"ركن الحافلة" فكرة لن تموت يا جوارديولا .. وخطأ واحد كلفك فشل رهانك يا أرتيتا

انتهت قمة الجولة الخامسة من الدوري الإنجليزي الممتاز بالتعادل 2-2 بين مانشستر سيتي وضيفه آرسنال على ملعب الاتحاد، وقد كاد الأول أن يخسر اللقاء والنقاط الثلاثة لولا هدف قاتل من مدافعه البديل جون ستونز.

تابعوا أقوى الدوريات الأوروبية ومنافساتها عبر TOD

المباراة شهدت أحداثًا درامية، بدءًا من إصابة رودري نجم السيتي وخروجه المبكر جدًا من الملعب مرورًا بطرد لياندرو تروسارد في آخر لحظات الشوط الأول وانتهاءً بالهدف القاتل الذي حرم المدفعجية من العودة إلى لندن بانتصار ثمين جدًا، هذا بجانب حالات الشد والجذب مع الحكم والاعتراض على قراراته التي أثارت جدلًا واسعًا في السوشيال ميديا.

خسارة السيتي تتجاوز النقطتين

بيب جوارديولا لم يخسر فقط نقطتين على أرضه وبين جمهوره، بل الخسارة الأعظم والأهم كان إصابة نجم وسطه رودري والذي يُعد الرجل الأهم في منظومة الفريق الجماعية، على الصعيدين الدفاعي والهجومي.

إصابة رودري تبدو خطيرة وغيابه يُرجح أن يكون طويلًا، وقد بدا واضحًا اليوم أن الحلول البديلة ليست على نفس المستوى من النجاح مما سيتطلب من المدرب بذل جهد مضاعف لإيجاد الحل المناسب، قد يكون بتغيير في طريقة اللعب أو إعادة توظيف اللاعبين لسد تلك الثغرة الخطيرة في الوسط.

إن كنت تقلل من إصابة النجم الإسباني، إليك معلومة واحدة فقط .. رودري غاب عن 3 مباريات للآرسنال الموسم الماضي بسبب الإيقاف، خسرها الفريق جميعًا، وكانت أمام وولفرهامبتون وآرسنال وأستون فيلا، فيما تواجد مرة واحدة على دكة البدلاء دون أن يُشارك واستطاع فريقه الفوز على لوتون 5-1.

ركن الحافلة فكرة لا ولن تموت يا جوارديولا

نقطة أخرى خاصة بأبطال إنجلترا وتحديدًا المدرب جوارديولا .. هم مطالبون بالاستعداد أكثر لمواجهة أسلوب "ركن الحافلة" هذا الموسم، لأن سمعة الفريق الهجومية تُجبر الأندية المنافسة على اللجوء لهذا الأسلوب لمحاولة الخروج بأي نتيجة إيجابية، عليه أن يعلم أن فكرة "ركن الحافلة" لا ولم تموت وتختفي من كرة القدم.

الدفاع القوي المنظم جيدًا يحتاج لأسلحة جديدة تُناسبه، رأينا هذا العجز أمام إنتر واليوم تكرر أمام آرسنال لولا خطأ واحد استغله ستونز .. الفريق اليوم بدا عاجزًا تمامًا عن مواجهة أسلو أرتيتا، لم نجد أي فرص حقيقية طوال الشوط الثاني رغم السيطرة الكاملة على الكرة وتبادلها على حدود منطقة الجزاء، لا يمكن أن يكون الحل دومًا هو إيرلينج هالاند، ولا يمكن أن تُحصر الحلول في التمريرات العرضية دون استخدام وسائل أخرى مثل التسديد من بعيد ومحاولة الاختراق الفردي.
TOD

رهان أرتيتا كاد أن ينجح لكن هذا لا يمنع الخطأ

رهان "التلميذ" أمام أستاذه كاد أن ينجح في الشوط الثاني، ركن الحافلة والعودة بالكامل للدفاع بعد النقص العددي والتقدم بالنتيجة، أسلوب ذكرنا بما فعله إنتر مورينيو عام 2010 مع برشلونة جوارديولا الذي كان لا يُقهر آنذاك.

خطأ واحد لا يعني أن هذا الرهان فشل من المدرب، لأنه نفذ الإغلاق الدفاعي بشكل محكم جدًا، فقد منع المساحات تمامًا وأغلق الأطراف ومنع التمريرات العرضية وتفوق في الرقابة الفردية داخل منطقة الجزاء خاصة ضد هالاند، لحظة واحدة حدث فيها ارتباك منحت السيتي هدف التعادل.

الخطأ الوحيد والمهم من أرتيتا هو إهماله لسلاح الهجمات المرتدة السريعة! خاصة أنه يمتلك الأدوات اللازمة لحسم اللقاء بهذا السلاح .. كان عليه أن يجد المخرج للخروج بالكرة وتجاوز ضغط السيتي المتقدم وهنا ستكون المواجهة شبه فردية مع حارس المرمى إيديرسون، الهدف الثالث لو سُجل كان سيُريح الفريق ويحسم كل شيء.

تنفيذ أسلوب ركن الحافلة بتلك الطريقة أمام فريق يهاجم بضراوة مثل السيتي يحمل خطورة كبيرة في إمكانية ارتكاب الأخطاء الفردية من اللاعبين، خطأ في الرقابة أو التمركز أو التغطية ينسف كل العمل الجماعي، ولذا يجب الاستعداد لتلك الأخطاء، والتي تزداد عادة تحت الضغط، بشيء من الأوكسجين وهو هنا الهجمات المرتدة التي ستجبر لاعبي السيتي على التراجع لعدة دقائق قبل الانطلاق للهجوم من جديد.