تحليل | طه عماني | فيس بوك | تويتر
من دون مفاجآت كبيرة ولا إبهار، تمكن برشلونة من حصد فوز جديد أمام متذيل ترتيب الدوري الإسباني ملقة بهدفين نظيفين في اللقاء الذي لُعب على أرضية ملعب الكامب نو لحساب الجولة التاسعة من الدوري الإسباني.
|
برشلونة | مباراة بلا دافع من اللاعبين، وباولينيو فضح زملاءه
|
Getty Images◄على الصعيد التكتيكي، لم تعرف المباراة أشياءً كثيرة تستحق الذكر، اللهم مواصلة فالفيردي على الخطة القريبة جدًا من 4-4-2 والتي تتحول إلى 4-2-3-1 في الوضع الهجومي بتواحد إنييستا وديلوفيو على الأجنحة وميسي في العمق خلف لويس سواريز. البارسا لم يمتز بالسلاسة المعهودة في هذا النوع من المباريات في التحول الهجومي، والفريق اكتفى بفوز اقتصادي جدًا طبعه نسق منخفض جدًا.




◄لا أعلم إن كان الأمر يعود إلى تدبير طاقات أو مجهود من طرف فالفيردي أو قلة دافع من اللاعبين، لكن المستوى الذي قدمه الفريق متوسط جدًا، خاصة على الصعيد الهجومي الذي عادة ما يكون مميزًا من طرف البارسا. الفريق وحتى الدقيقة الـ75 لم يخلق سوى 5 فرص على المرمى، وهو رقم ضعيف جدًا بالنظر لما اعتدناه من الفريق الكتلوني. الترابط بين لاعبي الخط الأمامي كان شبه غائب ولم نكد نشاهد مترابطات سوى في مناسبات قليلة جدًا، ما يجعلني أرجح شخصيًا أن اللاعبين افتقدوا للدافع من أجل إخراج مباراة كبيرة، واكتفوا بتخليص النقاط الثلاث بأقل مجهود ممكن.
◄ما جعلني أرجع شخصيًا أن الدافع كان غائبًا عن اللاعبين في مباراة اليوم هو تميز بعض اللاعبين الذين أرادوا إثبات أنفسهم مقارنة بالبقية، وأخص بالذكر باولينيو بعد دخوله وسيرجي روبيرتو الذي حاول بدوره في أكثر من مناسبة تقديم الإضافة. ربما مع مرور المباريات قد يضع فالفيردي الثقة في بعض اللاعبين الاحتياطيين أكثر في هذا النوع من المباريات، لكن من الواضح أن مستويات البعض كألكاثير مطلع الموسم الحالي جعل المدرب الباسكي يتراجع خطوة إلى الوراء في الاعتماد عليهم.
◄أكثر لاعبي برشلونة تخييبًا للآمال مع بداية الموسم الحالي هو لويس سواريز، فالحقيقة أنه لم يعد سيئًا أمام المرمى فقط بعد أن أهدر هجمة سهلة جدًا لحظات قبل خروجه، لكنه أصبح سيء التمركز وأحيانًا حجرة عثرة في وجه سلاسة التنشيط الهجومي للفريق الكتلوني. ربما عزلته في الخط الأمامي بلا مُهاجمين حقيقيين رفقته في الخط الأمامي كما كان يحصل مع نيمار أثّر عليه، لكنه في الوقت الحالي لا يُشبه أبدًا اللاعب الذي عرفناه في المواسم الماضية.
◄رغم أن البارسا لم يقدم مباراة كبيرة، إلا أنني لم أشعر قط أن النقاط الثلاث كانت في خطر خلال لحظة من اللحظات. الفريق الكتلوني كان معقولًا جدًا في التحول الدفاعي وتمكن من التصدي بشكل جيد لجزء مهم من حملات ملقة الذي كان جيدًا جدًا مقارنة بمبارياته في الجولات الأخيرة. خط الدفاع بالتحديد كان معقولًا جدًا، وهو أمر غير معتاد على الفريق خاصة عندما يكون مستوى الفريق العام متوسطًا جدًا كما حصل اليوم.
|
ملقة | 11 غياب، هدف مبكر، إصابة أفضل لاعبي الفريق بعد شوط واحد...الأسوأ حظًا في أوروبا؟!
|
Getty◄لم يقدم ملقة مباراة سيئة أبدًا، ولربما ما اقترحه اليوم على الصعيد التكتيكي كان الأفضل منذ بداية الموسم الحالي، لكن الظروف لعبت مجددًا ضده وجعلته يتجرع مرارة الهزمية الثامنة في تسع مباريات. ملقة ميتشيل عانى من سوء حظ عجيب منذ بداية الموسم، حيث دخل اليوم منقوصًا من 11 لاعب بالتمام والكمال بسبب الإصابات وإيقاف قائده ريسيو، بالإضافة إلى الهدف المبكر الذي كان محفوفًا بجدل كبير والذي قصم ظهره قبل حتى أن يبدأ التفكير في إمكانية الخروج بنتيجة جيدة، أما قبيل نهاية الشوط الأول، فقد أصيب أهم لاعب في صفوفه في رأيي والذي يُدعى رولان.
◄عانى ملقة اليوم بشكل واضح في العمق الدفاعي وبالتحديد عندما ارتد البارسا في بعض المناسبات المعدودة على رؤوس الأصابع عن طريق ليونيل ميسي أو إنييستا من وسط الملعب. خط وسط الفريق الأندلسي بدا عاجزًا تمامًا عن مجاراة نسق الفريق الكتلوني في تلك اللحظات، ما تسبب في ظهور مساحات كثيرة أحيانًا، لكن الفريق بالمقابل تعامل مع الوضع بشكل جيد جدًا عندما ناقش اللقاء من الوضع الدفاعي.
◄عند الحديث عن سوء حظ ملقة، قد نتطرق أيضًا إلى مواجهته ربما لأفضل نسخ برشلونة دفاعيًا. البلاوجرانا كما سبق وأن ذكرنا قدم مباراة معقولة جدًا دفاعيًا ونجح في إبعاد جل الكرات الخطيرة عن مرمى تير شتيجن، كما أن خروج رولان جعل الفريق تقريبًا بلا حلول في العمق، خاصة أن خوانبي انغمس في أدوار بعيدة كل البعد عن أدوار المهاجم الصريح.
◄أخيرًا وليس آخرًا، أحب أن أتطرق للصبر الذي يُظهره ملقة مع ميتشيل حتى الآن، وهو أمر غير اعتيادي أبدًا في الليجا. الفريق الأندلسي مصر على الإبقاء على ميتشيل، والحقيقة أن من يتابع مباريات الفريق الأندلسي يفهم جيدًا سبب ذلك الصبر. الفريق لم يستحق الهزيمة في مجموعة من المباريات التي انهزم فيها هذا الموسم في الليجا، لكن تعاقب الظروف السيئة أوصل الفريق لوضعه الحالي؟ الحل؟ هو حتمًا ليس في إقالة ميتشيل وحده، وربما يكمن في النظر لتفاصيل أخرى كالإعداد البدني أو فاعلية الجهاز البدني، فالوصول لمباراة في الجولة التاسعة بـ10 إصابات أمر غير عادٍ أبدًا.
