لعب رونالدو الظاهرة مع عدد كبير من اللاعبين الأساطير خلال رحلته الطويلة في كرة القدم سواءً في منتخب البرازيل أو الأندية، إلا أنه اعترف أن الشريك الأفضل له على الإطلاق لم يكن واحد من أولئك المشهورين، بل كان لاعبًا واعدًا دمرته الإصابات في نهاية المطاف.
إنه لوك نيليس، الذي زامله رونالدو في أيندهوفن، وقال عنه "لقد لعبت مع لاعبين رائعين مثل فيجو وروماريو وزيدان ورونالدو ودجيركوف وراؤول، لكن أفضل شريك لي كان نيليس".
لعب نيليس رفقة رونالدو لمدة عامين فقط في أيندهوفن كانا كفيلين بأن يكسب ثقة المهاجم البرازيلي المُصنف بأنه من الأفضل في التاريخ، لكن قصة نيليس نفسه تحمل طابعًا مآسويًا كبيرًا لموهبة دمرتها الإصابة.
دي بيك وإريكسن وصفقة برشلونة .. لاعبون مهمشون في كبار أوروبا
موهبة ضخمة

لوك نيليس هو لاعب كرة قدم بلجيكي من مواليد عام 1967، يلعب في مركز المهاجم الصريح، بدأ مسيرته في فينترسلاج وسرعان من انضم إلى أكبر أندية بلاده، أندرلخت، عام 1986.
أحرز نيليس في ثمانية مواسم قضاها في أندرلخت 127 هدفًا وكان المهاجم الأول في بلجيكا، الأمر الذي أهله إلى أخذ الخطوة الثانية الكبرى في مسيرته وانضم إلى أيندهوفن عام 1994.
موسمان لعبهما نيليس مع رونالدو الظاهرة، ثم زامل بعد ذلك مهاجم أسطوري آخر وهو الهولندي رود فان نيستلروي وشكّل معه ثنائيًا مرعبًا، حيث سجلا سويًا في موسم 1998-99 55 هدفًا، وفي الموسم التالي 48 هدفًا.
كان رصيد نيليس من تلك الأهداف 24 هدفًا في الموسم الأول و19 في الموسم الثاني، بإجمالي 133 هدفًا على مدار ست سنوات في أيندهوفين و53 تمريرة حاسمة، ما أثبت للعالم أنه أحد أهم المهاجمين في العالم وأكثرهم اكتمالًا.
الإصابة اللعينة تُنهي مسيرته
بعد تلك المسيرة الضخمة في بلجيكا وهولندا، أخذ نيليس خطوة جديدة كبيرة وانضم إلى أستون فيلا في الدوري الإنجليزي ، خطوة كانت بداية النهاية بكل معاني الكلمة.
في المباراة الأولى له بقميص أستون فيلا، سجل نيليس هدفه الأول بإنجلترا بشباك تشيلسي بصورة رائعة، وبدا واضحًا أن هذا البلجيكي أتى إلى البريميرليج لإحداث الفارق.
إلا أنه وفي مباراته الثالثة تحديدًا أمام إيبسويتش، تدخل حارس مرماهم رايت عليه في الدقيقة السابعة بصورة عنيفة للغاية، شبيهة لتلك التي تدخل بيها جوردان بيكفورد على فيرجيل فان دايك، وانتهت مسيرته.
حاول الحارس أن يزور نيليس في المستشفى بعد ذلك، لكن البلجيكي أبى مقابلته ولم يرد رؤيته ويقول "أصبحت منعزلًا للغاية لفترة طويلة من الزمن لم أرغب في سماع أي شيء عن أستون فيلا".
اكتئاب وفقدان الساق
Gettyيقول نيليس "كنت في مكان مظلم، في ثقب أسود عميق، لقد كانت صدمة". لقد فقد البلجيكي زواجه بسبب أزماته النفسية وقتها ويضيف "لقد جاء نتيجة الانفعالات العاطفية التي كنت منغمسًا فيها. عندما سلبت كرة القدم مني، أفتقدها كثيرًا لدرجة أنني سقطت في الظلام. كان تعذيبًا نفسيًا. يوما على مدى فترة طويلة من الزمن".
من قوة الإصابة التي تعرض لها نيليس كاد أن يفقد ساقه، وحول ذلك يقول "بعد العملية الثانية أخبرنني الطبيب مدى اقترابي من فقدان ساقي، كان من الصعب للغاية استيعاب ذلك جيدًا، شيئًا فشيئًا حلت الأزمة لكن الضرر كان قائمًا بالفعل".
بمرور الوقت التئمت جراح نيليس العقلية أيضًا، ووافق على أن يزوره الحارس رايت وأكد أنه لا يحمل ضغينة تجاهه وأنه قد سامحه على أي شيء، ويضيف "كنت سعيدًا جدًا لأنني لم ألومه، مازلت لا ألومه".
في نهاية المطاف، أعلن أُنقذت ساق نيليس ولكن مسيرته في كرة القدم انتهت "التوقيع على الأوراق التي تقول أنني لن ألعب كرة القدم مرة أخرى كان أمرًا صادمًا".
عاش نيليس أربع سنوات من الاكتئاب الشديد والانعزال أنهى خلالهم زواجه كما أشرنا من قبل، المُنقذ الوحيد له كان أقرب أصدقائه الذي صار معالجًا نفسيًا له وكان يحثه على النهوض والتغلب على أحزانه.
حياة ما بعد الاعتزال
proshotsعاد نيليس إلى عالم كرة القدم مرة أخرى ولكن من بوابة التدريب، وبدأ مسيرته تحديدًا في عام 2004 بالعمل مع فريق زولدر في منصب المدير التقني، ثم عمل ككشاف لفريقه السابق أيندهوفين من 2006 وحتى 2011.
كما عمل نيليس مدربًا فرديًا في أيندهوفن أيضًا من 2007 إلى 2011 مع العديد من المدربين، ثم عمل مدربًا مساعدًا لقاسم باشا التركي وانطلق بعدها في رحلة طويلة بين تركيا وبلجيكا وهولندا كمدرب مساعد ومدرب للمهاجمين.
إنها حقًا قصة حزينة كيف أن الإصابة دمرت لاعبًا واعدًا مثل لوك نيليس، الزميل المفضل لرونالدو، والذي استرجع هذه الذكريات عندما تعرض فيرجيل فان دايك لإصابة قوية أمام جوردان بيكفورد في مباراة ليفربول وإيفرتون.
هنا، أخذ نيليس في تبرئة الحارس بيكفورد وأكد أنها حادثة غير مقصودة بالمرة واعتبر أن الأمر كله "حادثة كرة قدم" كثيرًا ما نراها في الساحرة المستديرة.
