الأهلي

ما بعد المباراة | الأهلي، كيف حدثت الفضيحة؟!


كتب | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر

تلقى الأهلي هزيمة أقل ما يقال عنها أنها فاضحة، بخماسية نظيفة على يد مضيفه ماميلودي صن داونز الجنوب أفريقي في ذهاب ربع نهائي دوري أبطال أفريقيا، ليودع وصيف آخر نسختين نظريًا البطولة.

قل ما شئت من سلبيات عن أداء الأهلي في هذه المباراة، يمكنك ببساطة أن تأخذ هذه المباراة كمرجع لأسوأ أداء من الممكن أن تُشاهده في كرة القدم، أخطاء بالجملة، تراخي، رعونة، فشل في الثنائيات، تخاذل.

دعونا ندخل في صلب الموضوع ونُلخص كيف حدثت تلك الفضيحة:

الموضوع يُستكمل بالأسفل

1. بدأ المدرب مارتن لاسارتي المباراة بطريقة 4/3/3 تتحول إلى 4/1/4/1 هجوميًا، واضعًا أحمد فتحي في منطقة وسط الميدان لمساندة محمد هاني دفاعيًا أمام أخطر جبهات صن داونز بوجود الثنائي تيبو لانجيرمان وسيبما زاواني على اليسار.

في حقيقة الأمر لم يحدث هذا الأمر، حتى مع محاولة لاسارتي لعلاج تلك الثغرة بعد ذلك بسحب محمد هاني والدفع بناصر ماهر وتحويل فتحي لمركز الظهير الأيمن، حيث زادت الأمور تعقيدًا.

ببساطة لأن فتحي ورمضان صبحي اعتمادا على بعضهما البعض في العودة للمساندة المطلوبة، وتمادى فتحي في الدخول للعمق وترك الطرف، وبالتالي وجد لانجيرمان الفرصة والمساحات لتهديد مرمى محمد الشناوي بعرضياته وانطلاقاته وصنع الهدف الذي سجله زواني نفسه بتحرك ممتاز لداخل المنطقة.

2. لم يستطع الأهلي التعامل مع براعة الفريق الجنوب أفريقي في الخروج بالكرة بالتمريرات الأرضية من الخلف، حتى الضغط الذي قام به كان على استحياء ولم ينجح بسبب انتشار اللاعبين الخاطئ.

بمعنى أن رمضان صبحي وجونيور أجايي ومروان محسن كانوا يضغطون من الأمام دون أن يلتحم معهم خط الوسط والدفاع، وبالتالي كان هناك الكثير من المساحات في الوسط، ولم يكن هناك لاعب على الدائرة يضغط على ثنائي وسط صن داونز كيكانا أو مابوندا عندما كان يستلمان الكرة.

هذه كارثة أمام فريق يبني هجمات من الخلف وجيد في التمرير مثل صن داونز، وبالتالي في كل مرة نجح فيها لاعبو صن دانز في الخروج من الضغط "المحدود" من 3 لاعبين وجدوا مساحات بالجملة في منطقة الوسط، وبالتالي مع سرعاتهم وميزتهم في التمريرات القصيرة والسريعة والكرات المشتركة نجحوا في الوصول لمرمى الأهلي كثيرًا.

هنا قام لاسارتي بالدفع بناصر ماهر على أمل إيجاد هذا اللاعب الذي يحاول حرمان وسط ملعب صن داونز من الخروج بالكرة بأريحية، لكن الأمور لم تسر كما خطط، بل وانكشفت ثغرة اليمين بشكل فاضح مع عدم قدرة فتحي على مجاراة سرعات لانجيرمان.

لاسارتي

لو ركز الأهلي في الضغط وبتلاحم الفريق دون ترك ترك مساحات، كان من السهل إجبار صن داونز على ارتكاب الأخطاء خلال عملية تحضيره من الخلف، وهذا بالفعل حدث في بعض الكرات

3. صحيح أن النتيجة قاسية على الأهلي، لكنها كان من الممكن أن تكون أكبر مع الفرص التي أهدرها صن داونز، وصلت إلى 5 فرص محققة في الشوط الأول فقط، منهم مرتين ضربا العارضة والقائم.

4. يُلقب فريق صن داونز بـ"البرازيليين"، وهذا اللقب يمكنك ببساطة معرفة سببه، بسبب هذه الديناميكية والحركية الكبيرة التي يتمتع بها الفريق الجنوب أفريقي.

 مثله مثل الكثير من فرق جنوب أفريقيا وعلى عكس السمات الأفريقية من اللعب بالتحامات بدنية وكرات طويلة فقط، الفريق ممتاز في اللعب الأرضي والتحرك واللامركزية والتحول السريع من الدفاع للهجوم، ليُقدم لنا في الاخير هذه المباراة المثالية من مختلف النواحي.

حتى والنتيجة 5/0 فريق صن داونز يهاجم ويمرر الكرات ويلعب كرات مشتركة "وان تو"، هذا مع الشيخوخة التي ظهر عليها الأهلي، انكشف كل شيء، وانهار الأهلي.

5. كان من الممكن أن تكون النتيجة أقل لو استمر سعد سمير في الملعب، لكن خروجه للأصابة ودخول ياسر ابراهيم كانت ضربة للأهلي بعد المستوى السيء لياسر ابراهيم، الذي يتحمل الهدف الثاني بتغطية التسلل، وأيضًا ارتكب الكثير من الهفوات سواءً في التمرير ومنها جاء انفراد واضح لصن داونز أنقذه محمد الشناوي، أو في تمركزه السيء.

6. ظهر واضحًا أن أخطر لاعبي الأهلي، علي معلول يُعاني من إرهاق بسبب تلاحم المباريات وما إلى ذلك، لذلك شاهدنا انطلاقات على استحياء منه، والمثير للدهشة أن إرهاق معلول جاء وهو يواجه أبرز ثغرات فريق صن داونز وهو الظهير الأيمن أنيلي نجكونجكا صاحب الـ31 عامًا، لو كان معلول في يومه وهناك جناح سريع بدلاً من أجايي، لنجح الأهلي في استغلال تلك الجبهة بشكل أفضل.

7. أسوأ ما في الأهلي في هذه المباراة هو الرعونة في الضغط والانزراعية والتخاذل، إضافة لخسارة الكرة الثانية بمنتهى السهولة، لدرجة أنني كنت أشعر أن صن داونز سيحصل على الكرة الثانية في أي مكان في الملعب!

إعلان