Marcus Rashford Anthony Martial Manchester UnitedGetty Images

كلام تكتيكي | مَن الأحق، راشفورد أم مارسيال؟


بقلم | محمود ماهر | فيسبوك | تويتر

يواجه دفاع ليفربول مأمورية شاقة للغاية أمام هجوم مانشستر يونايتد، عندما يواجهه على ملعب آنفيلد روود في الجولة الثامنة من الدوري الإنجليزي الممتاز بعد ظهر اليوم السبت.

كلام تكتيكيكلام تكتيكي - العامود الاسبوعي للكاتب محمود ماهر

جوزيه مورينيو يعتمد منذ بداية الموسم على توليفة تتمتع بالمرونة الحركية والقدرة على إنهاء الفرص أمام المرمى، وتتمثل في الآرميني المُبدع “هنريخ مخيتاريان” والإنجليزي السريع “ماركوس راشفورد” بالإضافة لهدف البريميرليج حتى الآن “روميلو لوكاكو”.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

لكن هناك لغط دائم بين عشاق مانشستر يونايتد حول أحقية “راشفورد” في لعب الأدوار الأولى مع الفريق، وهل سنه يَسمح له بذلك، خاصةً وأنه يلعب بصورة مستمرة على حساب لاعب جاء بملايين الجنيهات من موناكو قبل عامين هو “أنتوني مارسيال”.

وما يُبرر ذلك اللغط، بصمة اللاعب الدولي الفرنسي الواضحة على أداء الفريق خلال الأشواط الثانية من كل مباراة يلعبها منذ بداية الموسم الحالي، إذ سجل خمسة أهداف، ثلاثة في الدوري أمام وست هام يونايتد وسوانسي سيتي وإيفرتون، وهدف أمام بورتون في كأس رابطة الأندية الإنجليزية المحترفة، وأضاف هدفه الخامس هذا الموسم أمام نادي تسيسكا موسكو في الجولة الثانية من دور مجموعات دوري أبطال أوروبا قبل العطلة الدولية.

وراشفورد كذلك ينجح في التسجيل بصفة مستمرة وبمعدل متناسب من مارسيال هذا الموسم، لكنه في عموم هذه السنة منذ يناير حتى أكتوبر هو الأفضل من الناحية التهديفية، إذ استطاع تسجيل 16 هدفًا من بينهم 12 رفقة مانشستر يونايتد ما بين خمس بطولات “الدوري المحلي وكأس الاتحاد الإنجليزي وكأس الرابطة والدوري الأوروبي ودوري أبطال أوروبا”.

ربما تكون دقة التمرير والمهارات الفردية الشيء الذي يجب أن يُرجح كفة مارسيال على راشفورد في لعب الأدوار الأولى، لو أن الخطة هجومية بحتة ولا تعتمد على لاعبي الوسط في المساندة الدفاعية بنسبة 100٪ كما في ريال مدريد وباريس سان جيرمان وبرشلونة وبعض الأندية التي تتمتع بدفاعات قوية وجاهزة (من مجميعه).

مارسيال (منذ بداية موسم 2018/2017) أفضل من راشفورد، فقد صنع 6 أهداف وسجل 5 في 370 دقيقة فقط، بينما راشفورد وبخلاف ضعف دقته في التسديد وتفننه في إهدار الفرص السهلة أمام المرمى وهي عيوب ليست في مارسيال، فقد صنع وسجل أقل من مارسيال رغم حصوله على عدد دقائق أكثر، بتمرير 4 كرات حاسمة لزملائه وتسجيله لـ 5 أهداف في 568 دقيقة.

هل رأيتم كيف هو الأمر مُحير فعلاً؟ لا شك أبدًا في أن وجود أحدهما يفيد اليونايتد لخلق مرونة في المناطق الأمامية نظرًا لتمتعهما بالسرعة الفائقة على الطرف الأيسر أو في العمق الهجومي للخصوم أثناء شن الهجمات المرتدة، لكن خلل راشفورد في إنهاء الفرص السهلة شيء لا ينقص من قدره أمام جوزيه مورينيو ما دام يقوم بالواجب الدفاعي، ولهذا أرى أن جوزيه مورينيو سيواصل الاعتماد عليه في تشكيله الأساسي لاهتزاز ثقته في مارسيال فيما يخص المساندة الدفاعية، وتلك النقطة بالتحديد تسببت في جلوس اللاعب على دكة البدلاء لفترة طويلة خلال الموسم الماضي.

وهناك ما يجعل مورينيو على حق بوضع مارسيال احتياطيًا، وهو أنه أكثر لاعب يتمتع بميزة قراءة الثغرات الدفاعية من خارج الخطوط، فكلما شارك كبديل صنع الفارق، وهي نفس النقطة التي ميزت سولشاير وتشيشاريتو من قبل وجعلت لهما مكانة خاصة في مدرجات مسرح الأحلام.

Jose Mourinho Manchester United 2017

على كل، هناك بعض التوقعات تشير إلى أن مورينيو سيلعب أمام ليفربول بخطة 3-5-2، بوضع جونز وبايي وليندلوف في الخط الخلفي، وأمامهم آشلي يونج وماتيتش وهيريرا ومخيتاريان وفالنسيا، وفي الهجوم الثنائي راشفورد ولوكاكو، وهذه هي التشكيلة الأقرب للبدء، سيبقى الخلاف فقط على طريقة توزيع اللاعبين على أرض الملعب.

وللتذكير فإن مانشستر يونايتد بجعبته 19 نقطة في صدارة جدول الترتيب العام للدوري، وهو نفس رصيد نقاط مانشستر سيتي، من ست انتصارات وتعادل وحيد، بينما يحتل ليفربول المركز السابع بسبب سقوطه في الخسارة مرة وفي التعادل ثلاث مرات.

وينتظر عشاق مانشستر يونايتد وليفربول هذه المواجهة النارية، حيث ستجيب لهم على عدة تساؤلات هامة، أولها استعداد اليونايتد على مواصلة منافسة مانشستر سيتي على اللقب، فلم يواجه على مدار المباريات الماضية أي اختبار شرس أمام أحد كبار المسابقة مثلما واجه مانشستر سيتي، الذي نجح في تجاوز ليفربول بخماسية نظيفة قبل أن يُسقط تشيلسي في عقر داره بهدف دون رد قبل توقف الدوريات للتحول إلى أيام الفيفا.

أما يورجن كلوب، وبعد تلطيخ سمعة فريقه بسبب الهفوات الدفاعية الساذجة في كل مباراة، يستهدف تعديل أوضاعه بالعودة إلى مضمار المنافسة من بعيد بواسطة التعادل أو الفوز، وإظهار بعض التحسن والثقة على صعيد الأداء الدفاعي قبل الجولة الثالثة من دوري أبطال أوروبا والتي سيتبعها فترة توقف أخيرة.


إعلان