هل توقعتم يومًا أن يتحد جمهور الأهلي والزمالك ضد شخص واحد؟، هل تخيلتم أن يحتفل جمهور الفريقين في لحظة واحدة، لسماع الخبر نفسه؟، الطرفان دائمًا من يتخذان الطريق المعارض للآخر، حتى أنه إذا هاجم أحد الأطراف شخص ما، فالطرف الآخر يشيد به نكاية في الأول فقط ليس أكثر، حتى ولو كان الأمر متعلقًا بالمنتخب المصري، ستجد اختلافات وسط الأفراح وشد وجذب، لكن بالأمس كانت الأفراح عند الأهلاوية والزمالكاوية، أفراح على غير العادة..
"الاتحاد المصري لكرة القدم يعلن إقالة حسام البدري من تدريب المنتخب الوطني الأول" نبأ كان كفيلًا لنشر البهجة في الوسط الرياضي المصري، بهجة لا تشوبها شائبة اختلاف بين الجماهير، نجح البدري في توحيد القطبين بالفعل!
اقرأ أيضًا | إقالة أغنى عاطل في مصر .. ردود أفعال رحيل حسام البدري
لكن ماذا اقترف حسام البدري خلال مسيرته كي يتوحد الجميع ضده؟!
ربما تظن أن الأمر متعلقًا فقط بفترة قيادته للفراعنة، لكن الأمر يعود لسنوات للوراء..
بداية وفعليًا فترة قيادته لمنتخب مصر وحدها كانت كفيلة لهذا التوحيد، لا روح، لا شخصية، لا شكل، لا أداء فني، لا يوجد أي شيء فني أضافه البدري لأداء المنتخب خلال الفترة الماضية.
يتحدث البعض عن عدم تلقي الفراعنة أي هزيمة في عهده، ونجاحه في التأهل لكأس أمم إفريقيا المقبلة، وكأن الصعود للكان أصبح إنجازًا على المنتخب الذي هيمن على القارة السمراء لسنوات من 2006 إلى 2010!!
عد إلى الاستديوهات التحليلية في المباريات التسع التي خاضتها مصر في عهد البدري، لا يوجد كلام فني يمكن أن يُقال، فقط علامات استفهام من الضيوف وعدم فهم لطريقة البدري التكتيكية وتفكيره وتدخلاته أثناء المباريات.
حالة عشوائية في الملعب وتحركات فردية من اللاعبين، إذا كان الفريق دون مدرب في هذه الفترة، فمؤكد أن الفراعنة سيظهرون بصورة أفضل مما ظهروا عليها في عهد البدري.
اقرأ أيضًا | عاطلون وموقوف وصاحب إنجاز منبوذ .. من يكون مدرب منتخب مصر الجديد؟
لكن قبل فترة المنتخب وهناك رفض كبير لوجود البدري من قبل جماهير الكرة المصرية كافة، حتى جمهور الأهلي، الذي هو ينتمي له كلاعب وكمدرب وحقق معه البطولات، فلماذا؟
كراهية جمهور الزمالك للبدري طبيعية للغاية، فهو لاعب أسبق بغريمهم التقليدي ومدربه الأسبق الذي حقق معه لقب الدوري المحلي ثلاث مرات ولقب دوري أبطال إفريقيا مرة والسوبر الإفريقي مرة.
بخلاف ذلك، واجه البدري الزمالك وهو مدرب 11 مرة، فاز في ست منها، وتعادل في ثلاث، وخسر مباراتين فقط، إحصائية كفيلة لغرس الكراهية في قلوب مشجعي القلعة البيضاء.
لكن قصة البدري مع جمهور الأهلي أكبر من ذلك، هناك رفض تام له في كل مرة خلال الثلاث فترات التي قاد بها الشياطين الحمر، فبخلاف الاعتراض على تفكيره الفني وطرق إدارته للمباريات، هناك سببين بعيدين عن الأمور الفنية..
نجاح أي مدرب متوقف على علاقته بلاعبيه، وخاصةً اللاعبين الكبار في فريقه، لكن علاقة البدري كانت سيئة للغاية مع كبار الأهلي، فهو من لم يحترمهم بالقدر الكافي، ولم ينجح في احتوائهم في فترات بقائهم على مقاعد البدلاء، بل أن الأمر كان يتطور لتصرفات قد تكون مهينة في بعض الأوقات، كمواقفه الشهيرة مع عماد متعب على سبيل المثال، وتعمده إظهاره بصورة سيئة أمام الجماهير.
لا يخفى على أحد أن البدري كذلك كان أحد أسباب اعتزال الزئبقي محمد بركات رغم قدرته على البقاء في الملاعب لفترة أطول وفقًا للأداء الذي كان يقدمه قبل الاعتزال.
يظن البدري أن تصريحاته التي يؤكد فيها كل مرة أنه لا يهمه سوى مصلحة الفريق فقط بعيدًا عن الأسماء أن الجمهور سيحترمه لأجلها، لكن حقيقةً أن الجمهور نفسه لا يحترم من لا يحترم نجومه، قد يعترض على إشراكهم في المباريات، لكن لن يقبل بأن يخرج مدرب فريقهم للحديث بطريقة غير لائقة عنهم بطريقة غير مباشرة.
السبب الثاني لحالة الرفض التام للبدري هي عبوسه الدائم "تكشيرته الشهيرة" التي لا تفارق وجهه، والتي اشتهر بها في الكرة المصرية، عبوس يواجه به لاعبيه والحكام وكل شخص، طوال الـ90 دقيقة العبوس لا يفارقه بطريقة مبالغ فيها، جعلت هناك نفورًا بينه وبين الجمهور المصري العاطفي الفكاهي، الذي يسخر من مشاكله في أصعب الأوقات، فما الذي يجبره على مشاهدة مدرب يعبس طوال الوقت فائزًا كان أم خاسرًا؟!
من سلط الجمهور على البدري؟ هذا ما اقترفت يداك طوال مسيرتك، حاربت نجوم الأهلي في أواخر مسيرتهم، والآن الجمهور يرد لهم حقوقهم، فلا تلومن إلا نفسك.