بقلم | عادل منصور | فيس بوك | تويتر
في بداية الألفية الجديد، ظهر المصطلح العجيب "جالاكتيكوس" مع ظهور فلورنتينو بيريز للمرة الأولى على الساحة، عندما تعهد قبل الانتخابات الرئاسية لريال مدريد، بضم أعظم نجوم كرة القدم إلى "سانتياجو بيرنابيو"، وصدق القول والفعل عندما وصول لسدة حكم النادي الملكي، بإبرام أولى الصفقات الرنانة في القرن الجديد، حين أتى بأفضل لاعب في صفوف العدو البرشلوني لويس فيجو، مقابل أكثر من 50 مليون يورو.
من هنا، استخدم لفظ "الجالاكتيكوس" على كل لاعب أسطوري يضع القلم على عقد ارتباطه باللوس بلانكوس، بداية بالعبقري الأصلع زين الدين زيدان بالمهاجم الفتاك الظاهرة رونالدو وبقية الأسماء الكبيرة التي انضمت تباعًا للريال، حتى وقت رحيل الملياردير الإسباني عام 2006.
جيل الجالاكتيكوس الأول




Getty Imagesلا خلاف أبدًا على أن جيل الجالاكتيكوس الأول، هو الأعظم من حيث الأسماء، نتحدث عن فريق أحلام بكل ما تحمله الكلمة من معنى، لدرجة الحيرة في الاعتماد على النجوم، على سبيل المثال بتوظيف دافيد بيكهام في مركز لاعب الوسط، ليترك الرواق الأيمن لفيجو والأيسر لزيدان.
وفي الأمام راؤول ورونالدو، لكن ما عاب هذا الجيل، أنه لم يكن لديه خط دفاع قوي، صحيح كان من السهل أن يسجل الفريق 4 أو 5 أهداف في كل مباراة، لكن بسهولة وبساطة جدًا كان أيضًا من السهل جدًا زيارته شباكه مرتين أو ثلاثة، لهشاشة خط الدفاع، أو بالأحرى لكثرة الأسماء التي تمتاز بالنزعة الهجومية أكثر من الدفاعية.
أحد عيوب هذا الجيل أيضًا، أنه لم يحقق المتوقع والمنتظر منه، فقط اكتفى بلقب أبطال وحيد ومثله ليجا، في المقابل، عجز على حل شفرة كأس ملك إسبانيا، البطولة التي لم يفز بها زيدان كلاعب وكمدرب، فقط ظلت هذا الجيل، يعتمد في المقام الأول على اللعب الممتع، دون تحقيق آمال وتطلعات الجماهير، إلى أن غادر معظمه مع رحيل بيريز عام 2005.
جيل الجالاكتيكوس الثاني
Getty Imagesهذا الجيل الذي تشكل على أعظم نشاط تجاري في الصيف –قبل صيف 2019-، وحدث ذلك عندما عاد بيريز في ولايته الثانية عام 2009، ليوقع مع كريستيانو رونالدو وريكارو كاكا وبقية الأسماء التي كبدت الخزينة أكثر من 250 مليون يورو، مع ذلك، لم تكن بداية هذا الجيل موفقة على الإطلاق، بالخروج من الموسم الأول بلا ألقاب مع المدرب مانويل بليجريني، حتى بعد تسلم مورينيو المهمة في الموسم الثاني، لم تسير الأمور كما كان مخطط لها، وظل الانتظار إلى حدث الانفجار العظيم لجيل الجالاكتيكوس الثاني مع زيدان، بالسيطرة على القارة العجوز 4 مرات في آخر 6 سنوات.
ومشكلة جيل "لا ديسما"، أنه لم يحقق النجاح المطلوب محليًا، على مدار 10 سنوات، حقق هذا الجيل لقب الدوري مرتين فقط، مرة مع مورينيو موسم 2011-2012، ومرة مع زيدان قبل 3 سنوات، وبطولة كأس واحدة واثنين سوبر محلية، عكس الوضع قاريًا، حققوا 4 ألقاب مونديال أندية و3 سوبر إسبانية، بجانب رباعية الكأس ذات الأذنين.
الجيل الجديد

الآن بالكاد لا يوجد جالاكتيكوس حقيقي سوى إدين هازارد، ويُقال إن بول بوجبا سيلحق به في البيرنابيو، ليكون سادس صفقات الميرينجي لمشروع إعادة بناء الفريق في الموسم الجديد، بعد خيبة أمل الموسم الأخير، وسواء تمت صفقة بطل العالم أم لا، سيكون من الصعب بل من المستحيل التكهن بما سيفعله مشروع جيل "الجالاكتيكوس الثالث"، فقط علينا الانتظار لنرى ما سيفعله هازارد وبقية من سيتسلموا الراية خلفًا لراموس وبقية المخضرمين الذين يستعدون إما للرحيل أو التقاعد في المستقبل غير البعيد.
