قد يقول البعض أن الحدث الأبرز في كرة القدم خلال القرن الجديد هو فوز الأهلي بلقبين دوري أبطال إفريقيا بينما النشاط في مصر مجمد، أو أن هدف العاشرة من سيرخيو راموس هو اللحظة التي توقف عندها الزمن.
كل مشجع يرى الأمر من وجهة نظره الخاصة، فهناك في ليفربول يرون تلك اللحظة هي رفع لقب الدوري الإنجليزي وفي روما تتمثل في الريمونتادا التاريخية على برشلونة.
لكن بكل تأكيد لو تم تصنيف تلك اللحظات من حيث الأكثر صدمة ستكون لحظة طلب ليونيل ميسي الخروج من برشلونة ضمن أهمهم على الإطلاق.
توابع قرار ميسي الذي لم ينفذه حتى الآن لا تزال مستمرة ليومنا هذا، ويبدو أنها لن تنتهي سوى بتوقيعه على عقد جديد في برشلونة أو على عقود انضمامه لفريق آخر أو حتى بإعتزاله كرة القدم قريبًا.
مؤخرًا خرجت تقارير صحفية لتستمر توابع ذلك الزلزال، وأكدت أن باريس سان جيرمان يريد ضم ميسي في الصيف القادم.
الانباء اشعلها تصريح البرازيلي نيمار دا سيلفا الأخير بشأن رغبته في اللعب من جديد مع ميسي في الموسم المقبل.
بالإضافة للغموض الذي يفرضه باريس سان جيرمان في كل مرة يتم طرح أمر ميسي على الطاولة خلال حوار صحفي لتوماس توخيل المدير الفني أو ليوناردو المدير الرياضي.
Getty/Goalتوخيل يعلق على أنباء انضمام ميسي لباريس سان جيرمان
الوضع المالي المريح لباريس سان جيرمان
لو نظرنا للأمر من جانب مالي، فباريس سان جيرمان بالفعل يعد من أكثر أندية القارة استقرارًا في ذلك الجانب منذ أن طرق الاستثمار القطري أبوابه.
وبالرغم من الصعوبات التي عانى منها الفريق على مستوى الماديات بسبب ضم نيمار ومبابي وتحمل رواتب نجوم الفريق الأول إلا أنه يستمر دائمًا في دعم نفسه بصفقات تساعده على التحسن.
لذلك من المفترض أن يكون باريس سان جيرمان ضمن قلة قليلة من الفرق القادرة على تحمل راتب ميسي، الذي سيكون النجم الأول للفريق بكل تأكيد في ذلك الوقت.
تصريح نيمار
البرازيلي عندما صرح أنه يريد اللعب مع ميسي في الموسم المقبل لم يوضح أمره، ولم يقل إذا ما كان ذلك يعني عودته لبرشلونة أم انتقال ليونيل لباريس.
قال نيمار الكلمة وترك الجماهير ووسائل الإعلام تتهافت لتفهم ما الذي سيحدث في الصيف، وأي الصفقتين أقرب للحدوث؟!
المنطق يقول أن باريس سان جيرمان قادر على ضم ميسي بشكل مجاني مع تحمل راتبه أكثر من قدرة برشلونة على ضم نيمار بقيمة مادية لن تكون قليلة بالنسبة للوضع المادي الحالي داخل جدران النادي، بالإضافة لتحمل راتب البرازيلي أيضًا.
عصر الاحتراف
لو كان ليونيل ميسي في طريقه لمانشستر سيتي في الصيف الماضي فما الذي يمنع أن يحول طريقه لباريس سان جيرمان في الصيف القادم؟
ميسي لاعب محترف في النهاية، يلعب من أجل متعة كرة القدم والأموال التي حصل على الكثير منها بالفعل، ويريد أن ينضم لمشروع يرى فيه النجاح.
وبكل تأكيد لا يوجد أفضل في الوقت الحالي من مشروع باريس سان جيرمان، سوى مانشستر سيتي بالرغم من التخبطات الأخيرة، وبايرن ميونخ وليفربول بعض الشيء.
فريق يحصل على الدوري المحلي في كل موسم، ويتم دعم كافة المراكز التي تحتاج للدعم فيه بشكل مستمر، بالإضافة لوصوله لنهائي دوري أبطال أوروبا في الموسم الماضي، بماذا قد يحلم أي لاعب طموح أكثر من ذلك؟
ثلاثية نارية جديدة أم أحلام أتلفها الهوى
أمام ميسي خيار واضح، لو صحت كل تلك الأنباء باهتمام باريس سان جيرمان سيكون عليه أن يختار بين الانضمام لفريق مستقر في آخر أعوام ميسرته ليضمن ولو نجاح جزئي وبين اختيار البقاء في برشلونة بكل مشاكلة منتظرًا أن يبدأ مشروعًا جديدًا كذلك الذي بدأ قبل 11 عامًا مع بيب جوارديولا، ويهدر بقية أعوام حياته الكروية فقط من أجل هواه وعشقه الأول برشلونة.
فأي الخيارين سيميل لهما ميسي؟ أن ينضم لمبابي ونيمار في هجوم ناري قد يكتسح القارة لعامين أو ثلاثة أم ينتظر أن تتحقق أحلامه في برشلونة!