يدخل ماوريسيو ساري المدير الفني ليوفنتوس اختباره الحقيقي الأول مع السيدة العجوز بمواجهة ديربي إيطاليا ضد المتصدر الحالي للكالتشيو إنتر.
في السنوات الأخيرة، كان من الطبيعي أن يدخل يوفنتوس هذا اللقاء متصدًا بفارق كبير عن إنتر الذي لا ينافسه أصلًا ويقبع في منتصف الجدول، ويدخله أيضًا كمرشح للفوز بنسبة تفوق الـ 80%، أما في هذا العام فالأمور تختلف قليلًا، حيث بات إنتر مختلفًا عن تلك النسخة التي ظهرت في السنوات الثمانية الأخيرة.
هنا إنتر بقيادة أنطونيو كونتي، الفريق الذي انتصر في المباريات الستة التي خاضها في الكالتشيو حتى الآن، والذي يتصدر الترتيب بالعلامة الكاملة ويقدم كرة قدم متوازنة مميزة، في المقابل لا يبدو يوفنتوس ساري بملامح معينة ويغلب عليه العشوائية في كثير من الأحيان.
بالنسبة لساري سيكون في أشد الحاجة للفوز بالديربي من أجل اعتلاء الصدارة والحصول على الثقة المفقودة والتخلص تدريجيًا من الشكوك التي تلاحقه من بداية الموسم، بالطبع كونتي أيضًا يحتاج الفوز للأسباب ذاتها، بعيدًا عن الشكوك التي ابتعدت عن إنتر بمجرد وصول المدرب الإيطالي، إلا أن الثقة والشخصية تبنى بالفوز في مثل هكذا مباريات.
من حسن حظ ساري أن إنتر لعب مباراة قوية منتصف الأسبوع الماضي أمام برشلونة في كامب نو، الأمر الذي سيفيده في شيئين، أولهما إرهاق لاعبي النيراتزوري من السفر واللعب بنسق عالٍ، وثانيهما قراءة سريعة لمفاتيح الفوز على إنتر كونتي، والذي بات أحد أصعب الأشياء لمنافسي الفريق في الوقت الحالي.
إنتر لعب أمام برشلونة مباراة كبيرة، في الشوط الأول تحكم في الأمور بشكل كبير وأدى مباراة مثالية ووصل كثيرًا إلى المرمى وكاد يسجل أكثر من هدف ويحسم المباراة، ولكن بعد كل ذلك كيف خسر؟
في الشوط الثاني ضغط برشلونة بشكل أكبر، كان إنتر أقرب إلى إنتر 2010 مع جوزيه مورينيو في الملعب ذاته، عودة للاعبي وسط إنتر بشكل أكبر وعجز عن الخروج بالمرتدات بنفس كفاءة الشوط الأول، السبب بالطبع الإرهاق والضغط الكبير الذي قام به برشلونة بفعل تبديلات فالفيردي وتقدم اللاعبين خطوات للأمام.
فالفيردي أقحم فيدال بدلًا من بوسكيتس، دي يونج عاد للارتكاز، فيدال وسط ثاني بجوار آرثر، ميسي يأخذ حريته أكبر ولا يكلف بالعودة كثيرًا من أجل الاستلام، باتت خطورته أكبر لأنه بات يستلم في مناطق أقرب من المرمى، فيدال يدخل إلى المنطقة كثيرًا ويحوم حولها بحثًا عن الفراغات كعادته، هكذا كانت ملامح برشلونة التي أجبرت كونتي على التراجع بعناصره متأثرًا بكل هذا إضافة إلى الإجهاد.
Getty Imagesإذا يوفنتوس من الممكن له أن يلعب على عنصر اللياقة البدنية، إضافة إلى محاولة كسب معركة وسط الملعب، الأمر سيكون صعبًا نظرًا لأن العناصر المتوفرة لديه في هذا المركز ليست كدي يونج وفيدال وأرثر، ليست حتى كبروزوفيتش وباريلا وسينسي الموجودين في إنتر، ولكن ثلاثي وسط ملعب النيراتزوري لا تسعفه اللياقة لإكمال الـ 90 دقيقة بنفس النسق.
المهم بالنسبة لساري هو أن يخرج من شوط المباراة الأول إما فائزًا أو متعادلًا، ألا يخسر أو على الأقل لا يتأخر بفارق أكثر من هدف حتى يكون لديه القدرة على الرهان على إرهاق عناصر النيراتزوري في شوط المباراة الثاني ومن ثم قلب الطاولة.
المشكلة ستكون في أن المباراة ستلعب في جيوسيبي مياتزا معقل الإنتر من جهة، وأن يوفنتوس ساري لديه نقطة ضعف في شوط المباراة الثاني ويستقبل فيه أهداف أكثر من الشوط الأول، بل ويخسر تقدمه كثيرًا وتكرر الأمر في أكثر من مرة خلال هذا الموسم.
تحليل | برشلونة وإنتر.. كيف فشلت "العملية ميسي"
الحل يجب أن يأتي من العمق أكثر من خلال صناعة الفرص وخلق المساحات التي لن تتوفر على الأجناب بالشكل المطلوب نظرًا للـ 3/5/2 التي يعتمدها أنطونيو كونتي، الأمر سيكون أكثر صعوبة نظرًا لأن ذلك يقلل كثيرًا من التأثير الخيالي لكرستيانو رونالدو.
إذًا المباراة ستكون بمفاتيح عدة، ولا أحد يعلم إلى أي جانب ستسير، ما نعلمه جميعًا أنها ستكون بنكهة الماضي، حين كان الثنائي يتنافسان على بطولة الدوري وكل شيء، والأهم أننا سنعود من أجل الترقب والمشاهدة لمباراة باتت لا تعرف نتيجتها سلفًا.




