كونتي يعرض نفسه على تشيلسي، كانت تلك الأنباء التي تداولتها المصادر الإيطالية مؤخراً، وبالتبعية نظيرتها الإنجليزية حول رغبة المدرب الإيطالي بالعودة مجدداً لقيادة البلوز رغم الرحيل المرير في 2018.
لا ينسى أحد كيف انتهت العلاقة بين المدرب الإيطالي الذي قاد الفريق للبريميرليج في 2017 والكأس في 2018 وتوجه لاعبوه وجماهيره كملك "ستامفورد بريدج" المتوج، وكيف بعد صيف من الملاسنات والتلميحات انفصل الطرفان وحصل كونتي على مبلغ يقارب 30 مليون يورو كتعويض عن طريقة رحيله التي اعتبرها الكثيرون مهينة لرجل أعاد الهيبة للبلوز، ولكن كان ذلك في عصر آخر ومع مالك آخر أصبح من الماضي الآن.
الآن بعد رحيل رومان أبراموفيتش وإدارته ووصول تود بولي ورجاله لا يزال الأمريكي يتحسس خطاه رغم مرور قرابة عامين منذ استحواذه على تشيلسي وصرف ما يزيد عن مليار يورو، والفريق من سيء إلى أسوأ، وتعيين ماوريسيو بوتشيتينو لم يحقق المطلوب للم شمل النادي وإعادته لمكانته الطبيعية في قمة الهرم الكروي بإنجلترا.
ورث بوتشيتينو فريقاً محملاً بالمشاكل من الموسم الماضي، التغييرات الفنية من توماس توخيل إلى جراهام بوتر وفرانك لامبارد، وصرف الأموال لضم اللاعبين دون تخطيط، وغياب العقل المدبر في إدارة النادي جعلت تشيلسي مشروعاً صعباً حتى على مدرب بحجم وخبرات الأرجنتيني، وإن كان يتحمل بالتأكيد بعضاً من المسؤولية عن الموسم المخيب الذي سينتهي دون بطولات، ودون مشاركة في دوري أبطال أوروبا.
المباراة التالية
يعد بوتشيتينو مدير "فني" جيد ومن النخبة، ولكن تشيلسي تود بولي بحاجة لحل مشاكله خارج الملعب قبل داخله، وهنا شخص مثل كونتي "الصارم" يعد مرشحاً مثالياً، ولعدة أسباب.
لا خلاف على إمكانيات المدرب الإيطالي الفنية، ولكن شخصيته الصارمة وطريقته في التعامل مع لاعبيه وفرقه السابقة التي أثبتت نجاحها هو ما يحتاجه فريق مثل تشيلسي الآن يحتاج لفرض النظام، مشهد مثل الذي جمع كول بالمر وزملائه في لقاء تشيلسي لتنفيذ ركلة الجزاء لن يحدث أبداً بوجود كونتي.
يحتاج تشيلسي أيضاً داخل الملعب لأسلوب لعب واضح، وما يعتبره البعض قلة مرونة تكتيكية قد تكون مناسبة كثيراً للفريق الآن لأن كونتي لا يعرف إلا خطة لعب واحدة، وهي 3-5-2 الشهيرة للإيطالي، وبعض الثبات في التشكيل واللاعبين سيساعد البلوز كثيراً للاستقرار وبناء أسلوب وهوية.
وماذا عن عيوب كونتي الأشهر؟ المشاركات الأوروبية وسجله الضعيف؟ الفريق غائب عنها على الأرجح، وحتى إذا بلغ الدوري الأوروبي أو المؤتمر لن تكون بمثابة الهدف والتركيز سيكون على البريميرليج، والشكوى المستمرة من الإدارة والطلبات المستمرة للدعم؟ سيجد كونتي إدارة شبه غائبة وسيكون هو تقريباً الحاكم بأمره في تشيلسي، وما عانى منه دوماً في تجاربه السابقة من "بخل" الملاك وعدم تلبية طلباته سيجد عكسه مع بولي الذي لا يمانع ولا يبالي فيما يتعلق بالماديات.
يعد كل الكلام السابق في حكم التكهنات والفرضيات، كونتي بلا عمل وتم ربطه بنابولي ولكن رفض البارتينوبي ويبحث عن فرصة أكبر، ومصير بوتشيتينو مع تشيلسي ليس نهائياً، ومن يعلم قد يستمر، ولكن إذا صح الأمر وهناك فرصة لجمع كونتي وتشيلسي، قد تكون فرصة بولي لمصالحة جماهيره وبداية حقيقية لمشروعه في لندن، ولكن مرحباً بالواقع عزيزي القاريء، إذ بحسب "ديفيد أورنستين" يرفض الأمريكي فكرة عودة كونتي، توخيل، أو مورينيو لتدريب البلوز من الأساس ويرى بولي أن ناديه قدم كرة قدم "جميلة" في آخر مباراتين ونصف!