نجح ميلان في الأيام الماضية أخيراً في سعيه الحثيث من أجل إقناع النجم السويدي زلاتان إبراهيموفيتش بالعودة والانضمام لصفوفه، صفقة عمل عليها مسؤولي الروسونيري بقوة من أجل تدعيم الفريق في يناير.
ومع وصول إبرا لميلانو، بدأ الحديث عن ماذا سيكون الوضع فيما يخص بقية لاعبي خط هجوم الفريق، وذلك بالنظر للأوضاع الفنية والاقتصادية، وكلاهما ليسا على ما يرام في الموسم الجاري.
Getty Imagesالمدير الفني ستيفانو بيولي يفضل خطة 4-3-3، والتي تفتح المجال لرأس حربة وحيد، وزلاتان إبراهيموفيتش، حتى ولو كان في الثامنة والثلاثين وختام مشواره، لن يكون راضياً بالجلوس احتياطياً، مما يهدد وضعية الثنائي رافائيل لياو وكريشتوف بيونتك.
أما على الصعيد المادي، فعقد إبرا يمتد فقط لستة أشهر قابلة للتمديد، وسيتقاضى فيها قرابة الثلاثة ملايين، مما يعد ثقلاً إضافياً على خزينة النادي المُثقلة بالديون والأزمات، مما يحتم عليه التضحية بأحد الأسماء لموازنة الأمور.
خلال نصف أول للموسم لم يقنع الثنائي بيونتك ولياو رغم الآمال الكبيرة المعقودة عليهما، فالبرتغالي الشاب انضم مقابل 35 مليون يورو الصيف الماضي، ولكن حتى الآن سجل هدفاً وحيداً, وفشل في فرض نفسه على تشكيل الفريق، بينما البولندي الذي كان حديث العالم الموسم الماضي يبدو أن لعنة الرقم تسعة لحقت به وفقد بريقه، إذ حتى الآن هز الشباك في أربع مناسبات فقط.
وتشير التقارير القادمة من إيطاليا أن إبراهيموفيتش بالفعل سيكون المهاجم الأساسي، وأن الفريق سيعمل على التخلص من أحد رأسي الحربة، والحديث يدور حول بيونتك بشكل أكبر، ولكن هل يعد هذا القرار سليماً؟
النجم السويدي قد يعيد الروح في أشهره الستة المقبلة ويقدم إضافة فنية، ولكن في الثامنة والثلاثين ليس مستقبل ميلان أو الحل طويل الأمد لمشاكله، والتضحية بلاعبين شباب واعدين مثل بيونتك ولياو قد تكون غلطة جسيمة فنياً ومادياً.
Gettyلياو عانى في أشهره الأولى كونه لاعب صغير السن قادم من دوري مختلف، وإلى فريق يعاني من أزمة تخبط نتائج وفقدان للثقة، بينما بيونتك أثبت الموسم الماضي أنه يملك حاسة الهداف التي افتقدها ميلان منذ رحيل إبرا قبل ثمان سنوات، وكلاهما كلفا النادي 35 مليون يورو، في وقت لا يملك الروسونيري فيه رفاهية دفع 70 مليوناً وعدم الاستفادة من عوائدها.
حمى زلاتان إبراهيموفيتش لا يجب أن تبهر إدارة ميلان وجماهيره، النظرة يجب أن تكون بعيدة المدى وليس فقط على الموسم الحالي الذي يبدو صعب الإنقاذ، السويدي قد يكون حل ناجح على المدى القصير، ولكن أحد الثنائي لياو أو بيونتك، أو كلاهما، قد يكون هو مستقبل الفريق هجومياً، وقرار التفريط به قد يكون محل ندم وقت لا ينفع الأخير.


