يسعى النادي الأهلي المصري لإحداث تغيير كبير في قائمة أجانبه للموسم الجديد، وقد وقع اختياره على جلال الدين ماشاريبوف جناح النصر ليكون ضمن الوجوه الجديدة في الفريق الموسم القادم، قبل أن يتراجع عن الصفقة أو على الأقل يُجمدها حتى إشعار آخر.
لن أخوض في تفاصيل صفقة ماشاريبوف أو أسباب التراجع عنها أو حتى مواصفات اللاعب نفسه ومدى قدرته على النجاح في الدوري المصري، وإن كنت من أشد المعجبين به منذ كان متألقًا مع باختاكور الأوزبكي في دوري أبطال آسيا قبل عامين، بل عن نقطة أخرى مختلفة تمامًا.
اقرأ أيضًا | نواف العابد وفهد المولد .. الشباب ملجأ "المواهب الضائعة"
حديثي اليوم عن مبدأ توجه الأندية المصرية لضم الأجانب غير المرغوب بهم في الدوري السعودي، وتلك خطوة أراها في الطريق السليم لأندية الدوري المصري ويجب أن تكون على أجندة جميع الفرق، سواء الكبيرة أو المتوسطة أو الصغيرة، خلال المواسم القادمة.
الدوري السعودي أصبح حاليًا ودون أي شك الأقوى والأفضل في المنطقة العربية، واختيارات أنديته للاعبين الأجانب تخضع لمعايير جودة فنية وبدنية هي الأعلى بين مختلف الدوريات العربية، حتى أنه أصبح يصطاد أبرز مواهب تلك الدوريات خاصة من شمال إفريقيا.
الأندية السعودية تستقطب الكثير من الأجانب، البعض ينجح والبعض الآخر لا يُحالفه التوفيق لأسباب عديدة أبرزها عدم التأقلم على الحياة في المملكة من حيث الطقس والعادات والتقاليد وثقافة المجتمع السعودي، ويحدث أحيانًا أن يكون مستوى اللاعب أقل من المطلوب في الدوري السعودي، سواء من حيث الإمكانيات الفنية والبدنية أو حتى الشخصية والعقلية.
كما قلنا، الدوري السعودي هو الأفضل في المنطقة العربية حاليًا ومعايير الجودة به مرتفعة جدًا، ولذا يجوز جدًا أن يفشل لاعب ما به ويُحقق نجاحًا كبيرًا في دوري عربي آخر، وقد رأينا الكثير من نجوم الملاعب العربية لم يُحالفهم الحظ حين انتقلوا للسعودية ولم يستمروا طويلًا مثل أنيس البدري ويوسف بلايلي وعبد الله السعيد، وهؤلاء جميعًا حققوا نجاحًا هائلًا خارج المملكة.
Goal Arلهذا الأمر أرى أن توجيه البوصلة للدوري السعودي عند اختيار الأجانب هو واجب أصيل على إدارات الأندية المصرية، لأنهم قد يحصلون على لاعبين مميزين للغاية وأصحاب جودة عالية ويمتلكون ميزة أنهم جربوا اللعب في المنطقة العربية بالفعل ونالوا بعض الخبرة في هذا الشأن.
نقطة أخرى تُشجع الأندية المصرية على متابعة الأجانب الذين لم يُحالفهم الحظ في الدوري السعودي وهي أن تكلفتهم المالية لن تكون كبيرة، لأن الأندية في السعودية لا تجد صعوبة في فسخ عقد أي لاعب أجنبي لا يُحقق النجاح المطلوب، ورغم أن ذلك من كبرى سلبيات الدوري السعودي إلا أنه مفيد جدًا للأندية الراغبة في ضم هؤلاء اللاعبين لأنهم سيمكنهم من الحصول عليهم بأسعار بسيطة.
النصر مثلًا ضم ماشاريبوف في يناير 2021 وأعاره مباشرة إلى شباب الأهلي دبي لعدم استطاعته قيده في قائمته بسبب فشله في الحصول على شهادة الكفاءة المالية من وزارة الرياضة السعودية، وقد عُرض عليه الصيف الماضي 4 مليون يورو من النادي الإماراتي لبيع لاعبه الأوزبكي لكنه رفض.
النصر أصبح مضطرًا الآن للتخلص من ماشاريبوف لقيد لاعب أجنبي جديد بدلًا منه، وبالتالي سيتجه لفسخ العقد إما بالتراضي أو من طرف واحد مما يُعرضه لخسائر مالية كبيرة، لكن إعارته أو بيعه للأهلي بمبلغ بسيط سيكون حلًا أفضل لأنه سيُقلل من الخسارة المالية.
هذا الأمر ينطبق على العديد من اللاعبين الأجانب الذين يرحلون عن الدوري السعودي بفسخ عقودهم بالترضية أو من جانب واحد، ولذا التخلي عنهم مقابل عروض حتى لو كانت قليلة ماليًا سيكون أفضل من خسارتهم مجانًا ومنحهم قيمة عقودهم بالكامل.
الأمر لا يتوقف على تلك النوعية من اللاعبين الأجانب فقط، بل يجب على الأندية الكبيرة في مصر النظر لأندية الوسط في الدوري السعودي لأنهم يمتلكون أجانب من مستويات ممتازة جدًا، وإن أجرينا مراجعة لأجانب أندية الوسط في السعودية مع نظرائهم في الأهلي والزمالك وبيراميدز سنرى تفوق كبير للاعبي الدوري السعودي. يسعى النادي الأهلي المصري لإحداث تغيير كبير في قائمة أجانبه للموسم الجديد، وقد وقع اختياره على جلال الدين ماشاريبوف جناح النصر ليكون ضمن الوجوه الجديدة في الفريق الموسم القادم، قبل أن يتراجع عن الصفقة أو على الأقل يُجمدها حتى إشعار آخر.
جناح مثل نعيم السليتي أو سعد بقير أو كريستيان كويفا أفضل من كل أجنحة الأهلي مثلًا، واستقطاب أحدهم لن يكون صعبًا أبدًا لأن طموح اللاعب سيلعب دورًا مهمًا، بجانب أن التكلفة المالية لن تكون إعجازية، خاصة بالمقارنة مع صفقات مثل بيرسي تاو وبادجي وغيرهم.
الدوري السعودي قد يكون بمثابة "منجم ذهب" للدوري المصري على صعيد اللاعبين الأجانب، وليس عيبًا أبدًا أن تُحاول الأندية المصرية اصطياد اللاعبين الأجانب "المطرودين" من السعودية لضمهم بمبالغ قليلة جدًا، مثلما يحدث مثلًا في أوروبا وبانتقال "الفاشلون" في الدوري الإنجليزي إلى فرنسا وإيطاليا.
Goal Ar