على امتداد التاريخ العريض لتشيلسي وشيفيلد يونايتد في كرة القدم، دافع الكثير من اللاعبين على ألوان كلا الناديين، لكن لا يوجد هناك أشهر من الحارس وليام هنري المُلقب بـ"فولكي الثمين"، وبكل تأكيد ربما صادفت صورة له على الإنترنت.
كان فولكي يبلغ طوله 6 أقدام ووزنه حوالي 150 كيلوجرامًا، لكن رغم تلك الضخامة فقد كان أحد أفضل حراس المرمى في عصره، وأسطورة حقيقية بالنسبة لشيفيلد يونايتد الذي لعب معه 11 موسمًا وأكثر من 350 مباراة.
وُلد فولكي في داولي، شروبشاير، في بلدة بلاكويل في ديربيشاير، وعمل في المناجم قبل أن يمارس كرة القدم، وتعاقد معه شيفيلد مقابل 20 جنيهًا إسترلينيًا (حوالي 2500 جنيه إسترليني بأموال اليوم) وكان ركيزة في أكثر فترة ناجحة في تاريخ النادي.
قاد شيفيلد للقبه الأول في دوري الدرجة الأولى (1897/1898)، وأنهى في الوصافة مرتين (1896/1897 و 1899/1900) وفاز بكأس الاتحاد في مناسبتين (1898/1899 و 1901/ 1902).
كدليل على قدرته الرياضية المتنوعة، لعب أيضًا أربع مباريات كريكيت في الدرجة الأولى لديربيشاير في عام 1900.
وقال مؤرخ شيفيلد يونايتد جون جاريت لبي بي سي سبورت "رأيت تقارير تصفه بأنه كبير مثل الجبل، ورشيق مثل القط".
هناك روايات مختلفة عن مكان وتوقيت وقوع هذه الواقعة الطريفة، ولكن قيل إنه دخل مرة إلى غرفة الطعام في فندق كان هو وزملاؤه يقيمون فيه وتناول بمفرده جميع وجبات الإفطار الـ 11 التي كانت جاهزة.
وروي في كتاب ديفيد بولس أوف ميلينيوم: أشهر 100 مباراة للقديسين، ففي نهائي كأس الاتحاد الإنجليزي عام 1902، كان شيفيلد متقدمًا بهدف، ونجح ساوثامبتون في التعادل بهدف قاتل، كان مشكوكًا في صحته بداعي التسلل.
كان فولكي غاضبًا من الحكم لدرجة، وعقب صافرة النهاية لاحقه عاريًا إلى غرفته، ما جعل الحكم يختبئ في خزانة الملابس.
بعد أن ساعد في وضع شيفيلد يونايتد على الخريطة، تم تكليفه بالقيام بالشيء نفسه لنادي تم تشكيله حديثًا في غرب لندن يسمى تشيلسي.
بدعم من المؤسسين الأثرياء جوس وجوزيف مايرز، عرف تشيلسي كيف يستخدم أسطورة فولكي لتعزيز شعبيته والانتباه وللمزيد من الحضور للمباريات.
ابتكر تشيلسي طريقة تتمثل بوضع فتية صغار خلفه من أجل المبالغة في ضخامته، ومع اعتماد الخصوم على فكرة التسديدات بعيدة المدى على فولكي الثمين بدلاً من مواجهته بعد أن خسر مهاجم سابق أسنانه في كرة مشتركة معه، تكفل الصبية بإعادة الكرات للميدان له، ومن هنا ظهروا في ملاعب كرة القدم حتى يومنا هذا.
هناك رابط أخير بين شيفيلد يونايتد وتشيلسي وفولكي. في نهائي كأس الاتحاد عام 1915، فاز شيفيلد على البلوز 3/0... محرز الهدف الأول هو جيمي سيمونز، وهو ابن شقيق "فولكي الثمين".