FBL-EUR-C1-PSV-LIVERPOOLAFP

كييزا أمام أيندهوفن .. حين تغيب عن حبيبتك وتلقاها بعد الأيام الصعبة!

هل جربت الغياب عن حبيبتك لمدة طويلة واجهت خلالها أيامًا صعبة وقاسية؟ وهل جربت العودة للقائها بعد تلك المعاناة؟ إن فعلت ستفهم تمامًا مشاعر فيديريكو كييزا خلال مواجهة ليفربول وأيندهوفن في دوري أبطال أوروبا مساء أمس، وإن كنت محظوظًا بعدم خوض تلك التجربة القاسية فقد شاهدت منذ عدة ساعات مثالًا حيًا لتلك التجربة المؤلمة.

انطلق الفتى الإيطالي الشقي مثل الصاروخ شديد الانفجار في فيورنتينا، خطف أنظار الجميع وإعجابهم، بدأ الكل يتنبأ بالمستقبل المبهر ووصفه بنجم الآدزوري القادم، وقد توج انتقاله إلى يوفنتوس تلك التوقعات خاصة مع أدائه الممتاز في الموسم ونصف الأول له مع الفريق.

التاسع من يناير 2022 كان بداية المعاناة، حين تعرض للإصابة اللعينة بقطع في الرباط الصليبي خلال مواجهة روما في الدوري الإيطالي، غادر الملعب عند الدقيقة الـ30 ولم يعد أبدًا كما كان! بدأت أشهر من العلاج والتأهيل ومحاولة استعادة المستوى بدنيًا وفنيًا، لكن الجسد لم يعد كما كان أبدًا! القدم لم تستعد حالتها السابقة أبدًا!

أيام صعبة للغاية ونفق مظلم لم يظهر النور في نهايته قط، وقد وصلت المعاناة إلى الذروة بطرده من يوفنتوس وإبعاده عن التدريبات وعرضه للبيع بسعر بخس، وما زاد من ألم اللاعب عدم اهتمام أي نادٍ بضمه طوال أيام الصيف الحارة والقاسية، حتى وُجد حبل الإنقاذ من ليفربول الذي أنقذه من الغرق وضمه في آخر أيام سوق الانتقالات صيف 2024 بعقد طويل الأمد يمتد حتى 2028.

لم يكن الوضع أفضل كثيرًا مع ليفربول، إذ لم ينجح اللاعب في استعادة مستواه ولم يحصل على الفرصة الكاملة للقاء حبيبته، كرة القدم، بل عادت الإشاعات لتحاصره وعادت الكلمات القاسية لتصفه، حتى أن التوقعات كانت بانتقاله إلى نادٍ آخر بالإعارة أو البيع النهائي.

تلك المعاناة يُمكن القول أنها وجدت أخيرًا طريق النهاية مساء أمس في ملعب فيليبس بهولندا، حيث بدأ اللاعب مباراة الجولة الختامية من مرحلة الدوري في دوري أوروبا والأجمل أنه وللمرة الأولى هذا الموسم واصل اللقاء حتى نهايته .. 90 دقيقة من اللعب بخلاف دقائق الوقت المحتسب بدلًا من الضائع، 90 دقيقة من اللقاء مع حبيبته التي غاب عنها طويلًا، 90 دقيقة من الشغف والإصرار وإظهار الرغبة في إنهاء تلك المعاناة والبدء من جديد.

صاحب الـ27 عامًا كان الأفضل من زملائه على أرض الملعب، تسبب بطريقة مباشرة بالهدفين، فقد جلب ركلة الجزاء التي أسفرت عن الأول من كودي جاكبو وكان من سدد الكرة التي ارتدت من الحارس ليُتابعها هيرفي إيليوت في الثاني، هذا بجانب تسديدة أخرى تصدى لها حارس أصحاب الملعب وعدد من المراوغات الناجحة والفعالة.

والأهم من كل تلك الأرقام والإحصائيات كانت الثقة التي لعب بها كييزا، الحماس الذي ظهر به على أرض الملعب، وقد لخص اللاعب كل ذلك حين قال بعد المباراة "أريد شكر المدرب والجهاز الفني لمنحي فرصة اللعب 90 دقيقة اليوم، ذلك كان عظيمًا بالنسبة لي، لأني كنت بحاجة إليه فعلًا".

كييزا كان بحاجة إلى تلك الـ90 دقيقة بالفعل، كان بحاجة إلى لقاء كامل مع حبيبته التي اشتاق لها كثيرًا، كان بحاجة إلى لحظات التألق تلك على الملعب، إلى تصفيق الجمهور وكلمات الإعجاب والتشجيع من المدرب والزملاء، إلى تلك ردود الفعل الإيجابية التي ضجت بها منصات التواصل الاجتماعي طوال الساعات الماضية ... كل هذا لا يعني إلا أمرًا واحدًا، أن طريق العودة إلى القمة قد بدأ فعلًا، وإن حدث ذلك فقد فاز العملاق الإنجليزي برهانه واستطاع أن يمتلك أحد أفضل أجنحة العالم بمجرد 12 مليون يورو!

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0