Michael hilal Jorge JesusGOAL AR / Getty

عذرًا ميشايل ديلجادو .. عندما تتحول "الورقة الرابحة" إلى كارثة على رأس الهلال!

لكل شيء "لزمات"؛ كـ"لزمة اللسان" لشخص ما، يعني ترديده لكلمة معينة أو تصرف ما بشكل متكرر.

كذلك لسوق الانتقالات السعودي "لزمة"، نعيش عليها منذ شتاء عام 2022، تحديدًا منذ انضمام الجناح البرازيلي ميشايل ديلجادو للهلال؛ سواء في الصيف أو الشتاء هي متكررة!

بدأت بـ"اللاعب يعاني من اكتئاب في الزعيم ويريد العودة لبلاده"، وقد اعترف هو بنفسه بمروره بفترة صعبة في البداية وشعوره بالغربة، حتى وصلنا إلى رغبة النادي في الاستغناء عنه لأسباب فنية، وامتلاكه عدة عروض برازيلية بالفعل؛ المهم أن اللزمة هي "رحيل ميشايل المحتمل عن الهلال!".

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لكن بقاء ابن بلاد السامبا في القلعة الزرقاء كان يكتب نهاية كل ميركاتو، والآن "لا جديد يُذكر ولا قديم يُعاد"..

التقارير تتحدث تارةً عن احتمالية رحيله، وتارةً عن بقائه، حتى أعلن هو بشكل غير مباشر بقاءه عبر منشور على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي "إنستجرام"، إذ نشر صورته من معسكر إعداد الهلال الحالي في النمسا مع تعليق: "تركيزي منصب على فترة الإعداد للموسم الجديد".

ورغم هذا هناك عدد ليس بالقليل من الهلاليين يرفضون استمراره، فهل اتخذ المدرب البرتغالي جورج جيسوس قرارًا صائبًا باستمراره أم أن الفئة المعارضة على حق؟!

الأرقام ماذا تقول عن البرازيلي؟

Michael Hilal 2024Getty

رغم أن الأرقام ليست عادلة دائمًا إلا أنها يمكنها أن تعطينا لمحة عامة عن الأداء..

بالحديث عن الموسم الماضي، وبالتحديد دوري روشن، شارك صاحب الـ28 عامًا في 33 مباراة، سجل خمسة أهداف، وصنع ستة آخرين، وله 45 تمريرة مفتاحية، وخلق لزملائه 51 فرصة لم تُستغل.

أما عن التسديدات، فله 26 على المرمى، بنسبة نجاح 65%، أما تمريراته فدقتها 80.8%، وله 48 مراوغة ناجحة.

ومن الناحية الدفاعية، قام بـ26 تدخل ناجح، وشتت الكرة ثماني مرات.

رحلة في عقل جورج جيسوس

إن حاولنا فهم كيف فكر المدرب البرتغالي قبل صدور قرار الإبقاء على ميشايل في الموسم المقبل - إن صدقت التقارير -، فمؤكد أن مجهود البرازيلي داخل الملعب هو السبب الأول لهذا وليس إمكانياته..

الجميع يعلم أن ابن بلاد السامبا أقل لاعبي الهلال الأجانب من ناحية المستوى، أو لكي نكون أكثر إنصافًا، ربما يتقاسم هذا اللقب مع مواطنه رينان لودي؛ الظهير الأيسر.

لكن ما يميز ميشايل هو مجهوده الكبير داخل الملعب؛ فهو القادر على تحريك المباريات المغلقة بفضل نشاطه الكبير ورغبته في تقديم كل شيء للفريق بشكل عملي وليس بالأحاديث فقط.

وهي ميزة يحتاجها الهلال كثيرًا في ظل اعتماد غالبية خصومه على الدفاع والخطوط المغلقة.

ميشايل كان ورقة أساسية في تشكيل جيسوس الموسم الماضي بعدما أتيحت له الفرصة، لإصابة البرازيلي نيمار دا سيلفا.

لكن أعتقد في الموسم المقبل، فضل البرتغالي الاحتفاظ به رغم فرصة التعاقد مع بديل وعودة نيمار، ليكون ورقة رابحة على مقاعد البدلاء.

ميشايل تظهر إمكانياته بالفعل عندما يكون ورقة بديلة، فإن لم يقدم هو المطلوب، يكون قادرًا على إحداث استفاقة كبرى في الخط الأمامي ويسهل مهمة زملائه من حوله.

ولكن .. عيوبه أخطر من كل ذلك!

بقدر الفارق الذي يحدثه صاحب الـ28 عامًا بنزوله بديلًا إلا أن عيبه واضح للعيان..

"المبالغة"؛ ميشايل يبالغ كثيرًا في مراوغاته والاحتفاظ بالكرة، بالنظر لإحصائياته في هذا الجانب فلم ينجح إلا في 48 مراوغة من أصل 138 بنسبة نجاح 34.78% فقط!

هذا يكلف الهلال ضياع الكثير من الفرص، فقد أهدر ديلجادو تسع فرص محققة، بجانب أن نسبة الأهداف المصنوعة منه بحسب الفرص التي أتيحت له هي 10.64، في المقابل صنع ستة أهداف فقط!

والأخطر من ذلك أن مبالغته في المراوغات والاحتفاظ بالكرة، يمنح الخصم فرصة العودة بهجمة مرتدة على مرمى الهلال، ولولا جودة لاعبي الوسط والدفاع والحارس المغربي ياسين بونو، لظهر هذا العيب جليًا في الموسم الماضي.

عذرًا ميشايل .. لا مفر!

رغم تلميح ميشايل ببقائه، وحديث التقارير عن استقرار جيسوس على منح رينان لودي فرصة أخرى الموسم المقبل إلا أنه بحسب اللوائح على الهلال الاستغناء عن أجنبي من التسعة في صفوفه، ليصبح العدد ثمانية مع السماح بالتعاقد مع اثنين من مواليد عام 2003 فيما فوق.

لا شك أن أسماء كياسين بونو، سيرجي ميلينكوفيتش سافيتش، مالكوم، روبن نيفيش، أليكساندر ميتروفيتش وخاليدو كوليبالي أسماء لا مساس بها.

المفاضلة محصورة بين ميشايل ولودي، لا بد من رحيل أحدهما كي يتمكن الهلال من قيد البرازيلي نيمار دا سيلفا؛ العائد مؤخرًا بعد فترة غياب لمعاناته من قطع في الرباط الصليبي للركبة.

إن تحدثنا بشكل عام فرحيل ميشايل مرفوض إن قمنا بمفاضلة بينه وبين لودي رينان، كما تحدثنا سلفًا فهو ورقة رابحة على مقاعد البدلاء مع كثرة المنافسة على البطولات.

لكن بالنظر لظروف الأزرق، فمن المفترض أن يرحل ديلجادو رفقة رينان لودي، ويتم قيد نيمار والتعاقد مع ظهير أيسر جديد بإمكانه قيادة الجبهة في ظل تراجع مستوى ياسر الشهراني، الذي سيطر على هذا المركز لسنوات.

خاصةً وأن الهلال يمتلك مالكوم لقيادة الجبهة اليمنى بدلًا من ميشايل، بينما كان يلعب خلف المهاجم في الموسم الماضي.

ومن ناحية أخرى، فبيع ميشايل حاليًا أفضل من الانتظار لنهاية الموسم ورحيله مجانًا في ظل نهاية عقده.

لكن علينا الانتظار لرؤية ما ستؤول إليه الظروف عقب نهاية الميركاتو الصيفي السعودي في الثاني من سبتمبر المقبل!

إعلان