Ben Watson and Roberto Martinez lift the FA Cup

قصة 3/4/3 | المبتكر والإيطالي الذي نجح بها قبل كونتي!


بقلم | محمود عبد الرحمن | فيس بوك | تويتر


لمعت طريقة 3/4/3 تحت قيادة أنطونيو كونتي، وكانت كلمة السر وراء نجاح تشيلسي في الفوز بلقب الدوري الإنجليزي الممتاز.

الموضوع يُستكمل بالأسفل

عندما كان تشيلسي يئن من التأخر بثلاثية أمام آرسنال على ملعب الأخير، قرر كونتي استخدام الخطة «ب» فورًا، فدفع بماركوس ألونسو على حساب سيسك فابريجاس، وهنا بدأ موسم تشيلسي بشكل حقيقي.

من الطبيعي أن تنجح بطريقة لعب معينة، لكن أن تبتكر مراكز لبعض اللاعبين ويتألقون فيها، فالأمر يستحق نظرة تأمل.. فمن كان يتصور أن دافيد لويز الذي سخر البعض من قيام تشيلسي بإعادته من جديد سيلمع في مركزه بين قلبي الدفاع؟ الفضل في ذلك يعود لكونتي.

بالتأكيد طريقة 3/4/3 ليست ضمانة للنجاح دائمًا، لا توجد طريقة تضمن لك النجاح، أي مدرب يلعب بالطريقة التي تناسب قدرات لاعبيه وتخرج منهم أفضل ما لديهم، وتحد من سلبياتهم، كما ذكرنا في حالة لويز، فالمدافع البرازيلي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون المدافع الذي يعجب كونتي في طريقة 4/2/3/1، كونتي يُحب نوعيات بونوتشي وبارزالي.. لكن كونتي نفسه هو من قدم لويز للعالم بصورة رائعة في مركزه الجديد.

لمعان تلك الطريقة جعلت بعض المدربين هذا الموسم يقومون بتطبيقها على غرار آرسين فينجر، ولويس إنريكي في فترة من الفترات لعلاج مشاكله الدفاعية، ومدرب برشلونة منفتح على اللعب بأي رسم تكتيكي طالما يُحافظ له على ميسي، نيمار، سواريز معًا.. لذلك 4/3/3، 3/4/3 تتماشى معه.

نظرة عامة

البعض يُصنف طريقة 3/4/3 على أنها طريقة هجومية، لكنها في الحقيقة تقوم على قاعدة صلبة في الخلف تتمثل في وجود 3 مدافعين ثابتين، يخففون الأعباء عن الجناحين تحديدًا، وبالتالي تكمن قوتها في الأطراف بحريتهم هجوميًا بعض الشيء.

إن نظرنا لتركيبة الدفاع في هذه الطريقة، المدافع الأوسط (دافيد لويز)، لا يعتبر «ليبرو» بالشكل المعتاد، يمكن القول أنه مدافع مخلص يغطي على الثنائي بجانبه، لذلك أعتقد أن أهم سمة يجب أن تتوافر فيه قدرته على قراءة اللعب، والتمركز والتنبؤ بأين سيأتي الخطر، لذلك العامل الذهني مهم جدًا عن المعتاد في المدافع وقوته البدنية.


البداية

يعود الفضل في ابتكار هذه الطريقة إلى مدرب آرسنال التاريخي هيربرت تشابمان بالطريقة التي عرفت بـ (WM). حيث قرر الاعتماد عليها بعد إدخال قانون التسلل في اللعب عام 1925، بإجراء تعديلات على طريقته القديمة 5/3/2، ليصل إلى 3/2/2/3.

لم يحصل آرسنال في ذلك الوقت على نتائج جيدة في بداية العمل بتلك الطريقة وتعرض لهزيمة قاسية على يد نيوكاسل، لكن تشابمان كان قادرًا على علاج الخلل وقاد آرسنال للفوز بلقب الدوري الإنجليزي.

يقول تشامبان «إن الوقت الأنسب للتسجيل هو بعد صد هجوم الخصم مباشرة، لأنه يصبح في النصف الخطأ من الملعب».


3/4/3 أكثر إبهارًا مع أياكس

إن كان تشابمان هو مخترع تلك الطريقة، فإن المدرب الهولندي الأسطوري رينوس ميتشيلز هو المؤسس الثاني لها، صحيح أن توزيع اللاعبين واحد على أرض الملعب، لكن المهام مختلفة، بما عرف بالكرة الشاملة، وقدرة اللاعبين الفائقة على تبادل المراكز والمرونة داخل المستطيل الأخضر.

حقق أياكس تحت قيادة ميتشيلز نجاحات كبيرة، كان أبرزها نيل لقب دوري أبطال أوروبا عام 1971، بقيادة الأسطوري يوهان كرويف، الذي استعان بأفكار مدربه بعد ذلك في برشلونة.

وجود 3 مدافعين محوريين قويين، جعل أياكس يمتلك شراسة هجومية أكبر لأن بقية عناصر الفريق تشجعوا دائمًا على الهجوم، وظل كرويف العقل المفكر بقدرته على الاختراق بمنتهى الانسيابية.

يقول كرويف عن هذا التكتيك «لعبنا نوعًا من كرة القدم لم يكن طبيعيًا في ذلك الوقت في أوروبا، لعبنا بأسلوبنا الخاص، شيء لم تره في بلدان أخرى ولفت الانتباه في أوروبا».

Johan Cruyff Barcelona


كرويف ينقل التجربة إلى كتلونيا

حمل كرويف أفكار ميتشيلز إلى برشلونة، ليصنع تاريخًا حقيقيًا للنادي ويطور أكثر فأكثر طريقة 3/4/3، وخلق نسيجًا رائعًا في تشكيلة ضمت مواهب عظيمة، وحققت لبرشلونة بطولات هامة في مطلع التسعينات بالفوز بالدوري الإسباني أكثر من مرة ودوري أبطال أوروبا عام 1992.


فان خال يُعيد مجد أياكس

عاد أياكس ليتربع على زعامة القارة العجوز مع المدرب لويس فان خال وبنفس الطريقة، بالتفوق على ميلان في المباراة النهائية لدوري الأبطال، وهذه هي المباراة التي صنعت اسم فان خال.

ajax 1995Goal

قرر فان خال تحويل فرانك ريكارد من مدافع رابع إلى لاعب وسط مدافع، وباتت الطريقة على أرض الملعب 3/4/3 على شكل «الماسة».

في مواجهة ميلان القوي، بقيادة فابيو كابيلو وطريقته 4/4/2، بوجود أسماء كبيرة مثل باريسي، مالديني، دونادوني، بوبان، كان أياكس قادرًا على تحييد عناصره الهجومية بشكل كبير، لوجود 3 مدافعين على اثنين من المهاجمين.


راديكالية بيلسا الناجحة

Marcelo Bielsa MarseilleGettyimages

عٌرف بيلسا بأسلوبه الراديكالي 3/3/1/3 برفقة منتخب تشيلي ونادي أتلتيك بلباو. مدرب يهتم بأدق التفاصيل، يجعل الفرق أشبه بالوحدة الواحدة، بمقدورها التعامل مع أي ضغط.

أسلوب بيلسا جعل جوارديولا يعترف بأنه «المدرب الأفضل في العالم»، واصفًا إياه بأنه يضيف «الطابع العسكري» لفرقه!

وقال مدرب برشلونة السابق «فرق بيلسا تتمتع بروح قتالية عالية، لا يسمحون لك بالتنفس، تجد 7 لاعبين في منطقة جزاء فريقك، وعندما يفقدون الكرة تجد 11 مدافع أمامك!».

خلال وقته في بلباو، كانت خطته متغيرة بين 4/3/3 و3/4/3، وضع إيكر مونيان وماركيل سوسايتا كجناحين مهاجمين، وجعل إيراولا (وينج-باك) في الخلف على الرغم من قدرته على الهجوم هو الآخر.

كانت تعليمات المدرب الأرجنتيني المميز واضحة في مختلف الحالات الدفاعية والهجومية، إن خسر الكرة في أي من الجناحين، كلا الجناحين يبقيان على خط التماس لتوسيع الملعب، مع قيام الأجنحة الخلفية بالدخول للعمق.

وكان قد طبق نفس الأفكار مع منتخب تشيلي، فجاري ميديل وهو لاعب وسط في الأصل لعب في الدفاع المكون من 3 لاعبين.


زاكيروني، عراب 3/4/3 في إيطاليا

قام ألبرتو زاكيروني بثورة في الدوري الإيطالي عندما بدأ يستخدم طريقة 3/4/3 في أودينيزي، لكن النتيجة الأروع كانت عندما طبق هذه الطريقة في عام 1999 رفقة ميلان ونجح في الفوز بلقب الدوري الإيطالي.

Milan

دفاع ميلان الثلاثي تكون من باولو مالديني وألساندرو كوستاكورتا ولويجي سالا، في حين تواجد جورج ويا، أوليفر بيرهوف (الذي تفوق على نفسه كهداف) وبوبان كهجوم ذي 3 شعب.

وقال زاكيروني في مقابلة صحفية نشرتها صحيفة الديلي ميل العام الماضي «لم تكن طريقة 3/4/3 منتشرة في أوروبا في ذلك الوقت، قمت بتطبيق الطريقة في ميلان لأنني أردت اللعب بـ3 مهاجمين، وحتى يتسنى لي القيام بذلك كان علي الاعتماد على 4 لاعبين في الوسط، وإضافة المزيد من الصلابة للدفاع».


روبرتو مارتينيز يُنقذ ويجان، ويتوج بطلاً لكأس إنجلترا

Ben Watson and Roberto Martinez lift the FA Cup

استخدم روبرتو مارتينيز طريقة 3/4/3 في نهاية موسم 2011/2012، وكانت لها مفعول السحر في نجاح ويجان في تفادي الهبوط. استمر في تطبيق نفس الأفكار بعد عام وحصل على بطولة كأس إنجلترا، لكن في هذا العام لم يستطع الحصول على أفضل النتائج من الطريقة في الدوري، وهبط بعد أن كان على بعد 3 نقاط فقط من البقاء.

اعتمد مدرب إيفرتون السابق على جان بوسيجور وإيمرسون بويس على الطرفين، بأدوار مشابهة لأدوار فيكتور موسيس وماركوس ألونسو حاليًا مع تشيلسي، لكن غلبت النزعة الدفاعية على ويجان في ذلك الوقت وتحديدًا لثنائي الوسط.

قد يندهش البعض من نجاح فيكتور موسيس في التأٌقلم على مركزه كوينج باك مع تشيلسي حاليًا، لكن يجب التنويه إلى أنها ليست المرة الأولى التي يلعب فيها موسيس هذا المركز في تلك الطريقة، فقد اعتمد عليه مارتينيز في ذلك المركز في النصف الأول من موسم 2012/2013 عندما كان في «اللاتيكس»، وعلى الرغم من أنه لم يٌشارك مع الفريق الذي ذهب إلى ويمبلي، لكنه اكتسب خبرة قيمة من هذا التكتيك في الفترة التي سبقت عيد الميلاد.


الشوط الثاني في موقعة اسطنبول

انهار ليفربول في الشوط الأول أمام ميلان في نهائي الأبطال 2005 بتأخره بثلاثية نظيفة، وبعد العودة إلى غرفة خلع الملابس كان المدرب رافا بينيتيز بحاجة إلى تغيير جذري.

في بداية الشوط الثاني قرر المدرب الإسباني الدفع بديتمار هامان على حساب فينان، وتغيرت التشكيلة إلى 3/4/3 بتواجد تشابي ألونسو وهامان في خط الوسط، وريسه وفلاديمير شميتسر على الجناحين، فيما تحصل ستيفن جيرارد على دور متقدم ليصبح لاعب وسط مهاجم.

تغيرو جه ليفربول في 45 دقيقة، حيث نجح في تحييد قوة ميلان في وسط الميدان المتمثلة في كاكا، كما عززت النواحي الهجومية للفريق، فقلب الطاولة على ميلان وجر المباراة إلى ركلات الترجيح التي ابتسمت لرافا.

إعلان