بعد أكثر بقليل من 24 ساعة من تحقيق المنتخب السعودي للفوز التاريخي على الأرجنتين، قرر منتخب اليابان تقليد منافسه الآسيوي، وتحقيق مفاجأة أخرى في كأس العالم 2022، محققًا فوزًا تاريخيًا على حساب ألمانيا.
حقق منتخب اليابان فوزًا تاريخيًا على حساب منتخب ألمانيا بنتيجة 2-1 في المباراة التي جمعتهما خلال منافسات دور المجموعات في بطولة كأس العالم 2022.
المباراة التي أقيمت عصر الأربعاء على استاد خليفة الدولي، لحساب الجولة الأولى من منافسات المجموعة الخامسة في دور المجموعات من كأس العالم 2022، شهدت مفاجأة جديدة من مفاجآت مونديال قطر.
المنتخب الألماني تمكن من التقدم في النتيجة في الدقيقة 33 بفضل هدف سجله إلكاي جوندوان من علامة الجزاء.
لكن الرد الياباني جاء صاعقًا في الشوط الثاني، حيث تمكن رتسو دوان من تعديل النتيجة في الدقيقة 75، قبل أن يسجل تاكوما أسانو هدف الفوز الياباني في الدقيقة 83 من عمر اللقاء.
وحصد منتخب اليابان بهذه النتيجة ثلاث نقاط هامة في مشواره بالمجموعة الخامسة، التي تضم أيضًا إسبانيا وكوستاريكا.
وبعيدًا عن وضعية المجموعة ومن يمكن أن يصعد، فقد كان ريتسو دوان وتاكوما أسانو هما البطلان لمنتخب اليابان، ونجحا بالفعل في حرف اسميهما في كتب التاريخ، وقدمت صحيفة "ديلي ميل" الإنجليزية بعض المعلومات المثيرة عن "ميسي اليابان" و"الجاجوار" بعد الفوز المثير على ألمانيا.
ريتسو دوان
كان دوان هو الرجل الذي أعاد اليابان إلى المباراة في الدقيقة 75، لأنه ببساطة كان في المكان المناسب في الوقت المناسب لوضع الكرة في الشباك بعد ارتدادها من مانويل نوير.
دوان بدأ مسيرته في جامبا أوساكا، وبعد فوزه بجائزة أفضل لاعب آسيوي شاب في 2016، انتقل إلى جرونيجن الهولندي، قبل أن ينجح آيندهوفن في ضمه في 2019.
وخلال الفترة التي قضاها مع آيندهوفن، تم إرسال دوان الملقب بـ"ميسي الياباني" بسبب مهاراته في المراوغة إلى نادي أرمينيا بيليفيلد ليلعب على سبيل الإعارة، وتمكن هناك بالفعل من هز شباك مانويل نوير خلال هزيمة فريقه أمام بايرن ميونخ.
وفي الصيف الماضي، انتقل دوان إلى فرايبورج الألماني، ولديه بالفعل تطلعات كبيرة للوصول إلى القمة.
وفي أغسطس الماضي، قال دوان في تصريحات لشبكة "ESPN" الأمريكية: "إذا كنت سأقول إنني سعيد، فهذا يعني أنني ألعب مع مانشستر يونايتد أو ريال مدريد أو برشلونة".
وأضاف: "كان هذا حلمي عندما كنت صغيرًا، الشيء السيئ هو أنني لست سعيدًا، لكن الجيد هو أنني لا أكون سعيدًا أبدًا، أريد أن أصبح أفضل وأفضل طوال الوقت".
وتابع: "من الغريب بعض الشيء أنني في الرابعة والعشرين ولعبت مع خمسة أندية بالفعل، ولكن يمكن أن أقول إنها جميعًا أندية رائعة، ولكن إذا كان كل شيء يسير على ما يرام، يجب أن ألعب في نادٍ أكبر، لهذا السبب لست راضيًا".
(C)Getty Imagesوبالتأكيد إذا استمر دوان في تقديم نفس الأداء الذي قدمه ضد ألمانيا، فلن يمر وقت طويل قبل أن تطرق الأندية الكبرى بابه.
تاكوما أسانو
عندما كان يرى في أرسين فينجر، مدرب آرسنال التاريخي، مشروع نجم كبير، لم يعتقد أسانو بالتأكيد أنه سينتظر حتى بلوغه 28 عامًا قبل أن يتم التعرف عليه على المسرح العالمي.
ولكن مع هدف رائع مثل الذي سجله ضد ألمانيا، لا شك في أن نجم بوخوم قد دفع بنفسه إلى النجومية.
أسانو، المعروف بلقب "جاجوار الياباني" بسبب سرعته الكبيرة وقدرته على اصطياد الكرة، يملك العديد من القدرات المميزة عندما تكون الكرة بين قدميه، وكان معروفًا بتقليد الحيوان الضاري عندما يحتفل بالأهداف.
ومع ذلك، كانت هناك شكوك جدية في قدرة أسانو على الانضمام إلى منتخب اليابان في مونديال قطر، حيث تم استبعاده لعدة أسابيع بسبب تمزق في أربطة الركبة، لكنه تعافى بشكل لا يُصدق ليدخل القائمة النهائية.
Gettyمن الغريب أن مشجعي آرسنال لم يتعرفوا على أسانو، حيث قضى اللاعب البالغ من العمر 28 عامًا ثلاث سنوات مع النادي اللندني بعد التوقيع في يوليو 2016، ووصفه فينجر بأنه "مهاجم شاب موهوب ومهاجم جيد جدًا للمستقبل".
بعد فوز اليابان المفاجئ على ألمانيا، انتشرت صور أسانو مع المدرب الفرنسي الأسطوري بسرعة على وسائل التواصل الاجتماعي.
ومع ذلك ، نظرًا لمشكلة في تصريح العمل، لم يتمكن أسانو من لعب ولو مباراة واحدة حتى مع آرسنال.
بدلاً من ذلك، أمضى عامين على سبيل الإعارة في شتوتجارت، ثم فترة مؤقتة أخرى مع هانوفر قبل أن ينتقل بشكل دائم إلى بارتيزان بلجراد.
وعلى الرغم من تسجيله 22 هدفًا في 56 مباراة، اختار النادي الصربي عدم تجديد عقده وعاد إلى ألمانيا، ووقع مع بوخوم في صفقة انتقال حر.
في الواقع، كانت حالة أسانو سيئة بسبب معاملة بارتيزان له.،وجاء في بيان رسمي على موقع اللاعب على الإنترنت: "بعد معاناة لبعض الوقت، ليس لدي خيار آخر سوى اتخاذ هذا القرار الصعب لأنني لا أشعر بالاحترام من قبل النادي".
وأضاف: "لقد فشل النادي باستمرار في دفع راتبي ونفقاتي في الوقت المحدد، وكان أقل من واضح في استجابته لطلباتي المتكررة".
واختتم: "يؤلمني أن أضطر لمغادرة النادي في ظل هذه الظروف المؤسفة، لأن بارتيزان كان ناديًا مهمًا في مسيرتي الكروية".
وبعيدًا عن فترته العصيبة في صربيا، فإن أداء أسانو في كأس العالم قد يعيد الأندية إلى الاهتمام باللاعب من جديد في المستقبل.