في الخامس من نوفمبر الجاري، أعلن اتحاد أمريكا الجنوبية لكرة القدم نقل المباراة النهائية لكوبا ليبرتادوريس من العاصمة التشيلية سانتياجو إلى نظيرتها البيروفية ليما، ليكون النهائي الثاني على التوالي للبطولة الذي يتم نقله.
ويبدو ريفر بليت وكأنه ارتبط بنقل النهائيات، فبعد أحداث لقاء البونبونيرا الشهير العام الماضي قبل إياب النهائي مع بوكا جونيورز، تم نقل اللقاء ليلعب في أوروبا، وبالتحديد في العاصمة الإسبانية مدريد وملعبها التاريخي "سانتياجو برنابيو".
"الكونميبول" حاول حل مشاكله ومواكبة العصر بلعب النهائي من مباراة واحدة وإلغاء لقاءي الذهاب والإياب، ليصطدم هذه المرة بالاحتجاجات الشعبية في تشيلي، والتي أجبرته على نقل المباراة قبل أسابيع فقط من موعدها إلى البيرو.
ومثل العام الماضي، جاءت الأحداث خارج الملعب لتجذب الانتباه عن ما يقدمه الفريقان داخله في الأشهر الأخيرة، والمشوار المميز لممثلي الكرة الأرجنتينية والبرازيلية في النهائي الفريد من نوعه مساء السبت.
ريفر بليت مرة أخرى شق طريقه إلى نهائي المسابقة القارية الأكبر للمرة الثالثة في السنوات الأربع الأخيرة، وذلك بفضل المشروع الممتاز بقيادة رئيس النادي رودولفو دي أنورفيو، والمدرب الفذ مارسيلو جاياردو الذي كون فريقاً تكتيكياً صلب يلعب على الطراز الأوروبي.

ونجح ريفر في الحفاظ على قوام الفريق الذي حقق اللقب الموسم الماضي على حساب الغريم بوكا، فأبقى على نجومه إيزيكل بالاسيوس، وخوان كينتيرو، ورافائيل بوري رغم الإغراءات الأوروبية، والأهم استمرار جاياردو نفسه الذي أصبح مطمعاً لكبار القارة العجوز بسبب تطوره التكتيكي المستمر، والإمكانيات الفنية المميزة للمدرب الأرجنتيني.
ويبحث ريفر عن تتويج خامس يساويه مع بينارول، ويقربه من مواطنيه بوكا صاحب الستة ألقاب، والأعلى تتويجاً إندبنديتي بسبعة، وكذلك فرصة جديدة للمشاركة في كأس العالم للأندية، ومحو الصورة السلبية التي تركها في الإمارات النسخة الماضية، والخروج المبكر على يد العين.
على الجانب الآخر، يأمل فلامينجو أن يواصل موسمه المميز محلياً وقارياً بتحقيق لقبه الثاني في ليبرتادوريس بعد عام 1981 مع زيكو، ويعيد البرازيل لمنصات التتويج في البطولة، إذ أن آخر فائز للسامبا كان جريميو في 2017.
ويعيش فلامينجو عاماً مميزاً على المستوى الكروي نجحت فيه نجاحاته بالميدان في محو فاجعة فبراير الماضي بعد الحريق في مقر النادي الذي أسفر عن وفاة عشرة لاعبين من أكاديمية النادي، فحقق الفريق لقب السيري آ البرازيلية، رافعاً رصيده إلى 35 لقب، ووصل للنهائي القاري الثاني له بعد غياب قارب 40 عاماً.
Gettyوإذا كان ريفر عبر للنهائي من بوابة عدوه اللدود بوكا جونيورز، ففلامينجو أقصى فريقين من البرازيل هو الآخر، فتغلب على إنترناسيونال بمجموع 3-1 عن المباراتين، ثم اكتسح جريميو 6-1 في اللقاءين بعد الانتصار بخماسية نظيفة ذهاباً.
ويعول فلامينجو بشكل كبير على هدافه جابريل باربوسا، أو جابيجول، الذي وصل حتى الآن إلى 29 هدفاً ما بين الدوري وليبرتادوريس، منها سبعة في الأخيرة قادت الفريق للمباراة النهائية، وسيكون تحت الأنظار فيها لكونها قد تكون مباراته الأخيرة مع الفريق في ظل التكهنات حول مستقبله من الاستمرار أو العودة لأوروبا من جديدة لمحو فشله في التجربة الأولى ما بين إنتر وبنفيكا.
عشاق كرة القدم في العالم أجمع سيكونوا على موعد مع وجبة كروية دسمة مساء السبت تعوضهم عن التوقف الدولي في الأيام الماضية، ولُعب المباراة في وقت باكر بالتوقيت المحلي لليما يمنح الفرصة لختام مثالي لهذا اليوم المزدحم باللقاءات الأوروبية، ولكن مسك الختام سيكون بنكهة لاتينية بين التانجو الأرجنتيني والسامبا البرازيلية.
