MadagascarBackpagePix

مدغشقر، المعجزة لا تصنعها الصدفة فقط!


كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر

ابتسم المدرب نيكولاس ديبوي قليلا عندما سئل عن شعوره حيال صعود مدغشقر إلى دور الـ16 من بطولة كأس أمم أفريقيا، ربما كان يعتقد أنه وصل للنقطة الحلم بالنسبة له، لكن الحلم مستمر بعد أن شاهد فريقه يتأهل لربع نهائي أمم أفريقيا.

قبل بدء كأس إفريقيا للأمم بفترة وجيزة، جمعت مجلة فرانس فوتبول مجموعة من المدربين قادوا فرقهم إلى البطولة لأول مرة.  كان من بينهم ديبوي، في نهاية الندوة كانت رسالته واضحة "لا تقللوا من شأن مدغشقر أيها الأصدقاء".

كان ديبوي محقًا بشأن فريقه، فالحلم تبلور بأفضل طريقة ممكنة، الجميع لم يتوقف أبدًا أن تتأهل مدغشقر من مجموعة تضم نيجيريا وغينيا كمتصدرة عليهم، لكن هذا ما حدث في الحقيقة وفازت على نيجيريا العملاقة.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

ما حدث من منتخب مدغشقر يعتبر معجزة كبيرة، بالنظر إلى افتقار منتخب رابع أكبر جزيرة في العالم، للتراث الرياضي. قصتهم هي نسخة أفريقية من قصة منتخب جزيرة أيسلندا ولكن من دون مراكز التدريب الكبيرة المغطاة والمدربين المؤهلين تأهيلا عاليًا.

التأهل في حد ذاته كان إنجازًا لبلد تشتهر بالحياة البرية والفقيرة، استغرق الأمر سنوات عديدة بالنسبة لمدغشقر لإنشاء فريق كرة قدم قادر على المنافسة بتلك الطريقة.

Madagascar fans, September 2018Getty Images

عقب زيارة قامت بها الصحفية في «الجارديان» البريطانية أيمي لاورنس لمدغشقر خلال مباراة أمام كوت ديفوار 2001، تحدثت عن مدى بدائية كرة القدم في البلاد في تلك اللحظة.

تقول أيمي «كان الدوري المحلي يفتقر للتنظيم لدرجة أنهم حتى لم يحددوا عدد الفرق المشاركة، وكان الفريق الوطني يقيم في فندق غير مكتمل البناء، وعندما كانوا يُغادرون غرفهم كانوا يسيرون على كابلات كهرباء ويُحاولون عدم إزعاج العمال الذين يقومون بالدهان، وكان الدجاج ينقر دون ازعاج في ما يفترض أنها صالة الاستقبال للفندق».

الآن ليس لدى مدغشقر شيء لتخسره وهي تتطلع للمضي قدمًا في البطولة، حتى أن لاعب خط الوسط أراهاسينا أندرياناريمانانا، المعروف باسم «داكس» الذي يلعب لفريق كايزر تشيفس في جنوب إفريقيا قال إن بإمكانهم الوصول للنهائي.

لكن في حقيقة الأمر فالإنجاز ذلك لم يأت فقط من قبيل الصدفة، بل بعمل مدروس من المدرب ديبوي، بعمل تكتيكي كبير في أن يجعل الفريق يدافع بأكبر عدد ويهاجم بأقصى سرعة ممكنة لكن في نفس الوقت الحفاظ على الاستحواذ، ومدغشقر نفذت ذلك بأفضل طريقة.

ويقول عن ذلك «عليك الاعتناء بالكرة واللعب بأسلوب تقني. لكن تحتاج أيضًا إلى الدقة التكتيكية والانضباط الدفاعي لتتماشى مع المهارة الفردية، لقد حاولنا تثبيت ذلك في التدريب منذ مجيئي إلى هنا، هذا التطبيق التكتيكي، مع الحفاظ على أسلوبنا في الاستحواذ. لقد فعلنا ذلك بشكل رائع ضد نيجيريا».

مدغشقر

لكن هذا ليس السلاح الأهم لمدغشقر، السلاح الأهم يكمن في لياقة اللاعبين، فمنتخب مدغشقر كان يتدرب مرتين في اليوم قبل انطلاق البطولة بأسبوعين.

ويقول داكس «لقد كنا أقوى بدنيًا من خصومنا، في المباراة الأولى كان اللاعبون يشعرون بالتوتر، كلما لعبنا الكرة كنا نخسرها، قلت للاعبين في نهاية الشوط الأول يجب أن نركز وأن نلعب بطريقتنا ولا نندم».

تحسن منتخب مدغشقر أيضًا بسبب عدد اللاعبين الذين يلعبون في بيئات كرة قدم أكثر تنظيمًا في الخارج، حيث يلعب معظمهم في فرنسا. اللاعبون الوحيدون الذين يلعبون في الدوري المحلي هم الحارس الثالث والمهاجم الشاب روماريو باجيو راكوتوريسووا.

إعلان