"لقد كان سمينا جدًا."
ليست هذه هي الكلمات التي يريد أي لاعب شاب أن يسمعها عندما تأتي من مدير فني في أحد أندية أوروبا المرموقة.
كان هذا هو تقييم مارك أوفرمارس للاسينا تراوري وهو يشاهده يلعب للمرة الأولى مع أياكس كيب تاون، النادي الشقيق في جنوب أفريقيا لأبطال الإيرديفيزي.
رغم امتلاكه لبنية جسدية قوية تشبه روميلو لوكاكو وسرعة وإنهاء قوي، لكن الوزن كان هو الشيء الوحيد الذي يعوق تطور اللاعب الشاب بحسب أسطورة أياكس وآرسنال.
على الرغم من ذلك كان أياكس واثقًا من قدراته وموهبته، لدرجة أنهم أرسلوا مدربًا للأداء إلى كيب تاون للعمل إلى جانب تراوري لإعداده للحياة بين المحترفين. بعد مرور عامين، يتخذ تراوري خطواته الأولى نحو أن يصبح مهاجمًا النادي الأول بلا منازع
لطالما اشتهر أياكس بتخريج بعض من عظماء اللعبة، خاصة المهاجمين الكبار، لكنه في الآونة الأخيرة فشل في إنتاج مهاجم رقم 9 بارع منذ ظهور باتريك كلويفرت منذ حوالي 26 عامًا. لكن من المأمول أن ينهي تراوري هذا الانتظار.
في أول مباراة بصفة أساسية له مع الفريق الأول استطاع تسجيل هدفًا وصناعة آخر في الفوز على أدو دين هاج في 22 ديسمبر.
وبعد شهر بدأ انطلاقته الثانية، هذه المرة ضد سبينبورج من الدوري الأدنى في كأس هولندا، حيث سجل هدفين وصنع آخر في الفوز 7/0 لأياكس.
Getty/Goalووثق المدير الفني لأياكس في أن تراوري هو المهاجم المناسب ليحل محل كوينسي برومز الذي تعرض للإصابة في نهاية الشوط الأول على بي إس في آيندهوفن.
بدأ نجل قائدة سابقة لمنتخب بوركينا فاسو للنساء، وابن عم جناح تشيلسي السابق ولاعب ليون الحالي برتراند تراوري ، البالغ من العمر 19 عامًا، تدريبه في كرة القدم في مدرسة رحيمو لكرة القدم التي يرأسها رحيم أويدراوجو، الذي لعب أكثر من 140 مرة مع نادي تفينتي خلال مسيرته المهنية في هولندا.
كانت موهبته واضحة، واكتشفها رون جروينر، الذي كان يقضي وقت فراغه في السفر عبر إفريقيا، وأخبر أياكس بما شاهده.
على الرغم من المخاوف المتعلقة بوزنه، تم إرساله للتطوير في كيب تاون، حيث كان من الواضح أن الدروس التي تعلمها من أويدراوجو تعني أنه كان متقدمًا بالفعل على أقرانه من نفس الفئة العمرية.
كان لا يزال بحاجة إلى التحسين من حيث وعيه التكتيكي وأسلوب حياته، ولكن خلال فترة السنتين التي قضاها مع النادي تحسنت بشكل واضح، في حين تم تحويل الدهون في جسده إلى عضلات ساعدته أكثر في مركزه.
لم يستطع أياكس أن يقدم له عقدًا حتى عيد ميلاده الثامن عشر، ولكن بمجرد بلوغه السن القانونية بحسب لوائح الفيفا، نُقل جزئيًا إلى أوروبا وأدرجه في المعسكر التدريبي للفريق في منتصف الموسم، حيث أثار إعجاب عدد من زملائه الجدد في الفريق.
Gettyبعد تألقه اللافت على مستوى الشباب، جلس تراوري على مقاعد البدلاء في مباراة الإياب المصيرية لنصف نهائي دوري أبطال أوروبا أمام توتنهام في أوائل مايو والتي انتهت بهزيمة أياكس 3/2 وتوديعه البطولة، قبل أن يشارك لأول مرة في الثواني الأخيرة من فوزه 4/1 على أوتريخت بعد أربعة أيام.
بعد ذلك تعين عليه الانتظار أكثر من خمسة أشهر لظهوره في الفريق الأول كبديل في وقت متأخر أمام فينورد، لكنه ظهر في كل من آخر سبع مباريات في النادي بعد أن أصبح ثابتًا في تشكيلة فريق.
وعن قدرات اللاعب يقول أوفرمارس "لديه ميزة تصويب الكرات بقوة ودقة. أنا لا أقول إنه يستطيع فعل كل شيء آخر بشكل مثالي، لكنه يفعل الأشياء بسرعة".
وتابع "هو فتى سعيد وهذا الأمر مهم. في الطريق إلى القمة، خمسون بالمئة تحدد بالنوعية، والخمسون الباقية بالأمور الذهنية".
يبدو أن تراوري لديه الموقف الصحيح بعد أن كشف في مقابلة أجريت معه مؤخرًا أنه يرى مستقبله مع أياكس بدلاً من حرق نفسه بالانتقال لنادي أكبر في هذا السن كما ساعده وجود مهاجمين مخضرمين إلى جانبه مثل دوسان تاديتش وكلاس يان هونتيلار وريان بابل، للتعلم منهم.
يبقى هدف اللاعب هو الاستمرار في حجز مكانه باستمرار في تشكيلة الفريق، وقد نجح حتى اللحظة في الفوز بكل التحديات التي خاضها، لذلك فأياكس يبدو وكأنه اكتشف جوهرة أخرى.


