نجح فريق واحد بالوصول لحاجز الـ10 نقاط من 4 مباريات في الدوري الإسباني، وهو إشبيلية، الذي يمكن أن يقفز إلى صدارة البطولة إن حقق أي نقاط أمام ريال مدريد في قمة اليوم.
يسود شعور بالتفاؤل الحذر لدى مشجعي النادي رغم أن الموسم مازال في بداياته خاصة بعد الطموحات العالية التي رافقت الموسم الماضي قبل أن ينتهي الأمر بحصيلة متواضعة للفريق.
ما يعيشه إشبيلية هذا الموسم يعيد للذاكرة كيف كان الفريق رقمًا صعبًا في الليجا، والتمهيد للثورة الحاصلة الآن، جاء أولاً بإعادة المدير الرياضي المعروف مونتشي والذي يحظى بسمعة كبيرة في الأندلس بعد قضاء عامين في روما.
في حقبته الأولى مع النادي، كان مونتشي العقل المدبر لفترة من النجاح لم يسبق له مثيل، بالفوز بـ5 بطولات للدوري الأوروبي، ولقبين لكأس الملك.
يتمتع مونتشي بحنكة كبيرة في عملية إدارة ملف الانتقالات، حيث يمتلك موهبة من الشراء بأاسعار منخفضة والبيع بأسعار مرتفعة (والأمثلة عديدة داني ألفيس وإيفان راكيتيتش، من بين آخرين كثيرين)، كما أشرف على دعم الفريق بشكل ناجح بلاعبين من الأكاديمية (أي أنه يوفر لإشبيلية النجاح الرياضي والاقتصادي في الوقت نفسه)، لذلك لا غرابة في استقباله استقبال الفاتحين من قبل أنصار إشبيلية عندما عاد.

عقب ذلك تم تعيين مدرب ذكي تكتيكيًا ومتعطش للنجاح مع الأندية، وهو جولين لوبيتيجي، الذي شوهد لآخر مرة في ريال مدريد في أكتوبر الماضي الماضي بعد أن تم تكليفه بمهمة مستحيلة تتمثل في خلافة مدرب فاز بدوري أبطال أوروبا في كل موسم من مواسمه كمدرب.
تم اختيار لوبيتيجي من قبل مونتشي ليقود عملية إحياء إشبيلية، ويبدو أنه الشخص المناسب، فمن الواضح أنه حريص على إعادة بناء سمعته بعد أن قضى فترة مشؤومة في مدريد. نجاحه مع منتخب إسبانيا جذب أنظار مونتشي نظرًا لكونه صهر لاعبي الفريق في بوتقة ذات هوية كروية واضحة.
اتضحت أساليبه وأفكاره التكتيكية بالفعل في المراحل الأولى، بالاعتماد الدائم على تشكيله المفضل 4/3/3 في كل المباريات حتى الآن.
وتبدو مرونة وحركية الظهيرين "خيسوس نافاس وسيرجيو ريجيلون" ركيزة أساسية في أسلوب وطريقة لعب لوبيتيجي، بينما يلعب الوافد الجديد خوان جوردان دورًا محوريًا في خط الوسط إلى جانب إيفر بانيجا وفرناندو، فبعد أن كلف النادي 14 مليون يورو فقط من إيبار، فعلى ما يبدو أن جوردان سيكون "ضربة معلم" جديدة من مونتشي في سوق الانتقالات.

كل شيء مبني في إشبيلية على صلابة الدفاع، حيث استقبلت شباك الفريق هدفًا واحدًا حتى الآن في 4 مباريات (أقوى خط دفاع في الليجا)، كما حدوا من تسديدات الخصوم بمتوسط 7 تسديدات على المرمى في المباراة الواحدة.
لكن في المقابل فمنطقة الضعف الوحيدة هي الخط الأمامي، فقد سجل النادي 5 أهداف فقط حتى الآن، لم يسجل أي منها المهاجم الأساسي لوك دي يونج.
وبفضل أهداف خوان جوردان، حصل إشبيلية على 6 نقاط من أصل عشر نقاط حتى الآن ، بالفوز 1/0 على غرناطة وألافيس، لكن لا يمكن الاعتماد عليه فقط لإنقاذهم كل أسبوع، لذلك على إشبيلية محاولة إيجاد طريقة أخرى للوصول لشباك الخصوم.
إن الشعور بفقدان وسام بن يدر وبابلو سارابيا، اللذان ساهما بما مجموعه 30 هدفًا في الدوري الإسباني في الموسم الماضي أمر محسوس، لكن ما إذا كان بإمكان خافيير هيرنانديز "تشيتشاريتو" سد الفجوة في ضوء خبراته، فإن إشبيلية قد يجد حلاً لهذه المعضلة.
إذا كان الهدف هو التأهل إلى دوري أبطال أوروبا للموسم المقبل، فيجب أن يكون ضم مهاجم جديد على رأس قائمة أولويات مونتشي في شهر يناير. قد لا يكون هناك العديد من الخيارات المتاحة، ولكن تم ربط النادي بمهاجمين أمثال ماريو ماندزوكيتش وألفريدو موريلوس وماريانو دياز، وكل منهم قادر على إعطاء إشبيلية ما ينقصه.
كما يقال فان روما لم تبن في يوم واحد وهو أمر يدركه مشجعو إشبيلية بأن الفريق تنتظره مواجهات قوية تمتحن قدراته بدءا من استضافة ريال مدريد الليلة، إلا أن دلالات وجود عمل رائع يتم صناعته تبدو واضحة في إشبيلية ما سمح محبيه أسبابها عديدة للشعور بالسعادة والأمر يحتاج ربما إلى مزيد من المثابرة وتسجيل أهداف أكثر.




