رغم البداية الصعبة لتشيلسي هذا الموسم بفشله في تحقيق الفوز في أول مباراتين في البريميرليج تحت قيادة أسطورته فرانك لامبارد، وخسارته كأس السوبر الأوروبي، إلا أن هناك عدة نواحي إيجابية.
أبرز العلامات المضيئة حتى الآن هو المستوى المميز الذي قدمه نجم وسط الفريق الشاب ماسون مونت، وحالة اللاعب ينطبق عليها المثل «رب ضارة نافعة»، فربما لم يكن ليحصل على فرصته مع تشيلسي لولا تعرض النادي لعقوبة الحرمان من التعاقدات.
بالنظرة الأولى لمونت تشعر وكأنك تشاهد فرانك لامبارد نفسه في بداياته كلاعب.. عادة ما يكون المهاجمين هم الهدافين التاريخيين لأي نادٍ.. هنري في آرسنال وأجويرو في مانشستر سيتي وإيان راش في ليفربول، وواين روني في مانشستر يونايتد.
لكن من الهداف التاريخي لتشيلسي؟! هو فرانك لامبارد نفسه، لاعب الوسط، يأت ذلك لأن لامبارد تمتع بقدرات هجومية كبيرة أهمها على الإطلاق كان قدرته على الدعم الهجومي والتصويب بعيد المدى، فبات مرجع للاعب المركز رقم 8.
Getty Imagesهذا هو ما يمكن ملاحظته في مونت، والهدف الذي سجله في ليستر سيتي يجعلك تتذكر لامبارد مباشرة، الضغط القوي وافتكاك الكرات ومن ثم التسديد المحكم من وضعية صعبة، ويجب أن نشير إلى أن مونت هو أكثر لاعبي تشيلسي محاولات على المرمى (5 بين الـ3 خشبات).
يُدرك لامبارد تلك الإمكانيات جيدًا، حيث أشرف على تدريب مونت مع ديربي كاونتي الموسم الماضي.
وللدلالة على القوة الهجومية لمونت رغم أنه لاعب وسط، فقد أحرز 25 هدفًا على مدار الموسمين الماضيين، (14 لفريق فيتيسه آرنهيم الهولندي، 11 لديربي كاونتي)، كما صنع 6 أهداف في الموسم الأخير مع ديربي.
كل ما قدمه مونت في البريميرليج هذا الموسم حتى الآن
واعتبر مونت نفسه أن لامبارد هو مثله الأعلى، ومنذ رحيل لامبارد عن تشيلسي في عام 2014، لم ينجح النادي اللندني في إيجاد لاعب وسط بمواصفاته.
لكن طاقة مونت اللا محدودة، وديناميكيته تجعله مناسبًا لأسلوب لامبارد، خاصة في قوته في الضغط، كما كان يلعب لامبارد، مستندًا في تلك الحرية لغطاء يوفره الثنائي نجولو كانتي وجورجينيو.
في وجود لامبارد وفي أوج تألقه، بنيت فرق تشيلسي عليه، وفي الآونة الأخيرة كان إيدين هازارد هو المُلهم للنادي قبل رحيله، لكن مونت قد يقتنص المكانة التي كان يحظى بها لامبارد سابقًا ويكون هو اللاعب الذي يُبنى عليه تشيلسي الجديد.


