Djamel Belmadi Algeria@El_Bilade

قف ولا تبكي يا بلماضي .. مشروعك مازال مستمرًا، عالج هذا الخلل فقط

فشل منتخب الجزائر في التأهل إلى نهائيات كأس العالم 2022 في سيناريو درامي خلال مباراة الإياب من مواجهة الكاميرون في التصفيات الإفريقية الحاسمة.

الخُضر فازوا ذهابًا في الكاميرون بهدف نظيف، وقد انتهى الوقت الأصلي من مباراة الإياب في الجزائر بخسارتهم بنفس النتيجة، لكن الفريق استطاع إدراك التعادل قبل نهاية الشوط الإضافي الثاني بدقيقتين، وفي ظل احتفال الجميع بالتأهل خطف منتخب الكاميرون هدف الفوز الثمين في آخر لحظات الوقت المحتسب بدلًا من الضائع ليطير ببطاقة التأهل إلى مونديال قطر.

اقرأ أيضًا | أعيدوا الجماهير للمدرجات .. كفاكم تدميرًا لشخصية اللاعب المصري
قسوة السيناريو كانت أكبر من أن يحتملها المدير الفني للجزائر "جمال بلماضي" الذي انهار تمامًا وانخرط في البكاء عقب إطلاق الحكام باكاري جاساما لصافرة النهاية، ومن ثم بدأ بعده نجوم المنتخب في الانهيار والحسرة تعلو وجوههم.

دموع بلماضي كانت بالتأكيد حزنًا على عدم التواجد في قطر الشتاء القادم، ولكن كذلك لأن ذلك هو الفشل الثاني على التوالي عقب الإنجاز التاريخي بالتتويج بكأس أمم إفريقيا 2019 في مصر، إذ خرج الفريق من دور المجموعات من النسخة الأخيرة من البطولة القارية التي أقيمت في الكاميرون يناير الماضي.

دموع بلماضي غالية جدًا، ولا يمكن أبدًا مطالبته بالوقوف صادمًا أمام هذا السيناريو القاتل، لكن يجب أن تتوقف تلك الدموع بدءً من الغد وأن ينهض المدرب المميز سريعًا ويعود لاستكمال مشروعه مع محاربي الصحراء.

ما حدث في إفريقيا ومن ثم في مواجهة الكاميرون لا يلغي أبدًا العمل الكبير الذي قام به بلماضي مع المنتخب منذ تولى تدريبه في أغسطس 2018، لقد صنع فريقًا قويًا من نجوم جدد صغار حقق بهم إنجاز الفوز باللقب القاري ثم سلسلة اللا هزيمة المذهلة.

بلماضي مطالب بالنهوض سريعًا والعودة لقيادة المشروع، ولكن عليه أيضًا معالجة الخلل الأهم في الفريق والذي أراه المسؤول الأهم عن الفشل في أمم إفريقيا وتصفيات كأس العالم .. هذا الخلل هو عدم استغلال الفرص.

المنتخب الجزائري لعب مباريات جيدة جدًا في كأس أمم إفريقيا لكن خانته دومًا اللمسة الأخيرة خاصة في المباراة الأولى أمام سيراليون والتي كانت بداية كل شيء، وكذلك لعب مباراة قوية اليوم أمام الكاميرون وكان يستحق الفوز والتأهل في الـ90 دقيقة، لكن إهدار العديد من الفرص السهلة حال دون ذلك.

بلماضي أغلق ملف بغداد بونجاح بعدم استدعائه للمواجهة الأخيرة، لكن عليه الآن إيجاد المهاجم القادر على قيادة هجوم محاربي الصحراء للسنوات القادمة وخاصة في كأس أمم إفريقيا التي ستقام في الجزائر مطلع العام القادم.

تلك يجب أن تكون المهمة الأولى لبلماضي بعد إزالة آثار تلك الحسرة من نفوس وعقول لاعبيه، سواء باكتشاف لاعب جديد يقود الهجوم أو بتغيير تكتيكي للاستفادة من اللاعبين المتواجدين مع المنتخب والقادرين على لعب دور المهاجم الوهمي.

الجزائر تحت قيادة بلماضي أصبحت رقمًا صعبًا في معادلة كرة القدم في القارة السمراء، والتفريط به من الاتحاد الجزائري سيكون خطأ العُمر، لأن إيجاد مثله ليس سهلًا أبدًا خاصة أنه مدرب وطني لا يتمتع فقط بالجودة الفنية بل بالقدرة على إثارة حماس وجرينتا لاعبيه جيدًا.

إعلان

ENJOYED THIS STORY?

Add GOAL.com as a preferred source on Google to see more of our reporting

0