"في 2015 اهتم بي بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد وأراد مني يوفنتوس البقاء، ولكن في هذا الوقت لم أكترث باهتمامات أندية أوروبا لأنني كنت قد اتخذت قراري بالفعل بالعودة إلى الأرجنتين، شعرت أنه يجب عليّ العودة إلى البوكا لأصبح بطلًا"
هكذا تحدث كارلوس تيفيز قبل 4 أشهر، تحديدًا في نوفمبر الماضي، حيث حكى عن علاقته بفريقه الحالي بوكا جونيورز، والتي اعتبرها أكثر من مجرد علاقة نادٍ بلاعب، بل أنه أكد أن شعور البطولة لا يُمنح إلا من خلال هذا القميص، ومن خلال الوقوف بين الأنصار في لا بومبونيرا.
في 2003 تعلّق تيفيز بالأسلاك الحديدية من أجل الاحتفال مع جماهير بوكا جونيورز بالدوري الأرجنتيني، ثم عاد بعدها بـ 17 عامًا ليكرر الأمر نفسه، بوجه خالطته التجاعيد، ولكن بقلب طفل لن يتغير.
الحكاية بدأت بطفل لم يحيا كطفل، حيث ولد في مدينة بيونيس آيرس، الأرجنتينية، التي تشتهر بالعنف والمخدرات، وفي أحد أفقر أحيائها لأب وأم يعملان في تجارة المخدرات، ليقضي طفولته وسط هذه الأجواء التي تكفي لصناعة أعتى المجرمين، وهكذا كان مستقبله المتوقع وفقًا للبيئة المحيطة.
"كانت هناك أوقات صعبة، عندما يأتي الظلام تنظر من النافذة لترى مناظر مخيفة، وبعد ساعة معينة لا يمكنك الخروج إلى الشارع، كنت أستطيع أن ابدأ بالمخدرات، وسينتهي بي الأمر في القاع، بالرغم من ذلك كانت طفولة لطيفة، تعلمت منها الاحترام والتواضع والتضحية"
هكذا حكى تيفيز عن طفولته مستقبلًا، تلك التي تسببت في حرق في رقبته وصدره بسبب ماء ساخن أصابه حين كان يبلغ من العمر 10 أشهر فقط، وخسر بعض أسنانه في حرب عصابات من تلك التي كانت معتادة، أشياء كلها قصّها فيما بعد وهو يروي كيف تخلص من تلك الحياة بفضل كرة القدم.
أول نادٍ لعب له، تيفيز في مسيرته الاحترافية كان بوكا جونيورز، بعدما قضى سنوات طفولته في نيوز أولد بويز. مع البوكا فاز بكأس الليبرتادوريس، وكأس الإنتركونتيننتال، على حساب ميلان، ثم التتويج بكأس السود أميريكانا.
Gettyبعد ذلك غادر تيفيز بوكا جونيورز متجهًا إلى نادي كورينثيانز البرازيلي في ديسمبر من عام 2004، مقابل أموال طائلة، ولقب الدوري البرازيلي في موسم 2005، ثم انتقل إلى وست هام، مع صديقه خافيير ماسكيرانو في 2006، قبل أن تبدأ مسيرته الأوروبية في الانفجار، ومن الهامرز إلى مانشستر يونايتد ثم مانشستر سيتي ويوفنتوس.
خلال هذه الرحلة حقق تيفيز ألقاب عدة، الدوري الإنجليزي الممتاز ودوري الأبطال مع مانشستر يونايتد ثم بريميرليج آخر مع السيتي، والدوري الإيطالي مع يوفنتوس، والتأهل إلى نهائي دوري أبطال أوروبا مع اليوفي كذلك، وبعد أن عادت مسيرته إلى الحياة مع السيدة العجوز، وفي الوقت الذي كان مطلوبًا فيه من أندية بحجم بايرن ميونخ وأتلتيكو مدريد، جاء القرار بالعودة إلى البوكا.
بعودته إلى بوكا جونيورز وهو في قمة العطاء حاول منح فريقه السابق قبلة الوداع، أن يعطيه الألقاب والانتصارات بعدما لمعت مسيرته في أوروبا، ولكن ضربة قاتلة انتظرته في 2016.
خسارة لقب ليبارتادوريس في 2016 تركته في حالة حزن كبيرة، حتى أنه قرر حزم حقائبه والذهاب إلى الصين من أجل الابتعاد عن المشهد قليلًا.
"الأمر لم يكن من أجل المال، ولكنني شعرت بفقدان الرغبة في ممارسة كرة القدم عقب خسارة نهائي ليبارتادوريس في 2016، أردت أن أقضي بعض الوقت مع العائلة في حياة هادئة"
أشهر قليلة ولم يتحمل، وعاد إلى موطن الحنين، وأكد بعدها أنها كانت مجرد نزهة لقضاء بعض الوقت مع العائلة، وأن قلبه الذي رفض أوروبا في 2015 عاد ليرفض أموال الصين، ليقوده إلى حيث يحب؛ لابومبونيرا.
خسارة نهائي القرن أمام ريفربليت كانت قاسية، والكل توقع أن بداية 2019 ستشهد اعتزال تيفيز الذي لن يتحمل ممارسة كرة القدم بعدها، ولكن القدر أراد أن تكون الأمور أكثر سينمائية.
تيفيز: بوكا جونيورز هو حياتي ورونالدو صديقي وممتن لريكيلمي
فمنذ أيام توج بوكا جونيورز بالدوري الأرجنتيني، لتعود جماهير بوكا جونيورز إلى الأفراح من جديد، كيف؟ بأقدام تيفيز الذي سجل بنفسه هدف حسم اللقب، ليعيد المشهد الذي قام به منذ 17 عامًا حين صعد ليحتفل مع الجماهير، ويؤكد أن كرة القدم فيها ما هو أجمل من السينما أحيانًا.
