30 مباراة لإنهار انتظار دام 30 عامًا.. هذا هو الواقع الذي يعيشه ليفربول لمعانقة لقب الدوري الإنجليزي الممتاز للمرة الأولى بالمسمى الجديد، إذ يُهيمن الفريق على صدارة البطولة بـالعلامة الكاملة بـ8 انتصارات من 8 مباريات وبفارق 8 نقاط عن أقرب ملاحقيه وحامل اللقب في آخر موسمين مانشستر سيتي.
سينهي ليفربول هذا الانتظار إن تعامل مع المباريات الـ30 المقبلة مثلما تعامل مع الـ30 مباراة الأخيرة، حين فاز بـ25 منها.
في الواقع فاز ليفربول بـ 32 من آخر 37 مباراة، وحقق الفوز في آخر 17 مباراة، وتعرض للهزيمة مرة واحدة فقط في 47 محاولة. وخسر 11 نقطة فقط في 37 مباراة الماضية.
من الناحية الفنية فالبطولة خرجت من يد مانشستر سيتي، فالأخير قد يفوز على ليفربول في المباراتين هذا الموسم، لكنه حتى إن حقق ذلك لن يكون بمقدوره اللحاق بالريدز، وبالتالي إن خرج ليفربول سالمًا من تلك المباراتين فاللقب سيكون بنسبة كبيرة في الأنفيلد روود.
Getty Imagesليفربول بات يمتلك كل ما يلزم لتحقيق الفوز، لو كان مستعصيًا عليه من اللعب المفتوح، فسيتعين هنا بسلاح الكرات الثابتة "الميتة" وتكتيكات كلوب المميزة فيها، مثل هدف ألكسندر أرنولد في تشيلسي في نهاية الشهر الماضي.
أضاف ليفربول إلى مصادر قوته سلاح الضربات الثابتة، فمنذ بداية الموسم الماضي سجل 35 هدفًا من الكرات الثابتة، وهو ما لا يقل عن سبعة أهداف أكثر من أي فريق آخر.
ليفربول لا يزال بحاجة إلى لاعب وسط مبدع
كان أداء ليفربول طوال عام 2019 جيدًا إلى درجة أن دعوات يورجن كلوب للتعاقد على صانع ألعاب قد اختفت، لكن الفوز الضيق للجولة الثانية على التوالي، هذه المرة على ليستر، أكد من جديد حاجته إلى لاعب خط وسط مبدع (شيء ينقصه منذ رحيل فيليب كوتينيو).
سيضع ليفربول على قائمة أولوياته في يناير المقبل لاعب من نوعية كوتينيو، لاعب يمكنه تقديم استراتيجية تكتيكية مختلفة تمامًا عندما لا تعمل الخطة A ليورجن كلوب.
يُركز ليفربول جهوده الهجومية على الأطراف نظرًا لغياب صانع الألعاب الحقيقي في العمق، وهو ما توضحه خريطة الهجوم أمام ليستر أدناه.
مناطق هجمات ليفربول أمام ليستر سيتي
ولجأ برندان رودجرز على إغلاق الأطراف على ليفربول من خلال تثبيت أظهرته وتعليماته لهم بعدم التقدم، فعاني ليفربول كما عانى أمام شيفيلد في الجولة قبل الأخيرة، لكنه من حسن حظه خرج بالنصر في المباراتين، لذلك هناك خطر في الأفق بأن ليفربول لن يقف الحظ بجانبه دائمًا بهذا الأسلوب الهجومي الواحد.
وبات ليفربول بحاجة للاعب وسط مهاجم يستطيع اللعب خلف الخطوط، وهو غير متوافر في الثلاثي الحالي في وسط ملعب ليفربول، وهذا اللاعب يمكنه إجبار الفرق التي تتكتل في الخلف على ترك مساحات بشكل مباشر أو غير مباشر وتنويع مصادر الهجوم.
هناك أكثر من اسم يُمكنه أن يخدم ليفربول في هذا الصدد إن وقع معه في يناير المقبل، مثل نجم وسط أستون فيلا جاك جريليش، أو نجم وسط ليستر سيتي جيمس ماديسون "أفضل صانع للفرص في أوروبا الموسم الماضي".