتى تلقت صدمة الإيقاف من الاتحاد الدولي لكرة القدم على خلفية فضيحة التجسس على المنتخب النيوزلندي في أولمبياد باريس، حيث عاقبها فيفا بالإيقاف عن أي نشاط رياضي لمدة عام مع خصم 6 نقاط من رصيد كندا في مسابقة كرة القدم النسائية في الأولمبياد.

الأزمة كانت ستمضي لو توقفت هنا، لكن الأمور ساءت كثيرًا فيما بعد وأصبحت تُهدد بقوة مسيرة المدربة المهنية، حيث أكد تحقيق لشبكة TSN أن التجسس على المنتخب النيوزلندي في باريس لم يكن الأول من نوعه في مسيرة المدربة مع المتنخب الكندي.

التحقيق أثبت أن الأمر بدأ في أولمبياد طوكيو 2020 والتي تُوج فيها المنتخب الكندي بالميدالية الذهبية، وكذلك خلال مواجهة بنما في تصفيات كأس العالم عام 2022، مما يدل على أنه نهج للمدربة الإنجليزية وليس مجرد حادثة جرت بالصدفة أو دون تخطيط مسبق.

وما زاد الطين بلة حديث بعض موظفي المنتخب الكندي حول أن التجسس واستخدام طائرات دون طيار كان جزءًا من عملهم وأن وظائفهم كانت تحت التهديد حال لم يمتثلوا لتلك التعليمات، وقد قال أحد المصادر لـTSN أن عناصر الجهاز الفني للمنتخب لم يتجسسوا على المنتخب الياباني بطائرة دون طيار فقط بل تابعوهم بالعيون والكاميرات من خلف الأشجار والأسوار.

مسيرة بريستمان المهنية على الأرجح انتهت مع تلك الفضيحة، ليس بسبب الإيقاف لمدة عام واحد بل لتشوه سمعتها وصورتها أمام الإعلام والمجتمع.

إعلان