mostafa mohamed 2021goal

خاص | مصطفى محمد .. من خطر الظهير الأيمن وبكاء الإعارة إلى التألق في تركيا

بين ليلة وضحاها، لا يعرف أحد كيف؟ ومتى؟، أصبح للمصريين لاعبًا آخر في ملاعب أوروبا، تتغنى به الصحف، بعدما نبح صوته في القاهرة طوال عدة أشهر، مطالبًا بإطلاق سراحه لكتابة التاريخ في القارة العجوز، حتى نال مطلبه، ولم يستغرق الكثير من الوقت، ليثبت أنه كان على حق، لم يحتاج لفترة للتأقلم ولم يخرج علينا مرددًا العبارات التي كنا نسمعها في الماضي من لاعبينا، ما بين "اللغة عائق أمامي"، ومرات "أحتاج فقط لفترة للتأقلم، لأن أسرتي بعيدة عني"، وغيرها من العبارات التي اعتاد الجمهور المصري على سماعها من بعض اللاعبين في الماضي عند الخروج للاحتراف..

حتى وجدناه في الملعب بعد أقل من 24 ساعة من وصوله لتركيا، نعم!، والغريب أنه سجل هدفًا، وتوالت أهدافه على مدار أربع مباريات متتالية، ليصير أول لاعب مصري يسجل في أربعة لقاءات متتالية من بين كافة من سبقوه في عالم الاحتراف.

والآن نحن أمام رحلة جديدة من رحلات النجاح، تكتب بأحرف من ذهب، بطلها هو النجم المصري مصطفى محمد، الذي استطاع أن يقلب الموازين في تركيا خلال أيام معدودة، بعد انضمامه إلى جلطة سراي على سبيل الإعارة من نادي الزمالك، ليبدأ رحلة تحقيق أحلامه وكتابة النجاح.

صعوبات ومواقف كثيرة مر بها المهاجم صاحب الـ23 عامًا، الشهير بـ"الأناكوندا"، حتى أصبح حاليًا مهاجم مصر الأول، ومرشح بقوة ليحقق نجاحات كبيرة، حتى أصبح البعض يتنبأ له أن يكون "خليفة محمد صلاح في الملاعب الأوروبية".

ورغم البداية السريعة في ملاعب تركيا إلا أنه واجه مؤخرًا بعد العراقيل، ما بين إيقاف من لجنة الانضباط لحصوله على الكارت الأحمر، وأخرى لغيابه عن التهديف لخمس مباريات متتالية، وأخيرًا غيابه مباراتين لإصابته بفيروس كورونا، لكنه أخيرًا عاد بالأمس ليزور الشباك من جديد بهدف في مرمى أنطاليا سبور، رغم مشاركته لـ26 دقيقة فقط.

أرقام مصطفى محمدgoal

لم تكن الرحلة سهلة على الإطلاق، لم يكن نجاحه في ملاعب المستديرة سريعًا كما كانت انطلاقته في أسطنبول، بل على العكس تمامًا، في السطور التالية تأخذكم النسخة العربية من موقع "جول goal" للعودة لسنوات للوراء، في تقرير خاص، بحثًا في أسرار مشوار مصطفى محمد في الملاعب قبل أن يعرفه الجمهور نجمًا للزمالك أولًا ومن ثم نجمًا لجلطة سراي، ننقلها لكم عبر تصريحات خاصة لنا من مدربيه السابقين وزملائه..

البداية كادت أن تحرم مصر من مهاجمها الأول حاليًا

"حسين" الصديق المقرب لمصطفى، والذي كشف عنه في حوار سابق مع الإعلامي "إبراهيم عبد الجواد"، هو من كان يرافقه في الملاعب، ومن كان أول مشجعًا له، فكان يصطحبه إلى نادي "مزارع دينا"، وبعد فترة إلى وادي دجلة، ليجد الكابتن يحيى فارس، مدرب الناشئين وقتها، ورئيس مجلس إدارة نادي البطل الأولمبي الحالي، يستقبله بكل ترحاب، مقتنعًا أنه سيكون له شأن كبير في الكرة المصرية، ليتحدث عن أبرز الذكريات التي جمعته بلاعب جلطة سراي الحالي..

Mostafa MohamedGoal AR

يحيى فارس قال خلال حديثه مع "جول": "مصطفى محمد كان يلعب في مزارع دينا، وانضم إلى وادي دجلة رفقة 5 لاعبين بصفوف مزارع دينا، بالإضافة إلى عدد من اللاعبين، أبرزهم هشام شعبان الذي يلعب في ناشئين الأهلي حاليًا، ومحمد عبد السلام مدافع الزمالك، وأحمد مصطفى لاعب الإسماعيلي، وكانوا لاعبين رائعين، ومصطفى كان يلعب بنسبة 95% من مباريات الفريق خلال 5 سنوات قمت بتدريبه فيها".

لم يكن تألق مصطفى محمد في البداية في مركز المهاجم فقط، فقد كان جوكرًا، قد تتوقع أن كونه جوكر في الهجوم، يعني أنه إما أن يكون مراكزه الأخرى صانع ألعاب أو جناح أو لاعب وسط مهاجم على الأكثر، لكن الغريب أنه كان يتم الدفع به كظهير أيمن، ليس فقط في مباراة أو اثنين، لكن في عدد كبير من المباريات!

يضيف يحيى فارس: "لعب معي في وادي دجلة في مركزي الظهير الأيمن والمهاجم، وهي المراكز التي لعب فيها مع نادي الزمالك بعد ذلك، وبعدما تركت الفريق، استمر مع كابتن ياسر عزت لاعب منتخب مصر السابق ثم أشرف يوسف نجم الزمالك السابق، وبعدها رحل ولا أعرف السبب".

Mostafa MohamedGoal AR

وصل للعالمية صغيرًا

 ربما ضاع حلم مصطفى محمد في 27 نوفمبر 2020 باللعب في كأس العالم للأندية قطر 2020، بعدما خسر لقب دوري أبطال إفريقيا في نهائي القرن أمام الأهلي، لكن ما لا يعلمه الكثيرون أن صاحب الـ23 عامًا، سبق له أن لعب في مونديال أندية من نوع خاص، وقتما كان ناشئًا في دجلة

يخبرنا يحيى فارس: "مصطفى لعب معي بنادي وادي دجلة كأس العالم للأندية بإسبانيا، التي نظمتها إحدى شركات السيارات الألمانية الشهيرة "فولكس فاجن"، على هامش كأس العالم 2010 بجنوب إفريقيا، ولعبنا أمام سانتوس البرازيلي وأياكس الهولندي والعين الإماراتي ونادي روسي، ولعب معي أساسيًا في هذه البطولة وقدم مستوى مميز للغاية كعادته.

مدرب ناشئي دجلة السابق، أردف: "مصطفى محمد وهشام شعبان ومحمد عبد السلام وأحمد مصطفى رحلوا عن نادي وادي دجلة مجانًا بعدما رحلت عن تدريب الفريق، وانضموا لصفوف المنتخب بعد ذلك".

واختتم: "مصطفى أفضل لاعب مصري يلعب بالرأس، وأرى أن رحيله عن وادي دجلة خطوة رائعة في مسيرته، لأنه انضم لصفوف منتخب مصر بعد ذلك".

رُغم أهلاوية والده..

في إحدى الحلقات القديمة للإعلامي "مدحت شلبي"، عبر قناة "نايل سبورت"، كشف والد مصطفى محمد أنه ينتمي للأهلي، لكن رُغم ذلك، اتبع الصبي الصغير صديقه المقرب "حسين"، الذي كان مشجعًا متعصبًا للقلعة البيضاء، وهنا لعب القدر دوره، ففي اللحظة التي علم بها باستغناء دجلة عنه مجانًا، دون أسباب واضحة رغم تألقه معه، كان يجري الزمالك اختبارات الناشئين، وعلى الفور اصطحبه "حسين"، وتم قبوله في ناشئين الفارس الأبيض..

"لم نكن نتوقع تألقه"، هكذا لخص محمد صلاح "بولا"؛ مدربه آنذاك في دجلة، سبب الاستغناء عن مصطفى مجانًا..

مصطفى محمد

قال صلاح في تصريحاته: "مصطفى انضم لناشئين وادي دجلة وعمره 11 عامًا، واستمر معنا حتى سن 15، وكان متألقًا ويسجل ويلعب أساسيًا طول الوقت بكل تأكيد، ولكن لم نتوقع له هذا التألق، كنا نعلم أنه يستطيع اللعب في أندية الممتاز، لكن الاحتراف، لم نتوقع أن يكون مهاجم مصر الأول".

وأردف مدرب ناشئين وادي دجلة السابق: "كان هناك لاعبون معه في نفس الفريق وقتها نتنبأ لهم التألق وهم محمد عبدالسلام مدافع الزمالك الحالي، وأحمد مصطفى لاعب الإسماعيلي".

وأضاف: "بعد رحيلي بعام، غادر وادي دجلة وعدت أنا بعد ذلك، وكان عند مواجهة دجلة وهو متواجدًا في صفوف الزمالك، يسجل في مرمانا، انتقاله للزمالك لعب فارق كبير في مسيرته، تطور بشكل قوي".

طوق النجاة

قد يكون مصطفى قد قبل الدفع به في مركز الظهير الأيمن في وداي دجلة، لكن لم يقبل بهذا الوضع كثيرًا، فبعدما تم قبوله في اختبارات الزمالك، وقتها قرر خلع عباءة الظهير، ويرتدي العباءة التي تليق عليه تمامًا، وقرر ورفض التراجع عن قراره، حتى ولو كان الأمر سيكلفه الرحيل عن الزمالك..

ظروف صعبة واجهت مهاجم جلطة سراي الحالي في بداية مشواره مع الفارس الأبيض، ولكن جاء من يساعده وينقذه من اللعب في مركز غير الذي يجيده، ألا وهو الكابتن حسن بصري، الذي اكتشفه في اختبارات القلعة البيضاء، والذي تحدث لـ"جول"، قائلًا: "مصطفى منذ بدايته ويتمتع بقوام ممتاز للاعب كرة القدم، ويتميز على الجانبين المرونة والرشاقة، ويتقن جدًا لعب الكرات العالية، ومنذ صغره كان هدفًا".

Mostafa MohamedGoal AR

وعن واقعة إنقاذ مسيرته، قال بصري: "مدحت عبد الهادي له دورًا كبيرًا معه في بداية اللاعب، ولكن في البداية كان غير مهتم به، ولم يشركه في أول 4 أو 5 مباريات بصفوف الناشئين، ولكني تحركت وطلبت من كابتن مدحت بمنح مصطفى فرصة للعب كمهاجم وليس كظهير أيمن، وبعدها أصبح هداف الفريق في كل المواسم".

وواصل: "كنا نتحدث مع المسؤولين، حتى حصل على فرصة للإعارة لأندية أخرى، وبعد عودته، أطلقت عليه البلدوزر وسيكون مثل النجم الكبير عمرو زكي الذي أعطى الكثير لنادي الزمالك، ولكني أرى أن مصطفى تفوق عليه".

واستطرد قائلًا: "أتذكر واقعة كابتن مدحت عبد الهادي عندما كان يريده أن يلعب في مركز الظهير الأيمن، ولكني تدخلت في الأمر وطالبت بأن يلعب في مركزه الأصلي كمهاجم، وإذا لم يثبت وجوده لك الحرية في اللعب بأي مركز آخر، وحينما حصل على الفرصة أثبت وجهة نظري.

"كنت أتابع مصطفى محمد في كل مراحله، وعندما حصل الفرصة للعودة إلى نادي الزمالك مرة أخرى، أثبت وجهة نظرنا وأتوقع له بأنه سيستمر ويحترف أوروبيًا، وسيصل إلى صورة تقارب محمد صلاح نجم ليفربول الحالي".

وتذكر حسن بصري أحد أهداف مصطفى الرائعة، حيث قال: "أتذكر له مباراة أمام إنبي الذي كان يمتلك فريقًا قويًا في الناشئين، أحرز 3 أهداف، منهم هدف برأسه كان رائعًا للغاية، ولكن للأسف لم يتم تصوير تلك المباريات، والهدف الذي أعتز به هو هدفه في مرمى الأهلي مع الفريق الأول، باللقاء الذي انتهى لصالح الفريق الأبيض بثلاثية مقابل هدف".

"كان دائم الحصول على المكافآت .. وضعها في الشراب ذات مرة"

في اختبارات الناشئين بالقلعة البيضاء، لم يكن حسن بصري وحده من قابله، إنما كان هناك حسام عبد المنعم، وطارق السيد، الثنائي الذي قدم له دعمًا كبيرًا، وتحديدًا الثاني الذي أكمل معه فترة ليس بقصيرة مدربًا له.

يخبرنا طارق السيد عن هذه الفترة: "منذ النظرة الأولى، اللاعب يكون واضحًا أنه قادر على تقديم شيء، وظهر ذلك على مصطفى محمد، وكان يحتاج فقط مدرب مميز لتسخير هذه الإمكانيات من أجل إفادة الفريق، وهو ما فعله مصطفى بالفعل.

"كان دائمًا ما يحصل على المكافآت التي نضعها له من أجل التحفيز للتسجيل أمام الفرق الكبيرة مثل الأهلي والإسماعيلي وغيره، وكان دائم الحصول عليها، في ذات مرة حصل على المكافأة داخل الملعب ووضعها في الجوارب (الشراب)".

Mostafa MohamedGoal AR

وعن فترته في الناشئين كان يجب أن نتوجه بالسؤال إلى واحد من اللاعبين الذين تواجدوا معه في فترة طويلة، وهو عمر صلاح؛ حارس مرمى الزمالك السابق وسموحة الحالي.

وقال عمر صلاح في تصريحاته: "مصطفى محمد منذ تواجده في الناشئين، وكان واضحًا للغاية أنه يرغب في تحقيق شيء وقتها، وهو قادر بالفعل على أن يكون مثل محمد صلاح، يمتلك الكثير من الإمكانيات وانطلاقته رائعة مع جلطة سراي".

تصعيده للفريق الأول وصراع البقاء

Mostafa MohamedGoal AR

إعارات لأسباب إدارية

بعد أن تم تصعيده لأول مرة للفريق الأول بالزمالك تحت قيادة البرتغالي جايمي باتشيكو في عام 2014، ثم للمرة الثانية مع أحمد حسام "ميدو" حينما كان مدربًا للزمالك، لم يجد مصطفى محمد فرصة من أجل اللعب أساسيًا، خاصةً وأن الثاني كان يصر على الدفع به كظهير أيمن، كون الأبيض وقتها مقيدًا في صفوفه خمسة مهاجمين، حتى وصل الأمر بأن اللاعب رفض اللعب في إحدى المباريات في ظل إصرار من ميدو على رأيه.

وكانت المرة الثالثة التي يتم تصعيده فيها، جاءت بعد تألقه مع منتخب مصر للشباب تحت 20 عامًا، وذلك بناء على رغبة من جانب المدير الفني وقتها محمد حلمي في عام 2016، ولكنه لم يحصل على فرصة المشاركة، حتى رحل محمد حلمي وتم التعاقد مع البرتغالي أوجوستو إيناسيو، وهنا واجهت اللاعب أزمة أخرى.

الأزمة كانت متمثلة في الاستمرار مع الزمالك، حيث كانت الرغبة داخل الإدارة وقتها هي أن يخرج مصطفى محمد على سبيل الإعارة لأندية بالدوري المصري الممتاز..

في بعض الأحيان، لم يكن قرار خروج مصطفى محمد خلال فترات الإعارة المختلفة قرارًا فنيًا، ولكن تدخلت الإدارة في بعض المناسبات، وهذا ما حدث مع إيناسيو مدرب الزمالك الأسبق والذي كشف كواليس إعارة مصطفى محمد وقتها.

وقال إيناسيو، لـ"جول": "مصطفى محمد لم يعمل معي كثيرًا، كان شابًا في سن الـ20 أو أقل، ولكن خروجه على سبيل الإعارة وقت قيادتي ليس لي علاقة به، كان قرارًا إداريًا من الأساس، وآمل لمصطفى محمد أن يستمر في أدائه الرائع والتطور، وأيضًا يستطيع إفادة المنتخب المصري كثيرًا".

كاد أن يبكي .. دموع مصطفى من أجل الإعارة

فترة لم تدم طويلًا للمونتنيجري نيبوشا يوفيتش في قيادة الزمالك، حيث تولى في أغسطس 2017 حتى يناير 2018، في 18 مباراة فقط، ظهرت خلالها سقوط الأبيض في أكثر من مناسبة، ولكن عن مصطفى محمد، فقد خرج وقتها في فترة إعارة لفريق طنطا، فهل كان قد وافق المدرب الأجنبي على ذلك؟ هذا ما أوضحه نيبوشا خلال تصريحاته ..

نيبوشا

"كاد أن يبكي من أجل الخروج" .. هكذا تحدث نيبوشا، وقال المونتينيجري: "رأيته في التدريب الأولي لي مع الزمالك، فوجئت بإمكانياته الكبيرة، ولم أقم بمناقشة عرض الإعارة بعد رؤية إمكانياته ، ولكن ذات صباح حضر لي يطلب الخروج للإعارة إلى طنطا".

وتابع نيبوشا عن تفاصيل طلب مصطفى محمد للإعارة: "عادة لا يرغب اللاعبون الشباب في الخروج من الأندية الكبيرة على سبيل الإعارة تمسكًا بالفرصة التي قد يحصلون عليه، ولكنه كاد أن يبكي من أجل الإعارة، فتمنيت له التوفيق، وبالفعل كان على حق وتألق بشدة في مبارياته الأولى مع طنطا".

الانتقال إلى فرق أخرى للبحث عن الذات

وانتقل مصطفى محمد للعديد من الفرق، بحثًا عن إثبات الذات، والتأكيد على أنه يستحق التواجد بالتشكيل الأساسي لنادي الزمالك والمنتخب المصري الأول، حيث انضم إلى الداخلية في عام 2016 لمدة عام واحد.

ثم بعدها إلى طنطا، وهي التجربة الأكثر نجاحًا له خارج الزمالك، ثم طلائع الجيش، ليعود بعدها إلى نادي الزمالك ويقود هجومه، ويصبح هداف مصر الأول، ومهاجم الفراعنة.

"كسر الباب نصين" .. مصطفى محمد يعشق التدريبات

"كان يحب التدريبات للغاية .. كنت أعمل معه على تدريبات منفردة عقب كل مران جماعي"، هكذا تحدث خالد عيد؛ المدير الفني السابق لطنطا وقت تواجد مصطفى محمد في صفوف أبناء السيد البدوي على سبيل الإعارة من الزمالك.

Mostafa MohamedGoal AR

وأضاف خالد عيد في تصريحاته: "كنت أعمل معه دائمًا عقب المران الجماعي على تدريبات منفردة خاصًة في التدريب على العرضيات وضربات الرأس لتطوير هذه الميزة فيه".

وتابع المدير الفني الحالي لغزل المحلة: "ذات مرة حضر مصطفى محمد متأخرًا للمران، وكنت أعاقب المتأخر وقتها بعدم مشاركته في التدريبات، ويقوم بإغلاق غرفة خلع الملابس، ولحبه في التدريبات قام بكسر الباب، حرصًا منه على التواجد بين زملائه".

واختتم خالد عيد تصريحاته قائلًا: "مصطفى محمد قادر أن يكون محمد صلاح جديد، لديه إمكانيات قوية وبنيان جسماني قوي، ويطور من نفسه كثيرًا وهو ما يساهم في اقترابه من تحقيق إنجازات كبيرة في الفترة المقبلة".

منذ أول وهلة .. سيكون هداف مصر الأول

خلال موسم 2016-2017، انتقل مصطفى محمد من نادي الزمالك إلى طنطا على سبيل الإعارة، وهي كانت أحد أهم الخطوات في مسيرته الكروية، شارك وقتها في 23 مباراة، وسجل ستة أهداف، وصنع هدف وحيد

وهنا يحدثنا مدربه في طنطا وقتها أسامة عرابي عن ما قدمه المهاجم الشاب: "منذ أول وهلة أظهر أنه لاعب مميز، ويمتلك إمكانيات رائعة، وذكرت منذ أول يوم توليت فيه تدريب طنطا أنه سيكون مهاجم مصر الأول، بالرغم من أنه كان يبلغ من العمر 19 أو 20 فقط عامًا وقتها".

وتابع: "كنت أقوم بتدريبه بشكل طبيعي مثله مثل زملائه، ولكن كنت حريصًا على تقديم له شيء خاص ومميز بعد نهاية التدريبات الجماعية، ولكن بخبرته وإمكانياته أصبح يطور من نفسه حتى وصل إلى أن يصبح مهاجم مصر الأول مثل محمد صلاح، ويسير بشكل جيد في تركيا بالإضافة إلى فريقه السابق الزمالك، وسيكون أفضل مع مرور الوقت.

"في مباراة سجل 3 أهداف بالرغم من خسارتنا بسداسية مقابل 3، وهو هداف بالفطرة، وهو لاعب كبير وأتوقع له الكثير".

Mostafa MohamedGoal AR

نقطة تحول في مسيرته .. وكيف تطور؟

من حسن حظ مصطفى أنه ورغم أنه من الخارج يبدو أنه انتقل من فريق كبير إلى فريق أصغر، بالرحيل عن الزمالك إلى طنطا إلا أنه الأخير كان يمتلك ما لا يمتلكه الفارس الأبيض وقتها ألا وهو منصب "المحلل الفني"، الذي يساهم بشكل كبير في تطور اللاعبين، وتحليل أداء كل لاعب على حدى، وتنمية نقاط القوة لدى كل لاعب، وهذا ما فعله  محمود عبد الرحمن؛ المحلل الفني السابق لأبناء السيد البدوي والحالي لفريق غزل المحلة..

عبد الرحمن قال: "جاء لنا في طنطا وهو كان يريد الاستمرار مع الزمالك، وكان يبكي حتى أقنعوه بالانتقال إلى طنطا، وجاء معه التونسي سيف الدين الجزيري، فقولنا منذ البداية أننا نريد استغلال تميزه في ضربات الرأس".

وتابع: "قمنا بإدخال الظهير الأيمن رضا العزب، الذي كان يرسل عرضيات على رأس مصطفى محمد ونجحت الخطة وقتها، واستطاع تسجيل 5 أهداف من نفس الطريقة، وكان مميزًا للغاية في هذا الأمر، وكنا دائمًا ما نقم بتدريبه على هذه الكيفية في تسجيل الأهداف، واستطعنا أن نطور من تلك الميزة".

الشخصية القوة التي يتمتع بها مصطفى حاليًا ويشيد بها الكثيرون، لم تكن وليدة اللحظة، إنما كانت تميزه منذ صغره، فرغم أنه ربما كان أحد أصغر لاعبي طنطا، لكنه كان أكثرهم حرصًا على الفوز، فلم يكن يقبل الهزيمة.

محلل أداء طنطا السابق أردف: "كان يمتلك شخصية قوية جدًا، أتذكر في مباراة طنطا أمام الأهلي، وكان الأخير متقدم بهدف، واستطاع مصطفى محمد أن يسجل هدف التعادل لأبناء السيد البدوي، وبعدها أمسك بالكرة سريعًا وتوجه إلى منتصف الملعب، حرصًا منه على تحقيق فريقه الفوز، خاصة وأن الفريق وقتها كان يصارع الهبوط، ويلعب بروح عالية جدًا".

وواصل: "مصطفى كان نجم فريق طنطا، وكان أساس الهجوم مبني عليه، وكان دائمًا يأتي مبكرًا في المباريات، وفي مباراة بتروجيت ظل يتدرب في الإحماء على التسديد، وبالفعل استطاع أن يسجل هدفًا عن طريق تسديدة من مكان بعيد وكانت تسديدة قوية جدًا".

إذا كان لديك محلل للأداء فعليك استغلاله أفضل استغلال، وهذا ما كان يفعله مصطفى مع محمود عبد الرحمن: "طنطا كانت طفرة كبيرة له، وكانت أحد أهم محطاته، كان مصطفى يطلب مني معرفة من هو المدافع الأقل في المنافس، لكي يتمكن من الضغط عليه وقطع الكرات منه واستغلال أخطائه، مصطفى محمد أفضل مهاجم تعاملت معه في كل الفرق التي عملت بها".

الأناكوندا .. من أين جاءت؟

أكد مصطفى محمد نجم جلطة سراي التركي، أن لقب الأناكوندا الأقرب إلى قلبه في الوقت الحالي، من أين جاء هذا اللقب؟ ..

بلال علام المعلق المصري المميز الذي أطلق عليه لقب الأناكوندا، قال في تصريحاته عن سبب هذه اللقب: "لأن في شبه كبير من ثعبان الأناكوندا من طريقة إحرازه الهدف من ناحية الإصرار، وأيضًا من ملامحه من الناحية الجسمانية والقوة البدنية، وأيضًا يتشابه معها في طريقة الوصول لفريستها بالتربص بها أولًا ثم اللدغ (إحراز الهدف)".

وكان بلال علام من أبرز المتابعين لمسيرة محمد صلاح في بدايته، وتحدث عن، هل يمكن لمصطفى محمد تحقيق مسيرة مشابهة له، مضيفًا: "على مصطفى محمد أن يسير على طريق محمد صلاح، بمعنى أن يركز داخل الملعب، والمجالات خارج الملعب يتركها للمختصين في ذلك، سيكون فارق بشكل كبير".

Mostafa MohamedGoal AR

تحدي خاص .. والتمسك بالاحتراف

وبعد تألق مصطفى محمد مع نادي الزمالك، وجد اللاعب تصريحات من جانب مدرب منتخب مصر حسام البدري، يتحدث عن ضرورة تطوير أدائه، لكي يتمكن من ضمه لصفوف الفراعنة، وهو الأمر الذي زاد من إصرار اللاعب وقتها.

بعدها ظهر مصطفى محمد بشكل أشرس، هدف وراء الآخر، وتألق بعده تألق، ليثبت للبدري أنه قادر على قيادة هجوم منتخب مصر، ويجبره على ضمه لصفوف الفراعنة بعد المستوى المميز الذي ظهر به، وهو الأمر الذي كان بمثابة تحدي خاص له.

وبعدها قاد مصطفى محمد الزمالك للوصول إلى نهائي دوري أبطال إفريقيا 2020، وحصل على وعد من جانب إدارة ناديه بالاحتراف عقب انتهاء البطولة القارية، وبالفعل وصل لمصطفى العديد من العروض، أبرزها من سانت إيتيان الفرنسي، وجلطة سراي التركي.

وبعد رفض إدارة الزمالك رحيل مصطفى محمد لحاجة الفريق لخدماته، تمسك اللاعب بحلم الاحتراف، وبالفعل انتقل إلى جلطة سراي، ليبدأ في تسطير تاريخ له وللمحترفين المصريين بالملاعب التركية والأوروبية.

وهنا بعض ما قاله عنه الأجانب منذ انضمامه لفريق الأحمر والأصفر، في مختلف المناسبات:

ماركا: الهرم الرابع لمصر .. أنسى الجماهير فالكاو

نجم تركيا الأسبق: على المهاجمين التعلم من مصطفى محمد

إشادة كبيرة من فاتح تريم بمصطفى محمد بعد تسجيل هدفه الثالث

فاتح تريم: مصطفى محمد يسد لنا فجوة كبيرة .. وتوران: إنه لاعب عظيم

فيديو | بأغنية مصرية شهيرة .. التليفزيون التركي يحتفل بمصطفى محمد

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0