الفترة الأخيرة في صفوف أياكس أمستردام سببت مشاكل كبيرة للفريق الهولندي، فمع فشل تسجيل سباستيان هالر الصفقة التاريخية للفريق، في قائمة الفريق النهائية بالقائمة المشاركة بالدوري الأوروبي، وغياب حارس الفريق أونانا لفترة طويلة بسبب المنشطات، تأزم المستقبل القرب لفريق المدرب تين هاج.
وبالإضافة إلى ما سبق سيعاني الفريق على المدى البعيد، بعد تأكد رحيل الشاب براين بروبي صاحب الـ 19 عامًا في الصيف المقبل، ليزداد الموقف صعوبة خاصة بعد رحيل جوليان ريكوف ابن الـ 16 عامًا والملقب بـ "ليفاندوفسكي الهولندي"، والذي انضم إلى بوروسيا دورتموند الألماني في يناير الماضي.
ولكن وسط كل هذا الظلام في أياكس، يوجد بصيص أمل للمستقبل، في وجود أكاديمية مثل أكاديمية الفريق الهولندي المليئة بالنجوم المتوقع لهم مستقبل مشرق، ويشارك بالفعل بعضهم مع الفريق الأول.
ProShots
ومن بين تلك الأسماء هو كينيث تايلور، الذي شارك مع الفريق الأول هذا الموسم في مباراتين، منذ أن كان ناشئًا مع أياكس وهو في سن الثامنة من عمره، وبالرغم من كونه جزءًا مع الفريق الأول ويتدرب مع تين هاج كل يوم، إلا أنه مازال لاعبًا أساسيًا أيضًا في فريق الرديف الذي يلعب في الدرجة الثانية الهولندية، وفي هذا الموسم سجل معهم أربعة أهداف وصنع مثلهم.
كل تلك العوامل والمؤشرات مثيرة للإعجاب وللاهتمام، بلاعب مركزه الأساسي والذي يلعب فيه أغلب الوقت هو وسط مدافع، ولكن غريزته الهجومية لا يجب أن تكون مفاجأة لقد بدأ مسيرته كمهاجم في فريق دي فوريسترز.
وعند انتقاله إلى أياكس شعر مدربو الفريق، أنه يمكن الاستفادة منه في ظل قدراته الكبيرة على التمركز والتمرير المتقن، فشغل خط الوسط.
ووقع النادي مع اللاعب صاحب الـ 18 عامًا، عقدًا جديدًا في سبتمبر الماضي ليحافظ عليه من الخروج بشكل مجاني، كما فعل بروبي وريكوف، وغيرهم من اللاعبين الشباب.
مركز اللاعب في أرضية الملعب وشعره الأشقر، جعل البعض في أياكس يطلق عليه اسمًا روتينيًا وهو "دوني فان دي بيك الجديد"، بالرغم من الاختلاف التام في أسلوب لعبهم، لأن فان دي بيك لديه حرية أكثر في التقدم والمساهمة الهجومية.
ولغرائب القدر أن اليوم الذي وقع فيه تايلور عقده الاحترافي مع أياكس، كان هو اليوم الأخير لفان دي بيك في الفريق، قبل أن يرحل إلى مانشستر يونايتد الإنجليزي مقابل 35 مليون جنيه إسترليني، ويومها خرج اللاعبان معًا وودعا بعضهما وتناولا العشاء معًا.
وفي تصريحات صحفية، كشف تايلور عن علاقته بصديقه فان دي بيك، وقال: "إنه مثل أخي يقدم لي دائمًا نصائح جيدة، لقد مر بالكثير من الأمور، ويطلب مني دائمًا التحلي بالصبر ومواصلة العمل".
وبالفعل يبدو أن تايلور ينفذ نصائح فان دي بيك ويتحلى بالصبر، فبعد مستواه مع منتخب هولندا والفوز ببطولة أوروبا تحت 17 عامًا، والمساهمة في فوز فريق الشباب لأياكس بالثنائية المحلية، تم استدعائه لمعسكر الفريق الأول قبل موسم 2019.
وكان بيتر فان دين فين، مدرب هولندا تحت 17 عامًا أشاد بتايلور بشكل كبير، في ذلك الوقت بعد ظهوره مع رديف أياكس وقال: "إنه لاعب جيد جدًا ويعرف كيف يتمركز، ولديه عقلية ممتازة بالنسبة له كلاعب في سن الـ 16 من عمره".
وواصل: "إنه يذهب ويلعب حيث يتوقف ويخاف الآخرين، إنه لاعب جيد حقًا، الجميع يقبل منه النصائح والتوجيهات عندما يتحدث معهم".
ويبدو أن عقلية تايلور الرائعة، لا تكون فقط داخل الملعب، فيقول عنه صديق طفولته ولاعب ولفرهامبتون الإنجليزي، كي جانا هوفر: "نحن نتحدث معًا كل يوم تقريبًا، ونلعب لعبة FIFA لا يمكنه أبدًا تحمل الخسارة، وعندما يحدث ويخسر يلقي وحدة التحكم الخاصة به".
ويهدف كينيث تايلور لمواصلة طريقه وتحقيق أهداف وأن يحجز مكانًا أساسيًا مع أياكس ويصبح لاعبًا دوليًا في الفريق الأول لمنتخب بلاده، وإن فعل ذلك قد يحصل على فرصة ويلعب بجوار اللاعب الذي يعتبره قدوته وخير مثال له، وجورجينو فينالدوم.
وقال تايلور عن فينالدوم، في تصريحات سابقة: "إنه لاعب متعدد المهارات يمكنه فعل أي شيء في رأيي، إنه قدوتي وأنا أؤمن بنفسي في الحصول على فرصة للعب مع فريق كبير مثله".
Getty/Goalوبعد أن تم تشبيهه بتوني كروس، لقدرته على الاستحواذ والاحتفاظ بالكرة، فإن طموحه لا يمكن إيقافه، فهو اقترب بشكل كبير من تحقيق أول حلم له والانتقال وحجز مكانًا أساسيًا في التشكيل الأساسي لأياكس خلال الأشهر المقبلة.
وفي النهاية هكذا هو الحال في أكاديمية أياكس للمواهب، نرى بعض اللاعبين الشباب يرحلوا قبل أن يتركوا بصمتهم، يكون هناك الكثير من النجوم الشباب المستعدين للارتقاء للفريق الأول وتقديم المستوى المطلوب.