ittihad - anmar al hailae  - Cosmin Contra 2022goal

لا عزاء لإعلام الاتحاد .. فلتواصل سفينة أنمار الحائلي الإبحار بسلام!

ليلة من أسوأ ليالي الاتحاد في السنوات الأخيرة، خيبة أمل جديدة يعيشها النمور بعدما كانوا قاب قوسين أو أدنى من تحقيق بطولة بعد سنوات عجاف، لكن لقب دوري كأس الأمير محمد بن سلمان للمحترفين أبى أن يخضع للفريق الجداوي.

تشعر أن البطولات تُبدع في تعذيب جمهور العميد، قبل أشهر، وتحديدًا في أغسطس 2021، وصل الاتحاد أيضًا لنهائي البطولة العربية للأندية، لكنه خسر اللقب لصالح الصفاقسي التونسي، والليلة بعد أشهر من الهيمنة على صدارة جدول ترتيب الدوري المحلي، يخسر اللقب في الأمتار الأخيرة بغرابة شديدة.

الكل مسؤول عما حدث، لا أحد برئ من خيبة الأمل الكبيرة التي يعيشها الجمهور حاليًا، دموع لاعبي الاتحاد التي انهمرت وملأت ملعب الجوهرة المشعة الليلة، لن تجعل الجمهور يشفق على هذه المجموعة، التي خسرت اللقب بيدها لا بيد عمر!

الروماني كوزمين كونترا؛ المدير الفني للفريق، هدم كل ما بناه منذ أن تولى المسؤولية في أغسطس 2021، نعم! أحدث طفرة كبيرة ونافس العميد على اللقب لأول مرة بعد غياب سنوات بفضل جهوده، لكن سيذكر التاريخ أنه خسر اللقب برعونته وأنه في أربع جولات فقط خسر صدارة حافظ عليها لأشهر.

ولن نكون مبالغين إن حملنا كونترا المسؤولية الأكبر لضياع اللقب، فهو من لم يحسن التعامل بشكل جيد مع الجانب النفسي للاعبين في مراحل الحسم، وإن كان قد أجاد فعل هذا طوال الموسم، فلم يتأثر فريقه بغيابات كثيرة عصفت به، لكنه كان ثابتًا وقتها، وحصد الفوز تلو الآخر.

كذلك الإدارة برئاسة أنمار الحائلي ليست بمهرب من هذا الإخفاق، فلم تنجح في عزل فريقها عن قضايا خارج الملعب، والتي أخرجت مهاجم الفريق عبد الرزاق حمد الله عن تركيزه، فكان بمثابة الحاضر الغائب في الجولات الأخيرة.

لكن ورغم كل ذلك، ورغم مرارة الليلة في حلق جمهور الاتحاد إلا أن إهدار حق هذه المجموعة سيكون إجحافًا كبيرًا..

بعض إعلاميي الاتحاد سنوا سكاكينهم منذ خسارة الاتحاد للصدارة في الجولة الـ28، بدأوا ينادون بإقالة كونترا، واستقالة الحائلي ومدير النادي التنفيذي حامد البلوي ومجلس الإدارة بالكامل، ومنهم من أعلن فقدانه الثقة في قدرة فريقه على تحقيق اللقب منذ ذلك الحين، رغم أن الأمل كان لا يزال قائمًا وقويًا، مؤكدين ثقتهم في قدرات لاعبي الهلال على الحفاظ على الصدارة بشكل أكبر، ربما كان مبرر هؤلاء الواقعية وعدم خداع الجمهور، لكن لا واقعية في دعم فريقك، عليك أن تثق به حتى الثانية الأخيرة من الموسم، طالما لا تزال فرصته قائمة!

لكن في حقيقة الأمر وبتجرد كامل من كل شيء، فإن ذبح هذه المجموعة سيكون أكبر خطأ قد يرتكبه الاتحاديون، لا لرحيل إدارة الحائلي، لا لرحيل كونترا..

ما فعله الحائلي في الأربع سنوات الأخيرة بالنادي الجداوي، يجعلنا نقول بكل ثقة: "اتركوا سفينة أنمار تُكمل إبحارها بسلام!"، هذه الإدارة هي من انتشل النادي من أزمة مالية طاحنة عصفت به في السنوات الأخيرة، هذه الإدارة هي من تحملت المسؤولية كاملة في وقت صارع به الفريق الهبوط لدوري الدرجة الأولى موسمين متتاليين.

انظروا لحال الأهلي، الذي يبكي الجميع على هبوطه لدوري يلو الليلة، سنوات وسنوات يحارب بها الراقي أزماته، وفي النهاية فشل في النجاة.

كان من الممكن أن تكون نتيجة الاتحاد كالأهلي، لكن الحائلي أعاد هيبة الفريق سريعًا في زمن قياسي، فبعد موسمين من صراع الهبوط، عاد في الموسم الثالث مباشرةً ليدخل المربع الذهبي بجدول الترتيب، وفي الموسم الرابع "الحالي" ينافس على اللقب حتى الجولة الأخيرة.

صفقات رائعة أبرمها الحائلي، منها ما تحمل نفقته من ماله الخاص، لم يتهرب أنمار أمام الرأي العام وواصل المسير، لذلك رحيله حاليًا سيكون أكبر خسارة للاتحاد، هو من يعلم خبايا النادي ويعلم نواقصه، فاتركوه يكمل العام المتبقي له في فترته الرئاسة، فلا مجال لإدارة جديدة لتأتي وتهدم كل ما بناه هذا الرجل، ربما يتكلل مجهود هذه الإدارة بلقب في الموسم المقبل!

أما عن الانقسام حول كوزمين كونترا، فإنني من أكبر المعارضين لرحيله حاليًا، ظللنا سنوات ننتظر عودة روح الاتحاد، وفي غضون أشهر أعادها كوزمين، وإن كان فقد السيطرة في الجولات الأخيرة، لكن يبقى رحيله قرار متسرع، قد يدفع الفريق ثمنه في الموسم المقبل.

درس الموسم الحالي القاسي تعلمه الجميع، فلا مجال حاليًا لإدارة جديدة، ولا مدرب جديد، المجموعة الحالية هي من تجرعت مرارة هذا الإخفاق، وهي وحدها القادرة على خوض تحدي الموسم المقبل بكل جدية، كي تعوض الجماهير المتألمة.

الليلة، عزائنا لجمهور الاتحاد، ولا عزاء لبعض إعلام العميد، الإعلام الهادم، صاحب النقد المجحف، وإلى الحائلي وكونترا واللاعبين: "ننتظركم على منصات التتويج في الموسم المقبل، فلا تخذلونا!".

إعلان