خاض فريق نيوكاسل اليوم أول مباراة له تحت قيادة الإدارة الجديدة والمالك الجديد الذي استحوذ على غالبية أسهم النادي، وكانت النتيجة محبطة إلى حد كبير.
توتنهام المتخبط فاز على نيوكاسل بثلاثة أهداف مقابل هدفين في مباراة كانت نتيجتها مرشحة للزيادة، وكشفت العديد من العيوب الفنية في الفريق.
لكننا لسنا هنا لنتحدث عن خسارة الفريق أو عن العيوب داخل الملعب ولن نحلل الأمر من وجهة نظر فنية بحتة، نحن هنا فقط لنضع التوقعات حيث يجب أن تكون وأن نقول بعض الكلمات بشكل عقلاني بشأن مستقبل نيوكاسل.
عصا سحرية غائبة!
هل توقعت جماهير نيوكاسل أن يتم حل كل شيء بشكل سحري لمجرد أن المالك تغير وجاء آخر بالكثير من الأموال التي ربما لم يشاهدوا مثلها في تاريخهم؟
لا، بكل تأكيد لم تكن التوقعات كذلك، حتى لو ظهر لنا العكس عن طريق الجماهير داخل وخارج الملعب، فكل ما شاهدناه من صور جاء فقط بدافع الاحتفاء بالصفقة التاريخية.




حتى أقصى الجماهير جموحًا لن يحلم أن تتحسن النتائج وأن يشاهد فريقه يحقق الانتصار تلو الآخر فقط لأن المالك تغير.
تحسن على المدى البعيد؟
هل تنتظر الجماهير تحسنًا ملحوظًا على المدى البعيد بعد أول فترة انتقالات في يناير؟ حسنًا ربما يرد البعض بنعم وأكيد وهذا الأمر مفروغ منه.
لكن إجابتي بشكل شخصي ستكون محبطة لهم، فلا وألف لا، ولا بعد أول أربعة فترات انتقالات وليس قبل مرور عامين عليكم أن تبحثوا عن النتائج.
التغيير في كرة القدم هي عملية تستغرق الكثير من الوقت بالأخص لو كان ذلك التغيير في اتجاه الأفضل وليس الأسوأ.
الهدم سهل والبناء هو الأصعب، وفي نيوكاسل يجب أن يمر النادي بكلتا العمليتين قبل البحث النتائج والبطولات.
نماذج سابقة
في نموذج الاستثمار الرياضي في الدوريات الكبرى لدينا فريق مثل مانشستر سيتي، صحيح أنه تحسن على المستوى المحلي وأصبح متوحش بعد أن أبعد مانشستر سيتي عن السيطرة، إلا أنه حتى الآن وبعد 13 عامًا من تغيير المالك لم يحقق دوري أبطال أوروبا.
وبداية تحسنهم في مانشستر سيتي أيضًا لم تكن فورية، بالرغم من الصفقات الرنانة سواء في التشكيل أو الجهاز الفني، لكن في النهاية كل شيء يحتاج للوقت.
باريس سان جيرمان هو أحد أنجح نماذج الاستثمار العربي في كرة القدم الأوروبية، لكن وضعه كوضع مانشستر سيتي، لم يحقق النجاحات المحلية فورًا، وحتى الآن يعجز عن التتويج بدوري أبطال أوروبا.
لا نريد التطرق للحديث عن التجارب الفاشلة، فنحن هنا لا نتوقع فشل أو نجاح أي تجربة، نحن فقط نتحدث عن التوقعات المرتفعة للغاية والتي يجب أن تنخفض منعًا لأي نوع من الإحباط.
نموذج عربي - عربي سريع!
Pyramids FC Twitterفي مصر وبالتحديد عندما تم شراء نادي بيراميدز حدثت التغييرات بشكل سريع، ونجح الفريق في ضم مجموعة من أفضل اللاعبين في الوطن العربي بشكل فوري في أول مواسم المالك الجديد وقتها.
لكن وحتى يومنا هذا بالرغم من تغير المالك مرة أخرى وضخ المزيد من الاستثمارات والحصول على الكثير من النجوم لم يحقق النادي أي شيء يذكر فيما يتعلق بحصد البطولات.
الحديث عن بيراميدز جاء فقط من أجل أن نوضح أنه حتى في أفضل الحالات وعند ضم أبرز النجوم في موسم واحد لا يجب أن تنتظر النجاح بشكل فوري.
بيت القصيد
عملية إعادة البناء تتطلب الكثير من الوقت والمجهود، ولو حدث ذلك بشكل فوري كما في نموذج بيراميدز لا يجب أيضًا أن ترتفع الآمال لأكثر من اللازم.
في النهاية نقل ملكية نيوكاسل كان بكل تأكيد صفقة تاريخية، لكنها تحتاج للوقت لنرى أثرها الفعلي على نتائج فريق كرة القدم، والمقصود بالوقت هنا هو موسمين فأكثر.
فهناك العديد من الجوانب بعيدًا عن الأموال تؤثر في كرة القدم، على رأسها شخصية الفريق البطل، ومدى طموح اللاعبين، سواء كان يبحث عن جمع أكبر قدر ممكن من الأموال فقط أم يبحث عن البطولات، كل ذلك يؤثر في عملية البناء.
ختامًا، لا يجب أن تنتظر الجماهير النتائج قريبًا، ولو جاءت فذلك سيكون الاستثناء، لكن لا يجب على الإطلاق أن يحكم على المشروع بالفشل لو لم يحدث هذا، على الأقل قبل عامين إلى ثلاثة من الآن.
