ظل أبطال مسلسل "صراع العروش" يُحذرون من قدوم الشتاء طوال الوقت، حتى جاء أخيرًا وحمل الحرب والخراب لقارة ويستروس في الرواية الأسطورية، لكن الشتاء الذي جاء أخيرًا لعشاق ميلان في يناير 2025 حمل لهم أخبارًا سارة وسعادة كبيرة ... فقد أصبح النادي قادرًا على خوض صراع العروش في إيطاليا.
ميلان يتواجد حاليًا في المركز الثامن من جدول ترتيب الدوري الإيطالي برصيد 35 نقطة فقط، ولديه مباراة مؤجلة أمام بولونيا، فيما سيواجه روما في ربع نهائي كأس إيطاليا، وأخيرًا سيخوض مواجهة مصيرية أمام فينورد الهولندي في ملحق تصفيات مرحلة الدوري لدوري أبطال أوروبا.
الخسارة أمام دينامو زغرب في دوري الأبطال وفقدان فرصة التأهل المباشر لدور الـ16 يبدو أنها أشعلت فتيل الثورة في "كازا ميلان" حيث بدأ الجميع التحرك بنشاط وجدية كبيرة بعدها في سوق الانتقالات.
ميلان قام بشيء فريد جدًا وهو تغيير جلده في وسط الموسم! أمر لا يحدث سوى نادرًا في كرة القدم، فالفريق تخلى عن 4 لاعبين وضم 5 جدد! والغريب أن الأسماء الراحلة والقادمة ليست بالمهمشة بل من العناصر الأساسية.
العملاق الإيطالي تخلى عن ألفارو موراتا ونوح أوكافور وإسماعيل بن ناصر وديفيد كالابريا وكيفين زيرولي، وقد ضم سانتياجو خيمينيز ووارين بوندو وكايل ووكر وجواو فيليكس وريكاردو سوتيل، وقد تمت جل تلك الصفقات بالإعارة مع حق الشراء نهائيًا.
الجميع في ميلانو يشعرون بالتفاؤل تجاه ذلك التغيير في ميلان، هذا لأن الراحلين ليسوا بتلك الجودة التي يُبكى عليهم لأجلها! باستثناء بن ناصر ربما فالجميع لم يُقدم الكثير للفريق، بل بعضهم كان عبئًا عليه لسنوات، فيما الدولي الجزائري فقد الكثير من مستواه خاصة البدني بعد الإصابات المتكررة، فيما على صعيد القادمين فقد قدموا لمحات مهمة عن إمكانياتهم وقدرتهم النجاح مع الفريق.
هذا التغيير الثوري لم يكن ليحدث لولا وجود المدرب سيرجيو كونسيساو صاحب الشخصية الصارمة أمام اللاعبين وفيما يبدو أمام الإدارة كذلك! ويرى العديد أن الوقت لو طال أكثر لتخلص المدرب البرتغالي من 5 لاعبين آخرين! وقد كان الحديث بالفعل عن رحيل إيمرسون رويال لولا الإصابة وفيكايو توموري لولا رفضه عرض توتنهام.
التشكيل الأساسي للميلان من المتوقع أن يتغير بشكل كبير بدءًا من المباراة القادمة في الدوري الإيطالي، إذ قد يتحفط المدرب على الزج بالأسماء الجديدة أمام روما يوم الخميس القادم، أمام إمبولي، إذ سيقود خيمينيز الهجوم وقد يلعب فيليكس خلفه ليسمح لتيجاني رايندرز بالعودة إلى خط الوسط الثنائي، فيما سيلعب ووكر على الجانب الأيمن بالتأكيد، وقد تكون الفرصة سانحة لبوندو وسوتيل بالظهور.
بوندو تحديدًا، القادم من مونزا، يُمثل رهانًا كبيرًا للإدارة، حيث قدم أداءً مميزًا خلال الموسم الجاري وهو من نوعية اللاعبين الذين يفتقدهم ميلان خاصة بعد رحيل فرانك كيسييه، فيما سوتيل سيُمثل إضافة للأجنحة وبديل جيد للبرتغالي رفائيل لياو خاصة بعد رحيل أوكافور.
جواو فيليكس هو بالنسبة للكثيرين فرصة ميلان لامتلاك نجم آخر صانع للفارق بجانب لياو وبوليسيتش، حتى أن البعض بدأ يُصمم صوره مع الأسطوري ريكاردو كاكا، وميلان بالنسبة للاعب تشيلسي هو فرصته الأخيرة للبقاء في الصفوف الأولى وإلا فالخطوات التالية قد تكون أسوأ كثيرًا مما حدث.
الشكل الجديد للميلان وتلك الثورة المصغرة غير المعتادة في الشتاء جعلت الجميع يترقب شكل الفريق وأداءه في النصف الثاني من الموسم، خاصة مع كونسيساو وقواعده الصارمة .. الجميع دخل رهانًا صعبًا وخطيرًا الفوز به سيؤسس لمرحلة قادمة مهمة ومبشرة فيما خسارته سيكون ضربة قاصمة سيدفع ثمنها الجميع.