قمة مميزة تليق بفترة البوكسينج داي بالدوري الإنجليزي، جمعت ليستر سيتي بمانشستر يونايتد وانتهت بالتعادل الإيجابي بهدفين لكل فريق بالجولة الخامسة عشر من البطولة.
البداية كانت بهدف عن طريق ماركوس راشفورد، من صناعة المتألق برونو فيرنانديش، ليضع الشياطين الحمر في المقدمة على حساب أصحاب الأرض.
هدايا فيرنانديش لم تتوقف، ولكن هذه المرة كانت لصالح الفريق الخصم، عندما تسبب في هدف التعادل لهارفي بارنز جناح ليستر، قبل أن يصالح جماهير فريقه بالهدف الثاني في الدقيقة 79.
الأمور كانت تسير نحو فوز مانشستر على أرض ليستر، ولكن جيمي فاردي تدخل لانتزاع هدف التعادل في الدقائق الأخيرة.
العديد من الملاحظات الهامة نستعرضها معًا بعد هذه المواجهة المثيرة..




تغييرات سولشاير
Gettyرغم الفوز الساحق لمانشستر يونايتد على ليدز يونايتد الجولة الماضية بنتيجة 6/2، إلا أن أولي سولشاير قرر تغيير الخطة.
النرويجي اعتمد على اللعب بـ3 قلوب دفاع وهم هاري ماجواير وفيكتور لينديلوف وإريك بايي، في ظل غياب الظهير الأيمن آرون بيساكا.
وفي خط الوسط دخل فريد وسكوت مكتوميناي وبرونو فيرنانديش، مع غياب تام للثنائي دوني فان دي بيك وبول بوجبا، وأما في الهجوم لعب دانييل جيمس وماركوس راشفورد وأنتوني مارسيال.
وعلى الجانب الآخر لعب بريندان رودجرز بالتشكيل المعتاد، بظهور جيمي فاردي مع هارفي بارنز ومارك ألبرايتون وجيمس ماديسون، وفي الوسط ثنائية ويلفريد نديدي ويوري تيليمانس.
الخطة التي اعتمد عليها سولشاير، كان الهدف منها التأمين الدفاعي في ظل اعتماد ليستر على التحولات والهجمات المرتدة، وهو ما نجح في تطبيقه بصورة كبيرة خاصة في الشوط الأول.
هدايا لا تتوقف
Gettyمرة أخرى يؤكد البرتغالي برونو فيرنانديش، أنه أحد أفضل اللاعبين في العالم هذا العام، وكان اليوم بمثابة سانتا كلوز مانشستر في البوكسينج داي.
فيرنانديش بدأ المباراة بهدية على طبق من ذهب لماركوس راشفورد، بكرة عرضية مميزة، لكن الإنجليزي أطاح بها فوق العارضة رغم جودة العرضية وقربها من المرمى.
النجم البرتغالي كان بطل اللقطة الأهم في الشوط الأول، عندما هدف التقدم لفريقه وهو في حالة سقوط ليهدي راشفورد هدية أخرى لم يجد المهاجم الشاب أي خيار آخر سوى قبولها.
وبغض النظر عن اللقطتين، برونو كان حلقة الربط الأهم في خط وسط مانشستر، حيث جعل الأمور أكثر سهولة لزملائه بشكل واضح.
ولسوء حظ صاحب الـ26 سنة، وقع النجم المتألق في خطأ فادح، منح ليستر هدف التعادل ليمنح هدية أخرى ولكن هذه المرة للفريق الخصم.
اللاعب كان بطل المباراة بلا منازع، حيث سجل الهدف الثاني لفريقه، وكان قريبًا من انتزاع الفوز لولا تدخل جيمي فاردي.
نضوج بارنز
Getty Imagesهارفي بارنز جناح ليستر سيتي، يعتبر من أهم الاكتشافات التي خرج بها رودجرز منذ توليه مهمة تدريب الثعالب في فبراير 2019.
البداية كانت متخبطة للجناح الإنجليزي مع ليستر، حيث كان يعيبه إنهاء الفرص بشكل واضح، واشتهر بإضاعة الفرص السهلة أمام المرمى.
رودجرز أصر على منح اللاعب الثقة الكاملة، وهو ما بدأت نتيجته تظهر هذا الموسم، بتسجيل الجناح المميز 4 أهداف حتى الآن.
صاحب الـ23 سنة سجل هدف التعادل بتسديدة صاروخية بقدمه اليسرى من خارج منطقة الجزاء، في تجسيد واضح لمدى تطوره في استغلال فرص التسجيل.
لغز كافاني
imago images / PA Imagesرغم تألقه الفترة الأخيرة مع الشياطين الحمر، وحصوله على جائزة رجل المباراة أمام إيفرتون في كأس الرابطة، إلا أن الأوروجوياني جلس على دكة البدلاء.
صاحب الـ33 سنة الذي سجل 3 أهداف في الدوري الإنجليزي، ونجح في هز شباك إيفرتون الأربعاء الماضي، لم يقنع سولشاير للمشاركة كأساسي.
هل الأمر يتعلق بالتدوير لتفادي إصابة المهاجم المخضرم؟ ربما هذا ما كان يفكر فيه، ولكن لماذا لم يعتمد عليه بشكل مبكر في ظل الحالة السيئة لمارسيال؟
المدرب النرويجي انتظر حتى الدقيقة 76 من أجل الاعتماد على كافاني بدلًا من مارسيال، ولكن التغيير جاء متأخرًا نوعًا ما حيث جاء الحسم من خلال فيرنانديش قبل تلقي الفريق الهدف الثاني.
الحسنة الأبرز لسولشاير في هذا اللقاء، كانت بالتغيير المبكر بنزول بوجبا بدلًا من صاحب الأداء المتواضع دانييل جيمس، وهي الخطوة التي ساهمت في فتح مساحات شاسعة بدفاع ليستر.
تراجع غير مبرر
Getty Imagesبريندان رودجرز قرر التراجع بصورة غير مبررة في الشوط الثاني من زمن المباراة، حيث ظهر وكأنه ارتضى بالخروج بنقطة وحيدة على ملعبه رغم وجود إمكانية لتحقيق الفوز.
فضل الاعتماد على مصيدة التسلل والدفاع المتقدم في أكثر من لقطة، وكان مهددًا بتلقي الهدف الثاني قبل الدقيقة 76 في أكثر من فرصة لولا سوء توفيق مارسيال.
مدرب ليستر فشل كذلك في التعامل مع تغييرات مانشستر في الشوط الثاني، وخاصة بوجبا الذي ساهم في تنشيط الحالة الهجومية للضيوف.
اقرأ أيضًا .. فيرنانديش : لم أحصل على بطولات مع مانشستر ولست سعيدًا بذلك!
بعد الصحوة الأخيرة .. هل يستطيع مانشستر يونايتد الفوز بالدوري الإنجليزي؟
جيمي فاردي أنقذ رودجرز من الهزيمة على أرضه، في لقطة أثبتت مدى خبرة المهاجم الإنجليزي، وقدرته على استغلال أنصاف الفرص، ليقتنص نقطة ثمينة من الخصم الذي استحق الانتصار بفضل الصورة السيئة لأصحاب الأرض في الشوط الثاني.
مرة أخرى يظهر رودجرز سر عدم امتلاك فريقه النفس الطويل من أجل المنافسة على البريميرليج، بسبب عدم وجود العناصر الكافية من ناحية مقارنة بالمنافسين مثل مانشستر سيتي ويونايتد وليفربول وتشيلسي، وكذلك بسبب الأخطاء الفنية التي يقوم بها من ناحية أخرى.
